الرئيسية غير مصنف الحب المعلم

الحب المعلم

9999476663.jpg
كتبه كتب في 21 أغسطس، 2016 - 12:16 صباحًا

بقلم ذ، شني عبد الصمد عضو رابطة قضاة المغرب

يا زورق البحر الهائج، ويا موج اليم الغاضب، ويا زبد الماء الأجاج..

أراك تسمعي ولا تبالي، وتلمحي ولا تردي، وتلمسي ولا تحسي..

زرعت العشق وفررت من عدوان الغيم المظلم التائه في قفر البيداء..

فكان العشق مطية، والغيم مزية، والفيافي سندي وظهيري..

وكان السمع أحمقا لا يطاق، والنظر أخبلا أفقرا، والحس أرضخا مذعنا..

وإن حمقي روع العاشقون، وخبلي زاد الغانمون، ورضوخي يفهمه العارفون..

والعاشق مؤنس بمعشوقه كأنس الأم بولدها، وتائه وسط الخيام التي تم طلاؤها بالطين..

والعارف خانته الذاكرة فظل يفكر في طلاء الخيام بالإسمنت لعلها تصمد في وجه الرياح الآتية من جهة الهيام..

والغانم فقد كل شيء، إلا خاتما من حديد رغب في إهدائه لمعلم الحب الذي علمه حب الناس والدنيا جميعا..

فأخذ المعلم الخاتم وترك تلميذه يئن كأنين المصاب بحمى شديدة، ثم عاد بعد ليل كان قد أرخى سدوله عليه، وأخبره قائلا: ” سلام عليها إن قبلت سلامك، فإن كرهته فسلام على الأخرى…”..

وغابت حمى الغرام بعد جهاد مرير مع التنين المعتوه، الذي سماه المعلم” العشق المسموم”..

ذلك السم الذي يدسه المعشوق في فؤاد عاشقه، كي يجعل قلبه يموت ببطء..

فكان المعشوق مجرم بالطبيعة، ينتشي بارتكابه جرائم ملغومة..

لكن التلميذ العاشق قبل موته، أنشذ أنشوذة عنوانها:” ما دمت تحيا فالأمل حاضر والطموح محمود…”..

مشاركة