إياك أن تظن بأن الأقنعة تخفي الوجوه وأن هذه الأقنعة قد تسقط يوما ما لتنكشف ملامحها الحقيقية , فكل وجوه السياسيين عندنا أضحت أقنعة بتمامها المزخرف ولا وجه كائن خلفها بالبثة , هكذا كانت تبدوا لنا وجوه تجار الدين كأقنعة وهم يتناولون بقشاشيبهم الرثة ووجوههم المسفرة قصاع الكسكس مع الدراوييش ويزمجرون في القبة إلى أن تكاد تتقطع حبال أصواتهم بصراخهم بالاءات ..لا للريع لا لهدر المال العام لا المهرجانات لا للتطبيع تم لا , هكذا كانت تبدوا لنا أقنعة الإسلاميين قبل أن يستأنسوا نعيم الكراسي الوثيرة والأجور الوفيرة فتسقط عنهم أقنعتهم لتتبدى ملامحهم الموغولية فيقتطعوا من رواتب المضربين الكادحين ويميطون دراعة دعم المواد الأساسية عن أجساد الفقراء لتتبدى عارية, مثلما اقتحمت علينا على حين غرة دات ليلة مشهودة من على الشاشة الأخت_ في الله_ جينيفر لوبيز وهي ترقص بالبيكيني وكادت أن تهدد بخلعه في تلفزة الحكومة البنكيرانية لولا الألطاف .
على الأقل جينيفر “بنت” لوبيز دات” البيكيني” دغرية و ترفض ارتداء القناع و تستحق درة من الاحترام .
وقبل أن يرفعو تمتمات مسيليمة عفى الله عن ما سلف , هكدا أيضا كانوا يدغدغون المشاعر ضد حقوق المرأة قبل أن تتغنى” شريفتهم ” بحبك إنت شكل تاني أمام الناعورة الحمراء باريس ومسلسل الحب في دواوين الوزارة وقبل أن يظهر الوزير العجوز بمدلكته الرقيقة!
في هذا الزمن الذي كانوا يجيدون تلفيف الشعارات في أوراق السولوفان الملونة فيحششوننا تحشيشا , هي الأقنعة داتها عندما كانوا يعتمرون الكوفيات الفلسطينية على أكتافهم النحيلة زمن قحطهم السياسي قبل أن يوقعوا ما وقعوا ويخرجوا من نعيم السلطة إلى مزابل التاريخ الرحبة .
إياك أن تظن أن طنين الجراد السياسي قد ارتحل عن حقولنا, وأن الدئاب التي التحفت يوما ما “هيضورة “الخراف كي تتسلل إلى الزريبة وتدبح خرافنا الوديعة قد أقلعت عن أكل لحومنا , فهاهم يستنسخون بنكيران من جثة وينفخون فيها الروح مجددا ليعود متحورا “بنكومكرون ” ليمتطي ظهور الحيارى في تصفية حساب مع أخنوش.
ليقولوا لنا كان الشارع في حكمنا هانيا وكانت سمائنا ممطرة وأسعارنا مستقرة وكنا في رعاية الله حتى وإن غنت جينيفر أمامنا “بالكلسون” .
رحم الله النعجة دولي ضحية الإستنساخ وصدق الشاعر نزار قباني وهو يوقضنا من سبات الزيف :
..بكل ما في لوحنا المحفوظ
..في السماء قانعون
وكل مانملك أن نقوله:
“إنا لله وإنا إليه راجعون “
إحترق المسرح من أركانه
ولم يمت بعد الممثلون.