صوت العدالة: محمد زريوح
استفاقت مدن الريف شمال المغرب، صباح اليوم الثلاثاء 9 ديسمبر، على وقع هزة أرضية مفاجئة أثارت قلق السكان وأعادت إلى الواجهة الحديث عن النشاط الزلزالي في منطقة بحر البوران. المعهد الجغرافي الوطني الإسباني أعلن عن تسجيل هزة بقوة 3.7 درجة على مقياس ريختر في الساعة 7:05 صباحًا، وكان مركزها على بعد 35 كيلومترًا شمال شرق مدينة الحسيمة.
ورغم أن الهزة كانت متوسطة القوة، فإن عمقها السطحي الذي بلغ صفر كيلومتر جعلها محسوسة بوضوح في مدن الريف مثل الحسيمة والناظور والدريوش. كما شعر بها بعض سكان مليلية الذين أكدوا شعورهم بهزة قصيرة لكن واضحة. الخبراء يوضحون أن الزلازل السطحية، حتى وإن كانت قوتها منخفضة، تسبب اهتزازات أكثر وضوحًا نظرًا لقربها من القشرة الأرضية.
المنطقة التي ضربها الزلزال تعتبر نقطة تكتونية نشطة، حيث يلتقي فيها الصفيحتان الإفريقية والأوراسية في عمق بحر البوران، مما يجعلها عرضة لهزات أرضية متواصلة. ورغم القلق الذي أثارته الهزة بين السكان، لم تُسجل أي أضرار مادية أو بشرية، وهو ما يعكس الطبيعة المعتادة للنشاط الزلزالي في هذه المنطقة.
هذه الهزة الأرضية تأتي في وقت يشهد فيه الحزام الزلزالي الممتد بين شمال المغرب وجنوب إسبانيا سلسلة من التحركات الزلزالية المتكررة، تتراوح قوتها بين الضعيفة والمتوسطة. في السنوات الأخيرة، شهدت هذه المنطقة العديد من الهزات التي لم تتسبب في أضرار كبيرة، مما يعكس استمرار النشاط الجيولوجي في المنطقة.
رغم أن الهزات الأرضية في هذه المنطقة ليست بالخطورة التي تهدد البنية التحتية أو الأرواح، فإن الخبراء يحذرون من ضرورة مراقبة الوضع عن كثب. يُنصح المواطنون في المناطق المتأثرة بالهزات باتباع إرشادات السلامة العامة، خاصة في حال حدوث هزات أكبر أو تكرارها في المستقبل.
وفي ختام هذا التقرير، يُؤكد المعهد الجغرافي الوطني الإسباني على استمرار مراقبة النشاط الزلزالي في منطقة بحر البوران، حيث يتم رصد أي تحركات تكتونية جديدة بشكل دوري، مع توفير التوجيهات اللازمة في حال حدوث أحداث زلزالية أكبر.
