بقلم: سفيان نهرو
هل تقبلون أن يرضي ويسخط علينا باسم الملك شخص يكلم البغال والحمير والكلاب؟ وهل من ينهق شباب ملكي؟ سؤال فتشت عن جواب له طيلة سنة وحتى قبل أن يجتاح العالم فيروس كوفيد 19؛ لكن لم أجد له جوابا.
تساءلت عن سبب امتناع النيابة العمومية عن البحث في عشرات الشكايات المقدمة في مواجهة شخص يرضي ويسخط على الشعب المغربي باسم جلالة الملك؛ لكن لم أجد جوابا…
بحثت في جل كتب القانون عن السبب، قرأت لفقهاء القانون الفرنسي “موسرون” و”كاربونيي” وقرأت لفقيه المادة الجنائية وعلم الإجرام الفرنسي “أندري فيتو” وعرجت على إصدارات المغربي “سيدي محمد الإدريسي المشيشي العلمي”… قلبت صفحات القانون الجنائي والمسطرة الجنائية المغربية ولم أجد سببا واحدا يعفي النيابة العامة بالدار البيضاء من تحريك البحث والمتابعة في شكايات متنوعة متعددة ضد مكلم البغال والحمير والكلاب والقطط…
فتشت بمحاكم المملكة عن عدد ونوع الشكايات والضحايا الذين يلاحقون هذا “البطل الخارق” فأصبت بالصدمة… فحتى موظفو المؤسسة القضائية والعسكرية والمحامون والجمعويون والسياسيون ورجال عبد الوافي لفتيت لم يسلموا من لسانه السليط ومن أفعاله الإجرامية… فهو الوطني الصالح الملكي الوحيد والباقي خونة انفصاليون فاسدون سارقون مارقون…
اطلعت على الشكايات وقرأت جل محاضر الشرطة، شاهدت أشرطته المصورة وهو يتهم القضاة ووكلاء الملك بالدار البيضاء بالفساد والتواطئ مع العصابات وفبركة الملفات واللهث وراء الإكراميات، لكن لا أحد منهم تحرك، حتى آمنت بأن ما جاء على لسانه حقيقة وواقع، فشرعت في استصدار جواز سفر لزوجتي وابني لمغادرة أرض الوطن خوفا على حريتهم ومصالحهم، فكيف يمكنني أن أقنعهم بأن ما صرح به مجرد كذب وبهتان وهم يشاهدونه كل دقيقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي يكلم الكلاب والحمير والبغال وينعتها بنهرو الفساد، ويتهم القاضي والعقيد والقائد والسياسي والحارس والفاعل الجمعوي والمحامي والموثق والمحسن والمستثمر ورجال المخابرات بالبغاء والارتشاء والتواطئ مع العصابات وفبركة الملفات والعمل لصالح الموساد والمنظمات الصهيونية دون أن يتحرك أحد؟ فكيف يمكنني أن أقنع حتى نفسي بأن من يمثل الحق العام بالدار البيضاء سينصفني وأبنائي وينتزع حقوقي وهو لم يستطع حتى الدفاع عن شرفه وسمعة من ينوبون عنه بعد أن نعتهم بالفاسدين والمرتشين وقطاع الطرق؟
شاهدته ينهق، ينبح ويعوي على المباشر، وهو يتهم سيدة عينها جلالة الملك عاملة على عمالة الحي الحسني بالعاصمة الاقتصادية بالتواطئ مع لوبيات الفساد ونهب المال العام، لكن لا أحد تحرك…
شاهدته على المباشر، وهو يقذف قائدا عينه عبد الوافي لفتيت بالحي الحسني، اتهمه “البطل الخارق” بتزوير الحقائق وتفريخ البناء العشوائي والانتماء إلى عصابة منظمة…ولم يتحرك أحد.
استمعت لتسجيلات صوتية وهو يعترف بعظمة لسانه أنه هدد واليا بإنزال خرافي احتجاجي فلكي وابتزه في مبلغ 40 ألف درهم، سلمها له السيد الوالي المحترم اتقاء لشره، لكن لا أحد تحرك…
شاهدت أشرطته وهو يتوعد ويرغد ويزبد ويهدد بسجن الجميع، وكأن من له سلطة الإيداع بالسجن المحلي عين السبع سلمه مفتاح “عكاشة” ليتولى مهام الإيداع والإفراج ومنح السراح…ولا أحد تحرك.
زور عقودا ومحررات عرفية وانتحل صفة مسير لشركة مدنية عقارية وتوبع في حالة سراح، ومباشرة بعد ذلك شرع في قذف الوكيل العام السابق الحسن مطار واتهمه هو أيضا بالتواطئ مع مافيا السطو على العقارات، ولا أحد تحرك… فلولا أن الرجل هو من انتصر لضحايا “مصطفى حيم” لقلنا أن ما صرح به مكلم البغال والحمير والكلاب صحيح…
نشر صورا حساسة جدا مسروقة من هاتف نقال شخصي وتوبع في حالة سراح، فشرع في قذف عقيد بالجيش، بل وأهان المؤسسة العسكرية بكاملها، ولا أحد تحرك…
اقتحم مسجدا، نعت المصلين بالمنافقين والكفار وعرقل أداء الصلاة… رغم الاستماع إلى الشهود والإمام والمؤذن والمأموم والمصلين لم تتمكن الضابطة من البحث معه وتقديمه للعدالة…
أدمنت على مشاهدة أشرطته كل مساء، حتى أكتشف “سر الحماية”، فككل أمسية يشرع في قذف أعراض الناس وينعتهم بالفاسدين والمثليين والقوادين والبغال والحمير والكلاب والقطط والسارقين والنصابين، وفي المقابل يخرج ليرضي ويسخط على المواطنين باسم جلالة الملك… ورغم كل ذلك لم يتحرك أحد…
رفع “الكيلوطات والسوتيانات والسترينغات” في تظاهرة إلى جانب الأعلام الوطنية وصور جلالة الملك، فاستغلها أعداء الوطن ليسخروا من الشباب الملكي…
فأيقنت أنهم يقبلون بأن يرضي ويسخط علينا مكلم البغال والحمير والكلاب باسم جلالة الملك، وأيقنت أنهم راضون أن ينهق الشباب الملكي…. فعلامة الرضى السكوت….