ملف فساد في البناء: تحقيقات تكشف تلاعبات مقاول في مشاريع عامة و خاصة بالسعيدية وبركان

نشر في: آخر تحديث:

انس خالد| صوت العدالة

في الوقت الذي يواجه فيه قطاع البناء والتشييد في المغرب تحديات كبيرة مرتبطة بالجودة والمراقبة، تبرز قضية فساد في السعيدية حيث تم اكتشاف غش في مواد البناء المستخدمة في مشروع سكني وتجاري. التحقيقات تكشف أن المقاول الذي يقف وراء هذا المشروع له تاريخ مشوه في تنفيذ مشاريع أخرى، بما في ذلك منشآت حكومية في بركان. هذه القضية، التي لا تزال أمام القضاء، تسلط الضوء على مستوى الفساد في قطاع البناء، وتثير تساؤلات حول دور الرقابة الحكومية في مراقبة جودة المشاريع.

الجزء الأول: تفاصيل قضية السعيدية

  1. وصف المشروع واكتشاف العيوب

العمارة التي تم بناؤها في السعيدية تتألف من وحدات سكنية وتجارية، وقد تم اكتشاف عيوب خطيرة تتعلق بعدم مطابقة الأشغال للتصاميم المرخصة. (م.ح) مهاجر بلجيكي التي قرر أن يستثمر في بلاده ببناء العمارة، أشار إلى أن المقاول المسؤول تلاعب في الإنشاءات بشكل مضر، حيث أن البناية مهددة بالسقوط. وأوضح أن هناك غيابًا للأعمدة الأفقية و العمودية
والبلاط الصلب في الشرفات المطلة على الواجهة، مما يجعل العمارة غير مستقرة. وأكد أن أي تغييرات في التصاميم المرخصة لم تكن بطلب منه، بل هي نتيجة مباشرة لعملية الغش التي قام بها المقاول.

  1. تداعيات الغش في مواد البناء

بناءً على تقارير فنية من عدة خبراء، تم التأكيد على أن هناك تلاعبات في مواد البناء تجعل العمارة قابلة للانهيار في أي وقت. في البداية، قرر صاحب العمارة لمطالبة المحكمة بالخبير من اجل كشف عن غش في البناية ، و الخبير التي تم زيارة العمارة قد نفى وجود أي غش، وزعم أن العمارة سليمة. إلا أنه تم اكتشاف لاحقًا أن لهذا الخبير علاقة بالمقاول المتهم، مما أثار الشكوك حول حيادية تقريره. استنادًا إلى تقارير أخرى من خبراء مستقلين، تم التأكيد على أن العمارة مغشوشة وقابلة للانهيار.

الجزء الثاني: المقاول والملف القانوني

  1. معلومات عن المقاول المتهم

المقاول المتهم لديه سجل طويل في قطاع البناء، بما في ذلك تنفيذ مشاريع حكومية هامة مثل مجازر بركان ومركز تفتح الشباب والأطفال. بعد اكتشاف الغش في عمارة السعيدية، تم الاستماع إلى شهادة أحد العمال الذين عملوا مع المقاول، وأكد أن المقاول كان يستخدم مواد بناء رديئة في العديد من المشاريع الأخرى.

  1. الإجراءات القضائية

حتى الآن، تقدم أكثر من 7 ضحايا بشكايات ضد المقاول، تتهمه بالغش في مواد البناء وتزوير الوثائق بالتعاون مع خبيرين ومهندسين. القضية لا تزال جارية في القضاء، وهناك مطالب بفتح تحقيقات شاملة حول الدور الذي لعبه المقاول في التلاعب بالمشاريع المختلفة.

الجزء الثالث: الاكتشافات الجديدة في بركان

  1. المشاريع الحكومية المتضررة

اكتشف أن نفس المقاول المسؤول عن غش عمارة السعيدية قد قام بتنفيذ مشاريع حكومية في بركان، بما في ذلك مركز تفتح الشباب والأطفال ومجازر بركان. بناءً على شهادة عامل سابق، تبين أن هذه البنايات أيضًا تعرضت لغش في مواد البناء، مما يثير المخاوف حول مدى استدامتها وسلامتها.

  1. المسؤولية والمساءلة

السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: من المسؤول عن مراقبة جودة مواد البناء في المشاريع الحكومية؟ وما هو دور السلطات المحلية والجهات المكلفة بالتفتيش؟ هل هناك ثغرات في العقود والمناقصات الحكومية التي تسمح لمثل هؤلاء المقاولين بالتلاعب بالجودة؟ وهل هناك مسؤولون حكوميون متورطون في القضية؟

تعد قضية المقاول المتورط في الغش في مواد البناء بالسعيدية وبركان مثالاً صارخًا على الفساد الذي يمكن أن يشوه مشاريع التنمية ويهدد حياة المواطنين. وبينما ننتظر حكم القضاء، تظل الأسئلة الكبرى حول كيفية منع تكرار مثل هذه الفضائح في المستقبل، وضمان أن تكون كل مشاريع البناء في المغرب قائمة على معايير صارمة من الجودة والشفافية.

اقرأ أيضاً: