ذ.عبد الله مشنون
بدعوة كريمة من مجلس الجالية المغربية بالخارج وامينه العام فضيلة الدكتور السيد عبد الله بوصوف كان لي شرف المشاركة في الملتقى الذي نظم تحت شعار “مغاربة إيطاليا التحديات الثقافية والدينية والرهانات المستقبلية”.
وقد كان هذا الملتقى فرصة لبسط جملة من المواضيع المرتبطة بالشأن الثقافي والديني لمغاربة إيطاليا على اعتبار وزنهم بين الجاليات الأخرى وما يتميزون به من حضور وفاعلية داخل المجتمع الإيطالي ولأسامهم في بلورة النموذج المشرف للمهاجر ثقافيا واخلاقيا وهذا مرده الى طبيعة الهوية المغربية ومدى قدرتها على التفاعل وسلاسة الاندماج بما لا يصطدم مع القناعات والمرجعيات التي تلازم الشخصية المغربية أينما حلت.
وقد اثت فضاء هذا اللقاء ثلة من الأطر والكفاءات المقيمة بالديار الإيطالية والتي قدمت على مدى يومين تصوراتها ومقترحاتها فيما يخص تجويد الخطاب الديني والتزام الاعتدال والوسطية فكرا وسلوكا ونبذ التشدد و الكراهية و التعصب.
وموازاة مع هذا النشاط نظم رواق الجالية المغربية بالخارج بالمعرض الدولي للنشر والكتاب أمسية احتفاء بمجموعة من الطاقات المشرفة من أبناء الجالية بدول مختلفة ولقد كان تكريم الراحل نورالدين كرم لحظة تأثر وسكينة واستحضار لما كان عليه هذا الهرم من احترافية عالية واخلاق متميزة عكسته شهادات أصدقاءه والمقربين منه.
وهذه مناسبة أتقدم بالشكر الجزيل فيها الى مجلس الجالية لما يقوم به من جهود وما يوليه من اهتمام بشؤون مغاربة الخارج بمباركة سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
ولكم راقني أن يصادف تواجدي بالمغرب أني شاهدت خلال هذا الأسبوع برنامج “قصة نجاح «على القناة الثامنة المغربية والتي استضافت في حلقتها الأخيرة الأستاذ الدكتور عبد الله بوصوف امين عام مجلس الجالية المغربية بالخارج فقد استمتعت كغيري بلحظات بوح تلقائية تعرفت من خلالها على جوانب من حياة هذا الرجل مما زادني تقديرا وامتنانا لشخصه.
ولا يفوتني أن أذكر في هذا الإطار بالقيمة العلمية لكتاب “الإسلام والمشترك الإنساني” للاستاذ بوصوف إذ ناهيك عن الأسلوب الممتع الرصين فإن الكتاب قدم مجموعة من التصورات والمقترحات فيما يخص التعايش والتسامح في بلدان المهجر مما يعتبر نبراسا في هذا الشأن ومرجعا ينبغي دراسة مضامينه والإفادة منها خصوصا لأبناء الجالية المغربية.
