وجدة تخلد الذكرى 21 للمبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق بإطلاق مشاريع عمرانية وإستثمارية كبرى ” شرقيات “

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة : عصام بوسعدة

إحتضنت عاصمة جهة الشرق، يوم الإثنين الموافق ل 18 مارس 2024 النسخة الثانية من حدث “شرقيات”، ودلك بعد النجاح الباهر الذي حققته النسخة السابقة في عام 2023 ، ويأتي هذا الحدث للإحتفال بالذكرى ال 21 لإطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، وذلك بتنظيم من ولاية جهة
الشرق ومجلس جهة الشرق، والمركز الجهوي للإستثمار لجهة الشرق والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة ووكالة الحوض المائي لملوية.

هذا الحدث يعكس إستمرارية إلتزامه الجهات الرسمية والمصالح اللامركزية الإقليمية والجهوية والنسيج الاقتصادي والاجتماعي لدعم التنمية الشاملة لجهة الشرق، وتحقيق التقدم المستدام في مختلف المجالات ،حيث يتضمن برنامج حدث “شرقيات” العديد من الفعاليات المتنوعة التي تسلط الضوء على أهمية مواصلة مسار التنمية المستدامة ،و تستهل هذه التظاهرة بندوة بولاية جهة الشرق يتخللها عرضان بالإضافة إلى مداخلات الحضور الوازنة.

وتطرق العرض الأول حول موضوع “مخطط تنمية عمالة وجدة-أنجاد ” ، أبرز من خلاله السيد والي جهة الشرق عدة محاور ، تشمل المراحل الكبرى لتنمية عمالة وجدة-أنجاد ، ووقع الإستثمارات العمومية بها ، وذلك منذ المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية سنة 2003 ، وتطرق السيد الوالي عبر هذا العرض إلى روافع تنمية عمالة وجدة أنجاد ، والتي لخصها في أربع محاور رئيسية: التعليم والصحة والتشغيل والماء.

وفي مجال التعليم ، أكد السيد الوالي أن الإنجازات التي تلت المبادرة الملكية لتنمية الجهة الشرقية ساهمت في جعل الطالب من أهم الطاقات البشرية لجهة الشرق وتعزيز التكوين المهني ببرامج ومسالك جديدة تستجيب لحاجيات الشركات في مختلف المجالات كالخدمات، والمعلوميات وصناعة السيارات عطفا على خلق مؤسسات متخصصة في الصحة، المجال الاجتماعي والفندقة ،إضافة الى تقليص نسبة الهدر المدرسي ومضاعفة نسبة عدد التالميذ المتمكنين من أساسيات التعليم الأساسي.

أما في ميدان الصحة، فقد تطرق المسؤول الترابي بالمشاريع المنجزة كالمركز الجهوي لألنكولوجيا الذي سيوفر 100 سرير استشفائي والمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بالإضافة إلى المشاريع التي قيد التنفيذ مثل إعادة هيكلة وتجهيز 19 مركز صحي حضري وقروي وتهيئة وتأهيل مستشفى الفارابي ، بإلاضافة إلى إنجاز المركز االستشفائي الجهوي بوجدة على مساحة 12 هكتار.

وفي مجال التشغيل، قدم السيد الوالي التوجهات الإستراتيجية للإستثمار بعمالة وجدة آنجاد لخلق مناصب الشغل والتذكير بالمشاريع المنجزة خالل الفترة من 2020 إلى 2023 ، والأخرى قيد التنفيذ في مختلف القطاعات. حيث يذكر بأهمية القطب التكنولوجي لوجدة باعتباره جيل جديد من المنصات المندمجة لدعم دينامية الصناعة واللوجستيك، حيث تم جلب شركتين في قطاع السيارات ستتيحان أكثر من 4000 فرصة شغل مباشرة، مما يعزز جاذبية جهة الشرق الستقطاب شركات أخر ى ودعم دينامية الصناعة واللوجستيك.

وإختتم السيد والي جهة الشرق تدخله بعرض مختلف المشاريع التي تهم قطاع الماء والتي تروم تقوية التزويد بالماء الصالح للشرب بالمجالين الخضري والقروي إضافة الى مشروع تحلية مياه البحر ببوفاديس – جماعة راس الماء، الذي يهدف لتأمين تزويد كل من مدينة وجدة، تاوريرت، بركان، الناظور والدريوش. ويتوقع أن يبلغ اجمالي إنتاج المحطة التي ستنجز بكلفة اجمالية تبلغ 450 مليون درهم
250 مليون متر مكعب في السنة.

أما العرض الثاني من ندوة فعاليات شرقيات الذي خصص له عنوان : “التدابير لتأمين إمدادات المياه وإدارة نقصها في عمالة وجدة أنجاد”، فيبرز التحديات المتعلقة بتأمين المياه في المنطقة، والحلول الابتكارية إلدارة النقص في المياه وتعزيز الاستدامة في ضل ما تشهده البلاد من موجة جفاف وخاصة جهة الشرق.

وشكلت فعاليات “شرقيات” فرصة لإطلاق مجموعة من المشاريع السكنية والصناعية والسياحية والتي ستساهم في تعزيز الجاذبية اإلقليمية وخلق فرص الشغل بجهة الشرق، خاصة بعمالة وجدة آنجاد.

حيث وفي إطار البرنامج الوطني لترحيل المنشآت العسكرية الموجودة داخل النسيج الحضري، ستشهد مدينة وجدة انطالق أعمال القطب الحضري الجديد لوجدة “center City Oujda”. هذا المشروع الذي تنجزه “مجموعة الضحى” يعتبر فرصة عقارية متميزة للتجديد الحضري على مساحة 36 هكتار ويسلط الضوء على دور المشاريع الحضرية في تعزيز التنمية المستدامة وخلق فرص العمل في الجهة، مما سيمكن من تعزيز عرض السكن بمدينة وجدة ب أكثر من 6000 وحدة سكنية.

ويتضمن هذا المشروع، إضافة إلى المبان سكنية والمرافق العمومية، 3 فنادق، مركز تجاريا ومركزين للتسوق، 5 أبناك وتأمينات، 4 معارض وساحات، مؤسسة للتعليم الخاص وسكن جامعي، مركز أعمال و10 مقرات لمقاوالت ترحيل الخدمات، إضافة الى مقرات لتوطين مهن الصحة.

وسيمكن هذا المشروع السكني المندمج من تطوير الحركية وربط األقطاب الحضرية فيما بينها ، ويتوقع الإنتهاء من التجزئة بحلول نهاية عام 2024 والانتهاء من أشغال البناء في غضون 5 سنوات.

وتشهد المحطة السككية القديمة لوجدة تقديم مشروع “قطار الصحراء”، وهو مشروع سياحي رائد يهدف إلى تطوير وتنويع وتثمين المؤهالت والعرض السياحي لجهة الشرق.

ويهدف هذا المشروع أيضا إلى تطوير البنية التحتية وتعزيز االتصاالت والتواصل االقتصادي بين مدن الجهة وإعداد مسارات سياحية جديدة خاصة بواحة فجيج، وسيتضمن مشروع “قطار الصحراء” عدة محاور متكاملة، بدًءا من استغالل وتثمين بنايات المحطات القديمة على طول خط وجدة – بوعرفة، من خالل تخصيصها ألغراض متعددة مثل إيواء والمطعمة، بالإضافة إلى إنشاء مخيم متنقل بجوار مسار السكة الحديدية.

هذا المشروع يهدف أيضا إلى تطوير مسارات سياحية جديدة، خاصة تلك المتعلقة بواحة فجيج، والتي ستكون محطة رئيسية في الرحلات السياحية. وسيساهم “قطار الصحراء” في جذب المزيد من السياح إلى المنطقة وتعزيز االقتصاد المحلي.

وعطفا على ما عرفته وجدة من استثمارات متواصلة ستعرف منطقة التسريع الصناعي بالقطب التكنولوجي لوجدة إطالق أشغال الوحدة الصناعية Automotive Hirschmann.
هذا المشروع الذي يعتبر ثاني وحدة صناعية لشركة Hirschmann النمساوية المتخصصة في تصنيع وتجميع
كابلات السيارات ينجز على مساحة 2.2 هكتار بمبلغ استثماري يتجاوز 140 مليون درهم.

وستساهم هذه الوحدة في إحداث من 500 إلى 800 منصب شغل مباشر لشباب المنطقة ، ويتوقع ان تنتهي اشغال البناء في يونيو 2025 إلى جانب هذا يتضمن هذا الحدث توقيع اتفاقية شراكة بين والية جهة الشرق و مجلس جهة الشرق والمركز الجهوي للإستثمار بجهة الشرق وشركة Automotive Hirschmann لدعم تأسيس شركة
في منطقة التسريع الصناعي بوجدة ،بهدف إنشاء وحدة صناعية متخصصة في تجميع الكابلات الخاصة والمنتجات المماثلة لصناعة السيارات.

حيث تلتزم الشركة بالمساهمة الفّعالة في تطوير الجاذبية الاقتصادية لجهة الشرق، وتعزيز التعاون المحلي بما يضمن تحقيق التطوير الصناعي والاقتصادي في الجهة.

ويعتبر هذا الإستثمار ، بعد توطين وإعطاء الإنطلاقة الفعلية لشركة في السنة الماضية، دليلا واضحًا على الثقة المتزايدة للمستثمرين في جهة الشرق، ويعكس الجهود المبذولة من قبل المتدخلين والجهات الرسمية لتعزيز مناخ وبيئة الأعمال وجذب االستثمارات الوطنية والدولية إلى الجهة.

وإختتم هذا الحدث بزيارة إلى مشروع “Oujda 01 Zone”، الذي يعد مركزً ا للتميز في تطوير المهارات الرقمية وخلق فرص العمل في المنطقة، مما يسهم في تعزيز التنمية الإقتصادية والإجتماعية لجهة الشرق.

حيث إفتتحت شركة “Maroc Talent01 “مركزها الأول للتميز 01Zone المخصص للبرمجة بوجدة، بدعم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي واالبتكار ، وجامعة محمد األول بوجدة، ووكالة تنمية جهة الشرق ومنظمة المدن والحكومات المحلية الافريقية المتحدة (UCLGA )والمركز الجهوي للإستثمار لجهة الشرق، وذلك بهدف دعم مواهب جديدة في مجال البرمجة في المنطقة، وتحديد وتدريب ونشر المبرمجين الحاسوبيين بشكل إحترافي.

و تتمثل مهمة Talent01 في إضفاء الطابع الديمقراطي على اكتساب المهارات الرقمية وخلق فرص العمل، على المستوى الدولي، وخاصة في أفريقيا، وذلك من خالل إنشاء مراكز إدارة أعمال من الجيل الجديد متاحة للجميع. حيث تلتزم”Oujda 01 Zone “بتوفير التدريب بمستوى عال في البرمجة، وتجهيز فضاء بأحدث التطورات التكنولوجية والأدوات المتطورة الالزمة، بما في ذلك الذكاء الإصطناعي، وBlockchain، والبيانات الضخمة وغيرها، لـ 500 متعلم في كل دفعة في أفق تكوين ودمج 4000 شابة وشاب في مهن البرمجة والرقميات في جهة الشرق.

وستقدم Talent01 المتواجدة بمجمع المعرفة بوجدة برامج تكميلية أخرى للمتدربين كبرنامج تقوية اللغة، وتلقين مجموعة واسعة من المهارات الشخصية للتنمية الشخصية، بالإضافة إلى دورات في الفن والثقافة والعلوم اإلنسانية وإدارة األعمال وغيرها.

وتأمل القوى الفاعلة في جهة الشرق بأن يسهم هذا الحدث في تعزيز التعاون والتبادل بين جميع الأطراف المعنية لتحقيق التنمية المستدامة في الجهة.

اقرأ أيضاً: