بقلم. : عبد القادر السباعي/ صوت العدالة
إيمانا منها بالدور الريادي الذي تلعبه المدرسة في خلق جيل مسؤول قادر على العطاء،مفعم بقيم الوطنية الأصيلة، ويؤمن بثقافة الاختلاف و يتفهم الآخر.. يحاوره ويتقبله، في تأكيد لحس المشاركة داخل المجتمع الإنساني الكبير، المبني على احترم حقوق الإنسان والتفاعل مع وجدان الأمة واستيعاب ثقافة الوطن.
نظمت أنشطة مدرسية بثانوية واحة الزيتون 2 بمراكش، كان الهدف منها تركيز العمل التربوي الوازن والخلاق و تعزيز القيم وإحداث تغيرات في السلوك على المدى الطويل، حيث برزت أهميتها في ترسيخ الهوية الوطنية لدى الناشئة، وصقل حس الانتماء للوطن واحترام الحقوق وتأدية الواجب والمشاركة في شؤون المجتمع كأساس و منطلق لمنهج تربوي قائم على المواطنة الحقة.. انها المدرسة المواطنة بامتياز.
نموذج يحتدى به.. جعل مرافق المدرسة وفضاءاتها جسرا لبناء علاقة مثينة بين الفرد عموما (تربويا أو اداريا..) و المتعلم على وجه التحديد والمحيط العام الذي يعيش فيه.. واعتمادها مبدأ التكامل الحاصل بين الحق والواجب كأساس وجوهر لتطور المجتمع والرقي به الى أسمى وأرقي المصاف، فتكون بذلك قد فتحت الباب للتعريف بالمواطن والوطن من خلال نشاط “اليوم المغربي”. فكان فرصة للتلميذ للتعرف على الهوية المغربية بمختلف تجلياتها “اللباس- العادات التقاليد والمطبخ المغربي.
التنوع الثقافي، والارث الحضاري اللغوي كان حاضرا هو الاخر، للتأكيد على أن هذا التنوع هو ما يجعل المجتمع المغربي أقوى واكثر تماسكا.. فكان النشاط فرصة لاكساب التلميذ مهارات الفكر الناقد البناء، الرامي الى خلق حس إبداعي مرن مرتبط بالعمل الجماعي يؤمن بالحوار وقبول الآخر.
هي إذن تجربة نموذجية مزجت اكثر بين اللأنشطة داخل الفصل وخارجه.. فبادرت الى إشراك الفاعلين والمهتميمن بالمجال التربوي وجمعيات المجتمع المدني التي تهدف إلى تنمية وترسيخ روح المواطنة والعمل الوطني حتى ننتقل من سلوك أفراد الى نمط حياة نتكثل فيه جميعا (أسرة ، المحيط والمدرسة..) لبناء المجتمع الواحد وتقويم الاعوجاج الحاصل وإصلاح مكامن الخلل.
تجارب ترتقي بالطفل.. نحن في أمس الحاجة إليها، خاصة بعد تزايد ضخ الأفكار الغريبة المقيتةتجاه أبناء هذا الوطن والمجتمع ككل.. فهي رسالة إذن انطلقت من قلب ثانوية واحة الزيتون بالمدينةالحمراء لتؤكد ضرورة تظافر الجهود لان عملية بناء الأجيال تقتضي منا التكامل في الادوار ..فعلى المؤسسات التربوية أن تبادر إلى إصلاح الخلل في المجتمع ومساعدة أفراده في مواجهة التيارات التي تهدد أمنه واستقراره، وفق ما تقوم به المناهج المتطورة في باقي بلدان العالم.
هي دعوة لتعميم تجربة ” نشاط اليوم المغربي” داخل المؤسسات التعليمية كمبادرة لخلق انشطة هادفة ،ترمي الى تقدير الوطن بتاريخه.. والافتخار بالانتماء والاعتزاز به ،وترسيخ قيم المحبة والاحترام وتحمّل المسؤولية والتحلي بالتفاؤل تجاه مواجهة التحديات والاكراهات المستقبلية داخل المجتمع. فبناء مواطن ايجابي ليس بالأمر السهل.. فمن السهل بمكان أن تبني أبراجاً وجسوراً وطرقات.. ولكن من الصعوبة بمكان أن تبني إنساناً متكاملاً ومتوازناً روحياً واجتماعياً وإنسانيا، واعيا بحقوقه وملتزما بأداء واجباته، مواكباً روح العصر، صوفيّاً في محبة وطنه، مؤمنا بحقوق الإنسان ومبادئ العدالة والمساواة والقيم الروحية والخير للناس كافة… هي رسالة من واحة الزيتون 2 بمراكش لتعميم التجربة ” اليوم المغربي”.