الرئيسية روبورتاج ظلم أولى القربى أشد على صاحبة الجلالة

ظلم أولى القربى أشد على صاحبة الجلالة

IMG 20180221 WA0016.jpg
كتبه كتب في 21 فبراير، 2018 - 4:17 مساءً

بقلم رشيد أنوار

تعالت صيحات الإصلاح داخل الجسم الصحافي المغربي المعتل بعدما تكاثرت مواقع و صحف وصفحات …. بمعدل جريدة لكل عشرة أشخاص ، و ضربت القواعد الأخلاقية للمهنة بعرض الحائط و أختلط الحابل بالنابل ، و كذا  ظهور مقالات و أجناس صحفية لا تعترف بقواعد النحو و البلاغة ، اختلطت فيها العربية بالدارجة ….
نحاول من خلال هذا الربورتاج الغوص لكشف حقائق صادمة وممارسات شاذة ..

نظرة ، ثم ابتسامة ، ثم صحفية …

ابتسام الفتاة الرشيقة القوام ذات السادسة عشر ربيعا ، في إحدى الأمسيات الفنية تصادف شابا يقدم نفسه على أنه صحفي ، تتطور العلاقة ليعرض عليها مرافقته في كل جولاته بين الأنشطة المقامة في مدينته ، لتجد نفسها حاملة مكرفونا يحمل شعار موقع الكتروني ، تأخذ التصاريح و الارتسامات التى لم تجد طريقها للنشر في أغلب الأحيان .

أصبحت ابتسام صحفية بعدما خبرت الميدان و تعرفت على العشرات من الشباب الذين يزاولون نفس المهنة ، يعلمون مواقيت وأماكن الأنشطة مجبرين القيمين عليها بتخصيص طاولة لهم بين الحضور …

موائد مجانية للشرب و الأكل …..

معاذ بفضل خبرته في الميدان ، أصبح يعرف ما يقدم للأكل في  كل نشاط سواء كان رسمي أو جمعوي ، ولا يهمه من الصحافة إلا ملأ البطن بما لذ و طاب ، يحضر وقت الأكل بدقائق معدودة …..

قلم لمن يدفع أكثر …

لعل ما يسيء للجسم الصحافي هو تواجد أقلام مأجورة تتاجر في معانات الناس على حسب قول فاتحة التى مكنت صحفيا بموقع معروف من وثائق قصد نشرها لتجد أن صاحبنا يعرض الوثائق على المعنى بالأمر لإيجاد مخرج لورطته ، مقابل شراء صمته ….

جرائد رأسمالها مكتب و حاسوب …

صدم الشاب على  الطموح الذي افنى عمره في التعلم الأكاديمي ، بتواجده  داخل مقر جريدة ينسخ المقالات ويعيد نشرها ، مع تغيير العناوين ، ومشاركتها عبر مواقع التواصل الاجتماعى ، لتتسلق الجريدة الدرجات في التقييم الخاص بالمواقع ليحظى مالكها بفرصة ذهبية للاشهار .

رجال الإعلام أكثر من جمهور  بعض المناسبات …

محمد منظم مهرجان سنوي ، تفاجئ بالكم الهائل من رجال الإعلام الذين حجو إلى دورة مهرجانه الأخيرة ، الذين فاقو المدعوين ، إلا أنه بعد نهاية النشاط لم يجد إلا بضع مقالات ، مما جعله يفضل الاعتماد على لوائح رسمية للوزارة في ولوج رجال الإعلام إلى الدورات القادمة من مهرجانه.

من صفحة فيسبوكية  إلى مقاولة صحفية …

سفيان شاب ينتمى إلى شبيبة حزب سياسي ، بحكم قرابته من رئيس الجماعة التى يقطن بها ، أنشأ صفحة فيسبوكية لذكر مزايا التسيير و مواكبة تحركات الرئيس المنتخب و عرض إنجازاته و الرد على معارضيه ، الفكرة لقت نجاحا كبيرا و واكبها مجموعة من رواد عالم التواصل الاجتماعي ، وبقدرة قادر تتحول الصفحة إلى مقاولة إعلامية استفادت من توثيق كل أنشطة الجماعة و الجماعات التى يسيرها أبناء نفس الحزب ، تستفيد من الملايين من الدراهم ، وتحتكر عروض الإشهار ….

هذا جانب من الواقع المظلم الذي تعيشه المهنة في ضل غياب الدعم للمؤسسات الإعلامية الجادة ، وعدم تفعيل الرقابة ، و الخروج عن الهدف النبيل لصاحبة الجلالة وتحويلها لإداة للربح السريع لكسب دريهمات على حساب معاناة المواطنين ، والجري وراء كشف العورات و المس بالحياة الشخصية للناس .

في حين هناك أعلام مشهود لها بالكفاءة و المهنية ، تشق طريقها ، وجرائد تحترم قراءها تصارع الزمن للبقاء فى ضل زحف غول العولمة الرقمية ….

 

مشاركة