الرئيسية غير مصنف نظام العلاجات الصحية الأولية و طب الأسرة هو المخرج نحو قطاع صحي متميز بالمغرب

نظام العلاجات الصحية الأولية و طب الأسرة هو المخرج نحو قطاع صحي متميز بالمغرب

IMG 20200608 WA0018
كتبه كتب في 8 يونيو، 2020 - 2:34 مساءً

د. يحيى لكرامي

من مساوئ النظام الصحي بالمغرب و التخبط الذي يعيش فيه هو اعتماده على سياسات صحية تركز على المستشفيات hospitalo-centrique، في حين الدول الرائدة في مجال الصحة كأمريكا و كندا و ألمانيا و فرنسا و إنجلترا و عدة دول أخرى فطنت لهذا الأمر و بدأت منذ خمسينات القرن الماضي في اعتماد نظام يرتكز على العلاجات الصحية الأولية les soins de santé primaire و في هذا النظام يتم اعتماد طب الأسرة santé de famille كاختصاص و يتم تكوين الطبيب بنظام إقامة خاص cursus de résidanat en MF ،هذا النظام يعتمد على التعلم بالكفاءات apprentissage par compétences و ليس كما هو معمول به بالمغرب تعليم بالأهداف apprentissage par objectifs.
نظام التعلم بالكفاءات apprentissage par compétences يهدف الى تخريج طبيب كفئ يعرف كيف يتصرف أمام اغلب الحالات و يقوم بعدة فحوص من مختلف التخصصات (échographie,
lecture d’ECG
, examen dermato sous lumière de wood, examen ophtalmo a lampe a fente, utilisation du diapason a l”examen ORL,
petite chirurgie……)
هاته الكفاءات تجعل طبيب الأسرة و نظام المراكز الصحة الأولية يستقبل 80% من طلب العلاجات بالدول التي تعتمده و تبقى فقط 20 ٪ يتم استقبالها بالمستشفيات.
و لهذا نرى مستشفيات أوربا و أمريكا تعمل بأريحية، في حين نجد أن المغرب رغم مجهودات الأطر الصحية بالمراكز الصحية فإن المريض لا يجد ضالته إلا بالمستشفى.
نظام طب الأسرة يهدف لعلاقة طويلة و عميقة بين المريض و الطبيب و اعتماد أسلوب تواصل فعال، كما يعتمد على نظام المواعيد système de RDV و العمل بالملفات الطبية الإلكترونية dossier de famille électronique و الذي يسهل العمل به و يمكن من الاحتفاظ معلومات المريض و يسهل على الأطباء الآخرين من التعرف على سوابق المريض الصحية بكل أريحية عند تنقله في ارجاء البلاد.
أما التعليم بالأهداف par objectifs فهو يعطيك طبيب بكثير من الدروس النظرية و التي لا تنسجم في اغلبها مع واقع عمله كطبيب عام بالمركز الصحي،و هذا هو النظام المعمول به بكليات الطب المغربية.

مشاركة