الرئيسية سياسة هل انتهى بنكيران سياسيا؟

هل انتهى بنكيران سياسيا؟

images3 2.jpg
كتبه كتب في 12 ديسمبر، 2017 - 2:50 مساءً

هل انتهى بنكيران سياسيا؟

 

صوت العدالة- اسريفي عبد السلام

 

بمجرد أن أعلن سعد الدين العثماني أمينا عام لحزب العدالة والتنمية،قال البعض من الذين يواكبون الأحداث أن بنكيران انتهى سياسيا،خاصة وأنه انسحب من تنظيمات الحزب.

لكن الحديث عن ابتعاد بنكيران عن السياسة أمر صعب تصديقه،لأن الرجل كان دائما يصرح أنه يحمل مشروع اصلاحي قوامه محاربة الفساد والمفسدين،وكانت البداية خلال الولاية الأولى عندما فتح ملفات كانت تعتبر من الطابوهات مثل مقالع الرمال،صندوق المقاصة،المأذونيات…،حيث بدا مصرا على الحسم في هذه الملفات بل هدد في مناسبات كثيرة بالاستقالة إن هو تعرض للضغط من قبل جهة ما،في إشارة الى اللوبي السياسي الاقتصادي.

وفبل خروجه من المؤتمر الثامن ،قال بنكيران في رد على أسئلة بعض أنصاره “أنا معكم ومستمر،كيف وبأي طريقة وبأي شكل،هذا سنفكر فيه مستقبلا”.وهذا التصربح يبين أن الرجل ربما لم يكون يتصور خروجه من الأمانة العامة بهذه الطربقة،أو كان يطمح في تقلد منصب هام بالحزب،يحفظ به ماء الوجه.لكن سعد العثماني قطع عليه الطريق،كما قطعها على أنصاره:عبد العزيز أفتاتي،الادريسي أبو زيد،بلال التليدي،وأمينة ماء العينين. ويعتبر هذا الاقصاء للمجموعة بكاملها هي تلك القشة التي قسمت ظهر البعيد،فوجد بنكيران نفسه خارج المعادلة رغما عنه هو وأصدقاؤه،ما سبب له حسب مصادر قريبة منه صدمة قوية،دخل على إثرها في عزلة قاتلة،بل يتفادى حتى الرد على الهاتف أو التفاعل على صفحات التواصل الاجتماعي.

ويظهر بعد الخروج من كل تنظيمات الحزب،أن بنكيران سيعيد التفكير في مشروعه الاصلاحي بعيدا عن التنظيمات الحزبية،بل كما قال بلال التليدي أن “بنكيران لن يشتغل من داخل الحزب،بل سيستمر في مشروعه الاصلاحي من بوابة مدنية”.وهي عودة للانطلاقة الأولى للحزب حينما كان يتبنى المشروع الاصلاحي من البوابة المدنية،من خلال الاعتماد على جمعيات تشتغل في الظل وتقوم بدور الوسيط ما بين الحركة والمواطن.

فبنكيران،ليس من النوع الذي يعتزل العمل السياسي،فشخصيته وتكوينه وقناعاته قادرة أن تعيده للمشهد حتى ولو كان من باب آخر،فهو يتمتع يكاريزما قوية تعطيه صفة القيادي الناجح حتى في قلب الأزمات.وهذا ما جعله يعتذر عن رئاسة المجلس الوطني الجديد،وخروجه من البرلمان وتحلله من كل المسؤوليات الحزبية.فلا يرى نفسه إلا قائدا،لذلك سيفضل الاشتغال بعيدا عن الحزب لكن بهدف الرجوع لقمة هذا الحزب وبشكل قوي.ومن المنتظر أن يتم المناداة عليه لتولي بعض المهام الكبيرة في الدولة في إطار سياسة الاصلاح التي يشرف عليها عاهل البلاد.أو الدخول في تحالف مع قوى الاصلاح والاشتغال على تحريك قواعد الحزب من خلال قضايا ذات صلة بالمواطن مباشرة.

مشاركة