” يعاني موظفو السجون المغربية من عدة مشاكل تحول دون قيامهم بمهامهم على أحسن وجه، وهو ما يؤثر في عطائهم المهني وكذا في سلوكهم تجاه السجناء واتجاه بعضهم البعض، بالإضافة للمشاكل المترتبة عن ذلك على مستوى أسرهم وذويهم.
فمن أبرز تلك المشاكل:
هناك عدم وضوح في اختصاصات الموظفين و غياب الموضوعية في تحديد مهام الموظفين و هيمنة الذاتية و القرب من الإدارة و غلبة بطانة المدير واتباعه الذين تناط بهم المهام الجزيلة العطاء “اقتسام الكعكة بين فريق المدير”، هي المحدد الأساسي للمهام التي يمكن أن تسند إلى الموظف بغض النظر عن مؤهلاته الذاتية وخبرته في الميدان.
ويشكو الموظفون من تعرض بعضهم للإهانات من طرف بعض المسؤولين على تسيير المؤسسات السجنية، تتجاوز في بعض الأحيان السب والقذف، ولا أحد يحرك ساكناً، بالنظر للصلاحيات الممنوحة لمدير المؤسسة في مجال التأديب، فيكون بذلك خصما و حكما في الآن ذاته، فتقرر الإدارة المركزية بناء على رسالة المدير عقوبات تأديبية تبدأ بإعادة التكوين (غير المحدد المدة ) بإفران أو تيفلت، إلى التوقيف عن العمل، إذا تعلق الأمر بخطإ جسيم حسب تقدير الإدارة.
كما يشتكي الموظفون من عمليات التفتيش الدقيقة التي يخضعون لها عند دخولهم إلى المؤسسة السجنية، كما لو أنهم سجناء أو زوار، وقد يكون هذا التفتيش أمام أعين النزلاء مما يخلف تذمرا لدى الموظفين.
للإشارة، فإن منحة السكن التي سبق للإدارة أن وعدت الموظفين بها، بقيت مجرد وعود ولم يستفد منها موظفو إدارة السجون لحد الساعة.
ويعتبر مشكل النقل من المشاكل العويصة التي يشتكي منها الموظفون بحيث أن معاناتهم لا تنتهي، عند التنقل من وإلى المؤسسات السجنية خصوصا البعيدة عن المدار الحضري. ويضطر بعض الموظفين إلى ركوب سيارة النقل السري في مشهد لا يخلو من مخاطر.
وتعرف المؤسسة تشكيل تحالفات داخلها، يكون ضحيتها الموظف الذي لا يريد المشاركة في اللعبة كما حدث مؤخرا في سجن ميدلت حيث تم اعتداء على موظف، فإما أن تكون مع حلف المدير و تنعم بامتيازات متعددة، وإما أن تصبح عرضة لمجموعة من المضايقات، قد تصل إلى درجة الضرب وتلفيق العديد من التهم الفضفاضة، كالعلاقات المشبوهة مع السجناء، أو إدخال ممنوعات إلى المؤسسة…
كما أن العمل داخل المؤسسات السجنية يتجاوز عدد ساعات العمل المعمولة بها في الإدارات العمومية، حيث قد تتجاوز ساعات العمل الأسبوعية 54 ساعة أسبوعيا، (عند موظفي الحراسة الذين يستفيدون من يوم واحد ونصف من الراحة ) أي أكثر من 10 ساعات و نصف في اليوم، بغض النظر عن تأخر خروج الموظفين من المؤسسة إلى حين انتهاء عملية النداء التي تفوق الساعة أحيانا.
فمتى ستتخلى إدارة السجون عن نهج سياسة تطبعها غلبة المقاربة الأمنية داخل المؤسسات السجنية وتعمل على دعم الجانب النفسي والاجتماعي والمادي لموظفي السجون أسوة بموظفي بعض القطاعات الأمنية الاخرى؟”
مراسل فسحة السجون.