الرئيسية تعليم أربع خطوات تفتح أبواب النجاح والتفوق أمام طلبة الجامعات

أربع خطوات تفتح أبواب النجاح والتفوق أمام طلبة الجامعات

tabstudents 192386958.jpg
كتبه كتب في 30 أغسطس، 2016 - 12:39 صباحًا

د. عبد الله الحلوي

هذا المقال موجه على الخصوص إلى الطلبة الجدد الذين يلتحقون بالجامعات.

ماذا يعني أن تكون طالبا جامعيا ناجحا ومتفوقا؟ وكيف تستطيع بلوغ هذه الغاية التي يطمح العديد من الشباب إلى تحقيقها والتي يتمناها الكثير من الآباء لأبنائهم؟ سأحاول أن أجيب عن هذا السؤال لأني كنت متفوقا في دراستي الجامعية (عندما كنت أدرس بالجامعة في تسعينيات القرن الماضي) ولأني لاحظت السلوك المشترك بين العديد من الطلبة المتفوقين الذين أدرسهم في الجامعة ورتّبت بعض النتائج على ملاحظاتي.

1 – صحّح موقفك من نفسك

أول ما ينبغي أن تفعله هو أن تصحح موقفك من نفسك. فقد اجتزت مراحل دراسية كثيرة (الابتدائي، الاعدادي، الثانوي) لتصل إلى الجامعة. وفي هذا دليل قاطع على قدراتك العقلية الكبيرة. تذكر عدد الساعات الهائل الذي قضيته في القسم، تذكر عدد الصفحات التي قرأتها منذ التحاقك بالمدرسة، تذكر عدد الامتحانات التي اجتزتها لتصل إلى مستوى التعليم الجامعي… إن التعليم الجامعي معجزة حقيقية، تحدٍّ لا ينتصر عليه إلا الأذكياء من الناس. وأنت الآن قد انتصرت عليه ووصلت إلى الجامعة.

2 -حددا هدفا دراسيا

بعد أن تصحح موقفك من نفسك عليك أن تحدد هدفا لما تتعلمه في الجامعة. هل تدرس في الجامعة لتحصل على عمل محدد؟ (أستاذ، إداري، موظف في شركة، محاسب، مدير شركة، مهندس، رب عمل حر…). إذا كان الأمر كذلك، فلا تترك طبيعة العمل الذي ترغب في الحصول عليه تكون غامضة في ذهنك. احلم بوضوح شديد. اتخذ قرارا حازما وواضحا حول العمل الدي تهدف إلى الحصول عليه. هذا سيساعدك على تركيز جهدك الدراسي حول الأمور التي ستفيدك في عملك المستقبلي. لا تتوهم أن التخصص مسألة وقت وأن عليك الانتظار وأن المهم الآن هو التركيز على الدراسة فقط… هذا خطأ كبير. إن الطالب المتفوق هو ذلك الطالب الذي يظهر ميولات إلى نوع من التخصص منذ بدايات تكوينه الجامعي ويكثر من قراءة الكتب التي تدعمه في تخصصه ويوسع معلوماته في هذا المجال حتى ولو لم يتطلب المنهاج الدراسي ذلك.

files.php?file=drhaloui 475442582 878320651

3- تحكم في ما تدرس

تعلم كيف تتحكم في المنهاج الدراسي. مهما بدت المناهج الدراسية طويلة ومعقدة ومملة فهي دائما محدودة، لها بداية ولها نهاية. فلتتأكد من حصولك على نسخة كاملة من كل منهاج دراسي: كتاب دراسي، محاضرات، تمارين تطبيقية… وتأكد من أنك تعرف عناوين هذه المناهج الدراسية. حاول مثلا أن تستظهر عناوين المحاضرات وأن تستوعب العلاقات بينها حتى تكوِّن نظرة شمولية حول ما ستدرسه في هذا المنهاج الدراسي.

4- دبر وقتك بشكل جيد

تعلم كيف تجيد تدبير وقتك في دراسة المنهاج وفي الاعداد للامتحانات، وتذكًّر أن العمل الجاد ليس بالضرورة هو العمل المضني. يمكن أن تكون طالبا متفوقا وأنت تستمتع بوقتك أحسن استمتاع. يمكنك أن تكون طالبا لامعا ناجحا وأن تستمتع في الوقت نفسه بقضاء أوقات بهيجة مع عائلتك وأصدقائك وفي ممارسة ما تميل إليه من الهوايات المفيدة. والسر في حسن تدبير دراستك مبدآن اثنان:

أولا: تعلم كيف تنظم وقتك: خصص وقتا محددا كل يوم (ستة أيام في الأسبوع) للدراسة. خصص ساعتين كل يوم للدراسة البيتية، ضع جدولا شهريا تغطي فيه كل عناصر المنهاج الدراسي؛ بحيث تعرف كل يوم ماذا ينبغي أن تدرس في ذلك اليوم، وتعرف ماذا ستفعل غدا. لا تشوش على نفسك بما ينبغي أن تفعل غدا… ليكن تركيزك على ما تفعله اليوم. لا تضيع وقتك في مقارنة ما استوعبته مع ما استوعبه أصدقاؤك، فلكل من الطلبة جدوله الخاص بالدراسة والمراجعة. إذا استشرت أحد أصدقائك في نقطة غير مفهومة لديك في المحاضرة أو التمرين التطبيقي، فليكن ذلك بعد أن تراجع هذه النقطة في المنهاج الدراسي لا قبل ذلك.

ثانيا: تعلم كيف تكون مواظبا على دراستك البيتية. لا تبدأ دراستك حسب الجدول الذي أعددته بحماس ثم تفقد حماسك بعد ذلك. تعلم كيف تكون قوي العزيمة والاصرار في هذه الأمور… وتذكر أن مستقبلك الدراسي والمهني وأسلوب حياتك المستقبلي رهينان بهذه العزيمة والاصرار. تذكر أيضا أنك إذا فشلت في المواظبة على دراستك حسب جدولك، فإن ذلك قد يعني أنك ستفشل في كل شيء في حياتك!

ليكن الجدول الزمني الذي تضع لنفسك لتدبير الدراسة البيتية دقيقا وواضحا. ينبغي أن يكون واضحا لديك ما ينبغي دراسته اليوم. فالجدول الزمني الجيد هو ذاك الجدول الذي يقول لك بوضوح في أية ساعة بالضبط ستبدأ، وفي أية ساعة بالضبط ستنتهي، وماذا عليك أن تدرس بين هذه البداية وهذه النهاية؟

خلاصة

كونك طالبا ناجحا ومتفوقا هو أولا مسألة اتخاذ قرار بتصحيح الموقف من الذات وبتحديد الهدف الدراسي وبالتحكم في المدروس وبتدبير الوقت بشكل جيد.

مشاركة