️ أنس خالد/ صوت العدالة
وجهت سيدة مغربية مقيمة بفرنسا نداءً مؤثرًا إلى السلطات المحلية بمدينة وجدة، تناشد فيه التدخل العاجل لإنهاء معاناة عائلتها المستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، بسبب تمركز نقطة انطلاق حافلة للنقل الحضري رقم 26 مباشرة أمام باب منزلها الواقع بتجزئة البستان على طريق الجزائر.
السيدة فاطمة العجاني، المتضررة من الوضع، أكدت في شكاية رسمية موجهة إلى رئيس جماعة وجدة والمسجلة بتاريخ 25 غشت 2025، أن الحافلة المتوقفة أمام منزلها تسببت لها في أضرار مادية ومعنوية جسيمة، تمثلت في تخريب واجهة المنزل وتلف الصباغة وتراكم الأوساخ، إضافة إلى الإزعاج الدائم وضجيج المحركات الذي يحرمها وأسرتها من الراحة.
وتضيف العجاني أن المشكل لم يتوقف عند هذا الحد، بل تجاوز الأضرار المادية إلى اعتداءات لفظية وجسدية طالت أفراد أسرتها، كان آخرها تعرض ابنتها لاعتداء وصفته بـ”الشنيع”، مشيرة إلى أن كل الشكايات التي وضعتها لدى الجهات المعنية لم تلقَ أي تجاوب أو تدخل فعلي.
وتوضح المتحدثة أنها سبق أن راسلت الجماعة في عهد الرئيسين السابقين عمر حجيرة ومحمد العزاوي، حيث تلقت وعودًا بحل الإشكال، لكنها بقيت – حسب قولها – وعودًا دون تنفيذ، ليظل الوضع على حاله منذ أكثر من عقد، رغم ما سببه من معاناة نفسية وجسدية للعائلة.
وفي ظل استمرار هذه المعاناة، وجهت السيدة فاطمة العجاني نداءها إلى رئيس المجلس الجماعي الحالي، مطالبة إياه بالتدخل الفوري لإيجاد حل نهائي، كما ناشدت والي جهة الشرق، ووزير العدل، والوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج، بالتدخل من أجل إنصافها وضمان حقها في العيش بكرامة داخل بيئة سليمة.
وجاء في ختام رسالتها كلمات مؤثرة تعبّر عن حجم الألم الذي تعيشه منذ سنوات، إذ قالت:
“أرجوكم كل الرجاء، بل أتوسل إليكم أن تكونوا لي سندًا في انتشالي من هذا الضرر وهذه المتاعب التي أثقلت كاهلي لعقدٍ من الزمن.”
وتعيد هذه القضية طرح سؤال جوهري حول مدى التزام الجماعات المحلية وشركات النقل باحترام راحة الساكنة ومحيطها السكني، في ظل الحاجة الماسة إلى تنظيم أفضل للنقل الحضري داخل الأحياء، بما يضمن التوازن بين الخدمة العمومية وحقوق المواطنين.
ويبقى أمل السيدة العجاني – كما تقول – أن يكون هذا النداء بمثابة جرس إنذار حقيقي للمسؤولين المحليين لوضع حدّ لمعاناة دامت أكثر من عشر سنوات، وأن يتحول إلى تحرك ميداني عاجل يعيد لها ولأسرتها حقهم في الطمأنينة والسكينة داخل منزلهم.

