دور الأحزاب السياسية المغربية في تسوية قضية الصحراء بشكل خاص. ومن خلال هذا الإطار النظري الموجز يتبين أنه لا وجود لمفهوم “الدبلوماسية الحزبية” في قاموس العلاقات الدولية أو السياسة الخارجية، وأن استعماله من طرف الصحافة المغربية وتداوله الكثيف في الساحة السياسية المغربية ليس دقيقا، إذ يتعلق الأمر بدور الأحزاب السياسية في عملية صياغة السياسة الداخلية والخارجية للوطن من خلال التأثير الذي تمارسه. وهنا أقترح استعمال مصطلحات أخرى إلى جانب مصطلح “دور”، مثل: “حركية” الأحزاب السياسية المغربية إزاء قضية الصحراء، على أساس أننا نشهد فعلا حركية غير مشهودة لهذه الأحزاب بعد طول جمود وتغييب، أو “نشاط” كدلالة على الحيوية المعبر عنها من طرف جميع الأحزاب المغربية دون استثناء تعبيرا عن مصداقيتها واستعدادها لتحمل المسؤولية ونفض غبار “الخمول” عنها، ولم لا أيضا “فعالية” الأحزاب السياسية كنعت مناسب للأثر الإيجابي الذي بدأنا نشهد ثماره إن على المستوى الوطني سيما في أقاليمنا الجنوبية، أو الخارجي على مستوى التعريف بقضيتنا الوطنية والتنديد بالتدخل السافر للسلطات الجزائرية، والأهم من هذا كله إشراك النخب الصحراوية وأهل الصحراء في خوض غمار هذا المسار الجديد الذي تشهده قضيتنا الوطنية. ومع ذلك أعود وأأكد، أنه مهما كان مستوى مشاركة الأحزاب فيما يمكن أن نسميه بتدبير أو معالجة أو تسوية ملف الصحراء… فإن الأمر لايصل أبدا إلى أن ننعت هذا النشاط ب “الدبلوماسية” لأننا بذلك نقع في خلط المفاهيم واستعمال مصطلحات في غير محلها. وإن استعمال هذا النوع من الخطاب غير العلمي ينم عن فقر القاموس السياسي في كتاباتنا الصحفية والمذكرات السياسية.. وهو ما يطرح إشكالية البحث العلمي بالمغرب ودور جامعاتنا في تطوير المعرفة ونقلها إلى الناس، وافتقار مؤسسات السياسة الخارجية المغربية إلى مختبرات الأفكار نظرا لإنعدام مراكز البحث العلمي في ميدان الدراسات الوطنية والدولية القادرة على جعل العمل السياسي والخطاب الإعلامي أكثر علمية ورصانة. ان الدولة قبل ان تخلق أرضية ملاءمة للممارسة الحزبية في الحقل الديبلوماسي كان لزاما عليها أولا وضع إطارا لتلك الممارسة و في نفس الوقت تاطيرا للأحزاب و لعل التصريح الأخير لمسؤول حزبي مغربي استدعى تدخل المؤسسة الملكية لتصحيح المسار ،سيما وانه جاء في ضرفية اقليمية حساسة و في اطار تو جهي لسياسة الدولة الخارجية خاصة و متميزة . يجب على الأحزاب ان لا تعتبر تصريحاته تدخل في اطار حرية التعبير بقدر ما يجب ان تكون منسجمة و المصلحة الكبرى للوطن انطلاقا من كونها أحزاب وطنية و باعتبارها مؤسسات سياسية وطنية مفروض فيها التأطير السياسي
دور الأحزاب السياسية المغربية في تسوية قضية الصحراء
كتبه Aziz Benhrimida كتب في 29 ديسمبر، 2016 - 10:00 مساءً
مقالات ذات صلة
18 أبريل، 2024
رسالة الى إدريس لشكر “السجن أحب إلي مما يدعونني إليه”
بقلم: عبدالحق الريكي السلام عليكم… الصديق العزيز إدريس… لقد التقينا للمرة الأولى في كلية الحقوق بالرباط في عام 1977. مضت [...]
1 أبريل، 2024
محمد غيات التوافق بين مختلف الأطراف والقوى السياسية داخل البرلمان يساهم في وجود قوانين متناغمة
كمثل أي دولة ديمقراطية، تلعب صياغة القوانين وتشريعاتها، وذلك من خلال مناقشة القضايا المهمة واتخاذ القرارات التي لها أمد على [...]
27 مارس، 2024
رانيا ماء العينين وسعد ماء العينين يتألقان في أمسية شعرية بطنجة
صوت العدالة- عبد السلام العزاوي تألق سعد ماء العينين وشقيقته رانيا ماء العينين، بشكل لافت، خلال أمسية شعرية، أقيمت مساء [...]
22 مارس، 2024
هل تفتح بلادنا جراح التنمية بالداخلة ؟؟
بقلم : الزاوي محمد سالم برهنت فضيحة 463 مليار التي صرح بها السيد رئيس الجهة مع ما ضمنه من تستر [...]