احتضنت غرقة التجارة والصناعة والخدمات بمراكش صباح أمس الثلاثاء طاولة مستديرة ناقشت موضوع “ندرة الماء” بحضور فاعلين مدنيين ومهنيبن واساتذة باحثين وطلبة مهتمين. الطاولة من تنظيم المركز المغربي للاعلام والبيئة والطاقات الخضراء وجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض وتدخل في إطار قافلة الماء المنظمة من طرف ائتلاف مستثمري الجنوب وعدد من شركائها.
النقاش تميز بالواقعية والصدق والانفتاح على كل التجارب خصوصا المهنية منها، حيث تطرق الدكتور العلوي منجد مولاي محمد (رئيس الجمعية المغربية لحماية المستهلك بمراكش والحوز – دكتور في علم الاجتماع الطبي والفارما كوكنوزيا) للاسباب المرتبطة بمشكل ندرة المياه وبالتأخر في مواجهته وخصوصا تلك التي أشار إليها جلالة الملك في خطاباته الأخيرة وخصوصا الجفاف، التغيرات المناخية، ارتفاع الطلب على الماء وتأخرات في انجاز المشاريع المائية… مونية بنغانم رئيسة المرصد الجهوي للاستهلاك المسؤول شددت في مداخلتها بالمناسبة على مسؤولية المواطن باعتباره شريكا للمؤسسات العمومية في تدبير الموارد المائية في ظل توالي فترات الجفاف التي تشهدها المملكة بفعل التغيرات المناخية.
أما بوجمعة بلهند، الرئيس المنتدب لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض المكلف بقطب الحكامة والشؤون التنظيمية، فاعتير الندوة فرصة لتعبئة الجميع من أجل العمل على تنزيل مختلف المشاريع المرتبطة بحكامة تدبير المياه للوصول إلى نتائج إيجابية، وتدبير الموارد المائية التي يتوفر عليها المغرب بشكل معقلن.. في حين اعتبر مصطفى بوناصر عن المنظمة المغربية للحكامة أن الندوة مرت في جو من النقاش الرصين والمسؤول في محاولة من الحضور للخروج بتوصيات اعتمادا على سؤال التقييم للسياسات العمومية عامة في أفق تقويم السياسة المائية، وان المنظمة المغربية للحكامة ادلت بدلوها في هذا الشأن بتقييم المبادرات السابقة في هذا الصدد بالمراهنة على تعميق البحث والدراسة العلمية وبالاستعانة بعلم الاجتماع وتركيز التراكم المعرفي المسجل في هذا الباب من طرف كل الخبراء وتفعيل حقيقي للمقاربة التشاركية لأن تقويم السلوك لدي المستهلك لن يتأتى إلا بقناعته وقربه من الهموم المحلية والوطنية.
من جهة أخرى تطرق ياسر البيداني عن جمعية منتجي الزيتون بجهة مراكش آسفي الى حق الشجرة عموما في السقي، مؤكدا ان هذا الامر ضروري ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستغني الانسان عن الغذاء كما لا يمكنه الاستغناء عن الماء، داعيا لتجاوز الخطاب الذي يروج لمسؤولية الفلاحة عن الانهاك المائي او الاستهلاك المفرط للماء ومؤكدا بالمقابل للعمل على دعم تعميم تقنيات علمية وتكنولوجية وتمويل الدولة لها ولو نسبيا للتخفيف من الازمة…