من أجل لقاح فعال ضد فيروس المقاطعة والعزوف

نشر في: آخر تحديث:

بقلم : بوشعيب حمراوي
لاشيء تغير من الواقع المتعفن للحملات الانتخابية التي عرفتها معظم المدن والقرى. قوافل وعصابات ارعبت المواطنين وأحبطت ٱمالهم في التغيير والبديل الذي بإمكانه تنزيل النموذج التنموي الملكي الجديد. حملات بنفس الطعم النتن حيث كل شيء مباح. بما فيه تعريض المغاربة لخطر الإصابة بفيروس كورونا وسلالاته المختلفة. تجمعات ومسيرات بدون أدنى احترام الاحترازات اللازمة (الكمامة التباعد.. العدد …). بل ان التجاوزات ارتكبت من مسؤولين كبار في مقدمتهم رئيس الحكومة.
معظم هؤلاء المرشحين فرادى وجماعات في الانتخابات الجماعية والجهوية والتشريعية لديهم زبائنهم من الناخبين الدائمين الذين يصوتون عليهم وفق مبادئ الذل والعار. باعتماد القرابة وبيع الذمم بالمال أو الخدمات الشخصية التي لا علاقة لها بمهام المنتخب. معظم هؤلاء المرشحين يتقنون أساليب الإقناع بالوعود الكاذبة، والمتاجرة بالدين والمال والمبادئ. همهم الوحيد الفوز بمقاعد داخل مجلس النواب، ومجالس الجماعات ومجالس الأقاليم والجهات. يؤثثون لطرق ومسالك تمكنهم من نهب المال وقضاء مصالحهم الشخصية. وتبقى تلك القلة القليلة من المرشحين الشرفاء الجدد والقدامى خارج اهتمام وتغطيات تلك الفئات من الناخبين التي تمثل أزيد من تسعين في المائة من العدد الإجمالي للمصوتين. علما أن تلك الفئة من الناخبين ومعها القلة القليلة من المصوتين الشرفاء لا تمثل سوى 35 في المائة على أعلى تقدير من إجمالي عدد المسجلين. ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هو : أين هم باقي الناخبين الذين يمثلون حوالي 65 في المائة من عدد المسجلين ؟ . لماذا كل هذا العزوف من طرف الفئات التي تعتبر نفسها شريفة وعفيفة ومثقفة.. تلك الفئات التي لا تتوقف ألسنتها ولا أقلامها عن الاحتجاج والانتقاد والمطالبة بالتغيير. لماذا لا تتحول حربها الدروس من العوالم الافتراضية (الفايس، التويتر، الواتساب، اليوتوب….) إلى الواقع المنظم بقوانين وأنظمة بإمكانهم تغييرها أو تعديلها؟. لماذا لا تنتقل من دردشات المقاهي والشارع، إلى دردشات رسمية داخل المجالس المنتخبة والبرلمان ؟.
للأسف أن معظم الفئات الحية بالمغرب لا تشارك في العمل السياسي والنقابي والحقوقي والجمعوي . وأنها تتحاشى المشاركة في الاستحقاقات الوطنية، لا كمرشحة ولا كناخبة. وللأسف أنها لا تلج المحطات السياسية المحددة لمستقبل البلاد. وتترك مكانها للعابثين والفاسدين ومن يوالونهم بدوافع البحث عن المال و الجاه المصالح الشخصية.
لو استفاقت تلك الفئات من سباتها وقررت المشاركة السياسية. لتمكنت من إفراز قادة سياسيين حقيقيين. ومن فرض زعماء وقادة أحزاب قادرين على توسيع دوائر التأطير السياسي وفرض الأشخاص المناسبين لكل المقاعد والكراسي داخل الأحزاب وخارجها. لو انتبهت إلى أن عزوفها عن المشاركة السياسة أكبر جريمة ترتكبها في حق الشعب والوطن. وأن جريمة من يتلقى 200 درهم مقابل التصويت أقل ضررا من جرائمهم. ولفطنوا إلى أن ضرورة انتقاء المرشحين الشرفاء وذوي الكفاءات المهنية والأخلاقية. ودعمهم بالدعاية والتصويت.
اليوم تدق طبول انتخابات الثامن من شتنبر 2021 الجماعية والجهوية والتشريعية بقوة. وإن ضاعت لتلك الفئات الشريفة العفيفة والمثقفة فرصة تقديم مرشحين في المستوى. فما عليها إلا أن تبادر اليوم إلى التصويت على اللوائح والمرشحين الذين ترى فيه النزاهة والكفائة. أو على الأقل انتقاء أقلهم فسادا واستبدادا. من هنا وهناك اليوم يبدأ التغيير ومن هنا وهناك نكون قد حسمنا في المصير. ولا يحق لأي مواطن لم يدلي بصوته اليوم ، أن يعود بعد الثامن من شتنبر ليطلق لسانه أو قلمه من أجل الاحتجاج أو التنديد على فساد أو استبداد منتخب بدائرته الانتخابية.
ببلدتي بدائرة بنسليمان. فإن عدد الناخبين المسجلين بالحي الحسني بمدينة بنسليمان أكبر تجمع سكاني ، لو اتحدوا وحدهم لتمكنوا من إنجاح مرشح للبرلمان. ولتمكنوا من الحصول على عدد من المستشارين الجماعيين الذين بإمكانهم الظفر بقيادة وتسيير المجلس الجماعي للمدينة. كما أن عدد الناخبين المسجلين بمدينة بنسليمان يمكنهم التصويت والظفر بمقعد أو مقعدين في مجلس النواب. وما أسقطته على الحي الحسني ومدينة بنسليمان يمكن إسقاطه على كل المدن والقرى المغربية. بمعنى أنه بإمكان الناخب أن يؤثث المجالس الجماعية والبرلمانية وباقي المجالس بما يريده من كفاءات وشريفات وشرفاء إن هم اتحدوا وقرروا التوافق والمشاركة السياسية.
مع الأسف ما جرى ودار خلال فترة الحملات الانتخابية بمختلف المناطق المغربية. يؤكد على أن حليمة لازالت على عاداتها القديمة تغوص في الفساد والاستبداد. معظم الحملات الانتخابية قذرة تقودها وجوه فاسدة ومستبدة تستبيح الأعراض ولا تقيم وزنا للقوانين ودستور البلاد. أسواق بيع الذمم منتشرة داخل الاحياء والدواوير والاسواق الأسبوعية .ورواد العزوف السياسي لازالوا يطربون على مواقع التواصل الاجتماعي وداخل المقاهي. والقلة القليلة من الشرفاء والشريفات الذين ولجوا المجال السياسي وترشحوا عانون الأمرين بين مطارق أسواق بيع الذمم وسنادين العزوف المدمر.
لنعمل معا من اجل رفع نسب الناخبين المصوتين لفرض وجوه جديدة شابة ومثقفة وتؤمن بأخلاقيات السياسة واهدافها الحقيقية.. في أفق ان نجد لقاح فعال ضد فيروس العزوف عن التصويت والترشيح. وليعلم العازفين عن المشاركة السياسية وعن الترشيح والتصويت أن شلة المنتخبين المنتظرين الذين لم يساهموا في فوزهم بمقاعد داخل المجالس المنتخبة والبرلمان. سيتحكمون في كل مناحي حيواتهم سواء صوتوا أو رفضوا التصويت… وان معظم الاحزاب السياسية ستظل تحت رحمة زعماء نافذين يعيثون فسادا بروادها و أهدافها ويوظفونها لخدمة أجنداتهم المشبوهة ومصالحهم الخاصة.. بعد كل هذا أفلا يتعظ رواد العزوف السياسي ويدركون أنهم هم من يتركون كراسي المسؤولية لمن لا يستحقها. بل لمن يفسد بها ويعرقل حل مسارات التنمية.
ولو ان هناك من تم استئجارهم لحمل شعار المقاطعة والعزوف بهدف زعزعة أمن واستقرار المغرب.

اقرأ أيضاً: