الرئيسية أحداث المجتمع *الصحفي يسري، وجه لامع يجمع بين الابداع والجرأة، بين التجديد في الرؤى وتكسير قالب النمطية*

*الصحفي يسري، وجه لامع يجمع بين الابداع والجرأة، بين التجديد في الرؤى وتكسير قالب النمطية*

IMG 20180914 WA0001.jpg
كتبه كتب في 14 سبتمبر، 2018 - 9:36 صباحًا

بقلم : م. البشيري /ع.الحراب
صوت العدالة

الرسالة تجربة مثيرة وجديدة .. فكرة نابعة من عمق المجتمع، راصدة لمعاناته ومتتبعا لخباياه .. لينقل للرأي العام وللمتتبع، مايدور في قلب الشارع كما لو كان حقيقة.. وبجرأة اكثر من الواقع نفسه.. برنامج الرسالة والذي يشرف على تقديمه الصحفي يسري، وجه لامع يجمع بين الابداع والجرأة، بين التجديد في الرؤى وتكسير قالب النمطية السائد في الاعلام.. انه البرنامج الذي نبعت فكرته من هدوء الشارع وصخبه.. ليقتحم على المارة هدوءهم ويعيش معهم تجربة اقرب الى الحقيقة .. تجربة تعاش ولا توصف.

لم تكن المصابيح قد اضيئت بعد .. لكن كاميرا البرنامج اختارت ان تنزل الى الشارع لتجعلنا نعيش الحدث في تجربة انسانية، فترصد لنا مدى تعاطف الشارع مع حالات تختلف وتتباين، بين ضيق اليد والاكراه.. فتارة نعيش تجربة ارملة تقادفتها امواج العدم لتطلب يد العون و المساعدة لدفن زوجها.. وتارة نقف لنعايش حالات اصعب، اغلبها تنتظر هبة ريح خفيفة لترى الحياة من زاوية اكثر امانا.. انها الحقيقة التي لن تراها إلا مع يسري في برنامج الرسالة.

في احدى حلقات البرنامج تمتد جراة الفكرة، ويظهر عمق التجديد عند تقمص دور المتسول .. الحاجة ، الفقر ، العدم، كلها اكراهات اجتماعية رصدها الاعلام من زاوية ضيقة .. فجاءت فكرة البرنامج مع يسري لتتطرق إليها من زاوية اكثر حدة، في تجسيد للمشاهد وكأنها عين الحقيقة.. تجسيد سيكشف الغطاء عن المستور، ويفضح المسكوت عنه في المجتمعات المحافظة. برنامج الرسالة ينطلق من مؤشرات ليعرض الحالة كما هي، ويقيس ردود الافعال لينقلها لنا كما لم نراها من قبل.

تجربة الارملة واحدة من بين التجارب التي جالت فيها كاميرا البرنامج اطراف الشارع في الخفاء.. ترمق ردود الافعال تاركة المجال للمشاهد ليعيش التجربة ويلعب دور الحكم.. تقمص الادوار ليس بالشيء السهل.. خصوصا اذا ما تداخلت العاطفة والاحاسيس والمشاعر.. قصة الارملة الجالسة عرض الحائط تارة ،والقاصدة ازقة الشارع علها تحظى بنوع من الاهتمام ، كان المارة ينظرون اليها وهي الهادئة حينا والفاترة الضاجة بصخبها في احيان كثيرة.. لا يكاد يفارقها وشاحها الملتف حول عنقها والممتد الى قميصها الذي كان ولاشك ابيض.. انه برنامج الرسالة.

مشهد الجرأة يتكرر مع يسري .. لكن مع حالة اخرى اكثر غرابة .. حالة قد يكون معظمنا ممن سمع عنها لكنه الى اليوم لم يتسنى له رؤيتها. أم اثقل كاهلها الزمن، ولم تعد تقوى على مجارات اعباء الزمن ومتطلباته اليومية.. تجد نفسها في موقف لا تحسد عليه، انها فكرة تخلي ام عن طفلتها .. كيف سيتعامل المجتمع مع الظاهرة ؟ هل صار الشارع المغربي مؤهلا لتقبل مثل هذه الحالات بكل عفوية؟ هل بمقدور الكيان المجتمعي الحفاظ على لحمة هذه الاسرة وتقديم يد العون ولو من باب المواساة؟!!! اسئلة جريئة تحمل رسالة الى الفرد داخل المجتمع ..انها جرأة البرنامج.

حاول البرنامج .. ونجح في ذلك، فأخرج الظاهرة من الخفاء لنعاينها عن كثب.. رسم على الام حزنا لتبدوا عليها علامات التعب، وبدت وكانها تتنفس بشكل بطيء، انه القهر الاجتماعي.. لتعرض ابنتها وهي الطفلة على المارة معتقدة ان الحياة في كنف الغرباء ارحم.. منهم من تعامل بمنطق المندهش للموقف، ومنهم من تأثر لحالها لكن ضيق اليد اكبر من ان يجد حلا للمعظلة.. لتبقى المواساة والتأثر عنوان التضامن الابرز .. انه تآزر المجتمع المغربي بجميع اطيافه.
وعموما.. تجربة الرسالة مع يسري .. عنوانها التجديد والابداع، والجرأة في حالات انسانية، تتعدى ما هو متعارف عليه.. قد يصفها البعض بالطابو.

مشاركة