الرئيسية آراء وأقلام ” مشروعية المقترح المغربي و تعنث القوى الداعمة للبوليساريو “

” مشروعية المقترح المغربي و تعنث القوى الداعمة للبوليساريو “

FB IMG 1522887491025.jpg
كتبه كتب في 5 أبريل، 2018 - 1:16 صباحًا

بدأت مشكلة الحدود بين المغرب و الجزائر منذ أن احتلت فرنسا هذه الأخيرة سنة 1830م وبدأت أطماعها تتجه نحو المغرب.ولقد استغلت مساعدة م.عبد الرحمان (1822-1859) للأمير عبد القادر الجزائري في مقاومته للفرنسيين.وكان السلطان المغربي ملزما بذلك بحكم علاقات الجوار والدين.

ولقد كان ذلك سبب تأزم العلاقات بين فرنسا والمغرب والتي انتهت بمعركة اسلي التي انهزم فيها المغرب بسهولة كبيرة سنة1844م.واستغلت فرنسا تفوقها العسكري هذا وفرضت على المغرب معاهدة الصلح وقعت بطنجة سنة1845م نص الفصل الخامس منها على وجوب عقد اتفاقية لتعيين الحدود بين المغرب والجزائر. وتنفيذا لذلك فوض السلطان عبد الرحمان بن هشام لعامل وجدة حميدة الشجعي والكاتب احمد الخضر مهمة تحديد الحدود مع المفاوض الفرنسي الكونت دولارو(DE LARUE) وكانت تعليمات العاهل المغربي لمفوضيه تنص على إبقاء الحدود بين المغرب والجزائر كما كانت عليه أيام حكم الأتراك للقطر الأخير.ومعلوم أن الحدود بين البلدين هو واد تافنة المعروف عند الخاص والعام . بيد أن الفرنسيين الذين كانوا يبحثون عن ثغرة تمكنهم من التسرب داخل المغرب,عمدوا إلى ارتشاء المفاوضين المغربيين بالمال مقابل التوقيع على اتفاقية الحدود سنة1845 والتي كانت بقرية للا مغنية في مارس1845 م .هذه الاتفاقية التي اكتنفها الغموض إذ لم ترسم الحدود بشكل واضحا إلا على مسافة قصيرة تمتد من البحر الأبيض المتوسط إلى ثنية الساسي(150كلم) وما بين ثنية الساسي وجنوب فكيك اقتصر على توزيع القرى و القبائل بدون تحديد جغرافي”لكونها أرض فراة لا تحرث وإنما هي مرعى فقط لعرب الايالتين التي تنزل فيها وتنتفع يخصبها ومائها”ولقد تعمدت فرنسا ذلك الغموض كي تستغله للتدخل في المغرب والضغط عليه.ولما علم السلطان بما قام به المفوضين كتب لعامله بطنجة بوسلهام بن علي فقال:”…فإن حميدة بن علي عامل وجدة مع الطالب أحمد الخضر خدعهما نائب عدو الدين فيما كلفناهما به من الوقوف معه على الحدود وغرهما على عادته وترهاته وبذ ل الطمع,حتى ادخل في الحد طرفا وافرا من قبائل ايالتنا السعيدة لناحية بلاد ايالة الجزائر,وغرهما حتى طبع له حميدة على الرسم الذي أتى به…فاشرع في مباشرة الأمر على الكيفية التي قدمناها لك,ولا تأل جهدا في فسخ ما عقده الطامعان الساقطا الهمة,ولا حول ولا قوة إلا بلله.”

وبذلك قامت فرنسا باغتصاب أراضي مغربية ورفضت التنازل عما اكتسبته.

ولقد حاول م.الحسن سنة1891م ضبط الحدود بين المغرب والجزائر المحتلة فرفضت فرنسا لأنها كانت تريد أن تبقى حرة في القيام بتوسعاتها دون أن تقيدها اتفاقية مكتوبة.و فعلا فقد تركزت جهودها نحو قلب الصحراء بالتوسع من الجزائر على تراب المغرب واحتلت عدة مواقع:توات-بشار-كورارة-عين صالح…ولقد نظم سكان الواحات مقاومة ضد الاحتلال الفرنسي سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي(القواد)ولكنها سقطت إتباعا وظل بعضها يقاوم حتى سنة1934 م.ولقد أصدرت فرنسا قوانين لإنشاء منطقة”الواحات الصحراوية”وإلحاقها بالقيادة العسكرية الفرنسية لعين الصفرة,كما تم تنظيم أقاليم الجنوب تنظيما إداريا وعسكريا.أما منطقة تندوف فقد احتلتها سنة 1953 بعد ما كان المغاربة مشغولون بأزمتهم الكبرى.وتعد هذه المناطق تابعة لسيادة المغرب منذ أمد بعيد وذلك بالأدلة التاريخية التي سنبينها في الأخير.

بعد استقلال المغرب سنة 1956 كان له تحفظين في مفاوضات اكس ليبانAIX LES BAINS وهما:

1: إن الحدود الحالية يعتبرها حدود الحماية و ليست الحدود الحقيقية و خاصة منطقة تندوف.

2: مسألة القواعد الأمريكية بالمغرب.

و نشير كذلك أنه لما كان يلوح في ألأفق انتهاء حرب التحرير الجزائرية ضد فرنسا اقترحت سلطات هذه الأخيرة على محمد الخامس التفاوض معها حول الحدود الشرقية و الجنوبية للمغرب فكان جوابه الرفض باعتبار أن ذلك سيكون طعنا من الخلف للجزائريين المكافحين و أجاب إن هذا المشكل ستتم تسويته بين المغرب والجزائر المستقلة.

وفي سنة1961م بالرباط ثم عقد بروتوكول اتفاقية بين ملك المغرب الحسن الثاني و فرحات عباس رئيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تعهد فيها المغرب بتقديم الدعم الكامل واللامشروط للشعب الجزائري في كفاحه لنيل الاستقلال ورفض كل الأساليب المؤدية إلى تقسيم التراب الجزائري…و بالمقابل اعترفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية بأن مشكل الحدود الذي فرضته (خلقته) فرنسا بين الدولتين سيجد حله في المفاوضات بين الحكومة المغربية وحكومة الجزائر المستقلة. وفي الأخير نصت الاتفاقية على خلق لجنة مغربية جزائرية لدراسة وإيجاد حل لهذا المشكل في جو من الإخوة والوحدة المغاربية

وبعد استقلال الجزائر اعتبرت حكومة الرئيس بن بلة إن جميع المناطق الصحراوية الفرنسية تنتمي لأراضيها المستقلة,وتنكرت لتلك الاتفاقية السرية الموقعة في الرباط.ولقد أدى هذا الموقف السلبي للجزائر إلى تفجير الأوضاع بالمنطقة.

وفي سنة 1962م وبعد شهر من استقلال الجزائر انتفض سكان تندوف مطالبين بالانضمام إلى المغرب فقام الجيش الجزائري بالهجوم على القائد المغربي بتند وف السيد عبد الله السنهوري وثم قتل 120 مواطن مغربي وتشتيت هذه الاحتجاجات,فتوثر الوضع بين البلدين.وفي سنة 1963 وفي ظروف استثنائية اعتقد حكام الجزائر ودفعوا الآخرين إلى الاعتقاد أن بلدهم وثورتهم في خطر وان مشكل الحدود ليس إلا ذريعة لأهداف توسعية للحكومة المغربية المدعمة من قبل الاوساط الامبريالية.وانتهى الأمر إلى حرب بين البلدين في صيف نفس السنة (1963) “حرب الرمال” على طول الحدود من فكيك حتى تندوف.وفي 30 أكتوبر ثم التوقيع على وقف اطلا ق النار بعد تدخلات خارجية.

مسألة تندوف

مدينة تندوف مدينة مغربية ألحقتها فرنسا بالجزائر.وبعد استقلال المغرب كانت المدينة تابعة لإقليم آكادير.ولقد بنيت هذه المدينة في القرن 16م ثم تم تخريبها من طرف سكان الصحراء الطوارق ثم انقرضت لمدة قرنين من الزمن.لكن تواجد الماء بها جعلها قبلة للقوافل التجارية الصحراوية.و لقد كانت هذه المدينة قبل دخول فرنسا إليها تابعة لخليفة السلطان بإقليم تافلا

مشاركة