الرئيسية آراء وأقلام رشيد شو وإستراتيجية جديدة لكسب شفقة الجمهور، أو حين يمتزج البكاء بالضحك

رشيد شو وإستراتيجية جديدة لكسب شفقة الجمهور، أو حين يمتزج البكاء بالضحك

رشيد العلالي.png
كتبه كتب في 17 ديسمبر، 2017 - 7:52 مساءً

 

صوت العدالة- صباح لحسيني

سنة 2018 على الأبواب والقناة الثانية لم تبذل جهدا للخروج من الروتين اليومي لبث برامج تكسوها الرتابة ، والضعف في الأداء ، والغياب في الفاعلية ، ليصبح أي جهد إعلامي تقدمه القناة ليس في المستوى المطلوب .
برنامج رشيد شو من البرامج التي لها مكانة خاصة لدى المشاهد المغربي والتي ينتظره آخر كل أسبوع ليشبع فضوله لمعرفة ما يميز فنانين قد لمعوا في الآونة الأخيرة وأصبحوا من النجوم في لمح البصر وفي وقت وجيز، برنامج بهذا الثقل والذي ينتظره جمهور عريض من أجل الترفيه بعد أسبوع شاق من العمل قد يصبح مملا لدى المشاهدين وهم يكتشفون ككل مرة أساليب وحيل رشيد العلالي والتي تعتمد التأثير النفسي ، وإثارة مواضيع تمس في العمق مكامن الضعف لدى ضيوفه ، كنوع من التسول لمشاهدة أكثر، ليكون بكل هذا قد عمل جاهدا في تعميق تصورنا لإعطاء قيمة أكبر للبرنامج ، ولإثارة شفقتنا لدرجة أصبحنا لا نعرف ونحن في خضم التمازج بين الأحاسيس الحزينة والمفرحة نتيه في صياغة جديدة اتخذها رشيد لاستمالة المشاهد قد تضمن التواصل ودينامية الإدمان على برنامج يتسابق ضمن ماراتون الربح المادي بصورة لم يشهدها المتفرج المغربي من قبل.
صحيح أن رشيد شو من خلال برنامجه يهدف إلى مشاركة ضيوفه أفراحهم وأحزانهم ، وصحيح أن فنانين أمثال سكينة درابيل ورشيد شفيق وغيرهم قد أبكيا رشيد العلالي وجمهوره ، لكن إذا كان البرنامج ترفيهيا فما جدوى من إثارة أحزان فنانين لدرجة البكاء ؟ وما هو السر في تركيز رشيد شو على أسئلة حساسة ومخجلة ؟
قد يبقى الأسلوب الذي يقدم به برنامج رشيد شو أسلوبا مستوردا لأنه يبث بلغة المواقف الطريفة الضاحكة ، والألوان الجذابة ، وبإيقاع موسيقي مثير، وبأكل الهريسة أمام غياب أي جرأة في الجواب . وبظهور طفولي في أول كل برنامج ، فرشيد لم يكتفي بإثارة الشفقة لدى المشاهد وهو يلجأ إلى إبكاء ضيوفه بأسئلة مؤثرة ، بل تعداها إلى استغلال الأطفال للترويج للبرنامج ، على الرغم انه في الأصل برنامج للراشد لا إلى الطفل ، لأنه يبث في أوقات يجب على الطفل أن يكون في سريره ، وعلى الرغم كذلك من أنه خاليا مما يسيء إلى الطفل ظاهريا من الناحية التربوية إلا أن ظهور الطفل في البرنامج يبقى مرفوضا تربويا ، حيث هناك إيحاءات لا يجب أن تصل إلى الطفل خصوصا بعض الحركات التي تخدش الحياء والتي قد تعرض الطفل لخطر التقليد ، وفي مواقف مشابهة.
إذا كان رشيد بذكاء منه يبحث عن الأساليب التي تؤثر في نفسية
ويحاول استغلالها لكي يحقق أكبر مشاهدة كهدف مطلوب ، فهذا لا يمنع من الصدق والدقة في الانجاز حتى لا يقتل ثقتنا في برامج تستوجب العناية والإتقان لإخراجها في أحسن صورة ممكنة .

مشاركة