الرئيسية تعليم رد حاسم في جدل لغات التدريس

رد حاسم في جدل لغات التدريس

IMG 20180913 WA0066.jpg
كتبه كتب في 13 سبتمبر، 2018 - 5:16 مساءً

 

صوت العدالة –  عبد الله رشاك

 

التخلف والهدر الكبير الذي يشكو منه المغرب رغم ضخامة الميزانية المرصودة للتعليم يعود بالأساس إلى الازدواج اللغوي والتخبط اللغوي لدى المسؤولين والمقررين في هذه القضية.
جميع الدول تقدمت بلغتها الأم بل حتى اللغة العبرية الميتة أحياها الاحتلال الإسرائيلي وفرضها في كل مراحل التعليم من الابتدائي إلى العالي والبحث العلمي.
وحسب الدراسات البيداغوجية الرصينة والميدانية أثبتت ضرورة تلقين اللغة اﻷم فقط من السنة الأولى إلى سن العاشرة فما فوق.والسبب تفادي حصول تضارب بين لغتين أو أكثر لدى الطفل المتلقي.
وتوحيد لغة التدريس والتكوين لها مزايا كثيرة منها الوحدة اللغوية والنفسية والوطنية وتكوين الهوية الوطنية،ﻷن اللغة ليست بريئة بل هي حمالة لتجارب وفكر وتراث أصحابها.
وفي المغرب تعد الفرنسية وسيلة إقصاء بامتياز:إقصاء اجتماعي وإداري ونخبوي :فهي تقصي المتفوقين من الطلبة الفقراء والمتوسطين في باقي المواد ودعوتهم الإمكانات المادية، لكنهم يتعثرون في الفرنسية ﻷنهم لا يتكلمونها ولا تتاح لهم فرص تداولها في المنزل مثل أبناء النخبة الذين يدرسون أبناءهم بالفرنسية التي فرضت فرضا كلغة التدريس والامتحانات ولوج المدارس العليا.
والفرنسية تزاحم العربية بفضل حزب فرنسا المكون من دعاتها وحماتها من المغاربة المرتبطين مصلحيا وثقافيا بها.هذا إضافة إلى الكلفة المادية المرتفعة بسبب الترجمة من وإلى الفرنسية بحكم ،أن الفرنسية صارت هي اللغة الرسمية في الإدارة والاقتصاد والتجارة والجامعة والمحاضرات والندوات وعند النخبة المغتربة فرنسيا.
وقد قام الاتحاد الأوروبي بإعداد دراسة ميدانية وبيداغوجية – بإشراف كاترين أشتتون-عن تدريس اللغات في دول الاتحاد ال28 .و خلصت من خلالها إلى أن اللغة اﻷم وحدها يجب تدريسها وحدها إلى حدود سنة معينة للطفل وذلك لترسيخ قيم الوطن والهوية وغيرها والتلاقي الهدر اللغوي والزمني..
ليس من المفروض تطبيق نفس المنهج الموحد والمتعدد اللغات على الجميع لتخريج كل الأطفال وجعلهم متمكنين من اللغات الأجنبية.اللغات اﻷجنبية تدرس لمجالات الدبلوماسية والمخابرات والترجمة ولمن أراد الالتحاق للتكوين العالي في الخارج؛عندها تكون السنة الأولى سنة تعلم اللغة المطلوبة وكذا بعض تقاليد وتاريخ البلد.
ويبقى تعلم اللغات اختيارا لمن أراد اقتحام هذه التخصصات؛هذا مع إتاحة الفرصة لمن اختار تعلم اللغات لهدف خاص.
أما تعلم اللغة الأجنبية مع اللغة الأم في سن صغيرة فقد حسم المربون البيداغوجيون والاكاديميون في ضرر ذلك على تكوين هوية الطفل النفسية والهوياتية وتعليمه وتكون اللغة الأولى الملقنة حاسمة حتى في انتمائه الوطني وقراراته المستقبلية في كل المجالات. ولكم في خريجي البعثات الأجنبية ومدى انتمائهم للوطن توجهاتهم الفكرية والدينية والعقدية وغيرها.
.أما الفرنسية فليست لغة انفتاح علمي ولا أدبي ؛فهي توجد في مراتب متأخرة على الصعيد العالمي ولم تبق لغة علم وتراجعت كثيرا كلغة العلوم الحديثة.وقد وصل الأمر بفرنسا التي أصبحت تفرض على كل الطلبة بفرنسا أن يعدوا ملخصا ﻻطروحاتهم وبحوثهمabstract بالإنجليزية بل وتدفع وتشجع باحثيها لترجمة أعمالهم وإنتاجاتهم إلى الإنجليزية.
وحاليا قامت وزارة التربية الوطنية الفرنسية هذه السنة بإدخال لغات الحضارات الكبرى في التعليم الابتدائي مثل العربية وروسيا والصينية
والخلاصة؟علينا جميعا الاختيار:إما الاستمرار في هدر المال والجهد والزمن والإنسان بدعاوى واهية لا تصمد أمام حقائق الواقع،وإما الانخراط في تطبيق ما وصلت إليه هذه الدراسات الرصينة حول موضوع التدريس باللغة الأم وجعلها لغة تعليم وتدريس في جميع مراحل التعليم من المهد إلى التعليم العالي .

مشاركة