الرئيسية أحداث المجتمع ملفات حارقة في انتظار العامل الجديد على إقليم سيدي بنور

ملفات حارقة في انتظار العامل الجديد على إقليم سيدي بنور

IMG 20250513 WA0033
كتبه كتب في 13 مايو، 2025 - 2:52 مساءً

صوت العدالة- رفيق خطاط

عيّن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، السيد محمد منير الهواري، عاملاً جديداً على إقليم سيدي بنور، خلفاً للسيد الحسن بوكوتة. هذا التعيين يبعث الأمل في نفوس ساكنة الإقليم، التي تنتظر تغييرات حقيقية وملموسة في واقع تعيشه المدينة منذ سنوات، ويتسم بتراكم ملفات حارقة ومشاريع متعثرة عطلت عجلة التنمية.

العامل الجديد، القادم من جهة الداخلة وادي الذهب، يجد نفسه أمام تحديات كبيرة، تبدأ من الاختلالات البنيوية التي تعاني منها المدينة، وتنعكس بوضوح في الاحتلال العشوائي للملك العمومي، حيث تحولت جل الشوارع والأزقة إلى فضاءات للفوضى، يهيمن عليها الباعة الجائلون وأصحاب المقاهي، وسط حملات محتشمة لم تستطع إعادة النظام للشارع العام.
ومن الملفات الاجتماعية العالقة، يبرز ملف دوار العبدي، الذي لا تزال ساكنته تعاني من السكن غير اللائق رغم إدراجه سابقاً ضمن برنامج “مدن بدون صفيح”، وهو المشروع الذي تم رصد ميزانية مهمة له، لكنه لم يُفعل على أرض الواقع، ما زاد من تهميش السكان وتكريس الإقصاء الاجتماعي.
في المقابل، يُعد ارتفاع البطالة من أبرز التحديات التي تنتظر تدخلاً عاجلاً، في ظل غياب المصانع والمعامل وفرص التشغيل، وهو ما يدفع فئة واسعة من شباب الإقليم إلى الهجرة بحثاً عن لقمة العيش.
ولا يخفى على أحد معاناة طلبة الإقليم، الذين يُجبرون يومياً على التنقل إلى مدن الجديدة وسطات ومراكش بسبب غياب مؤسسة جامعية محلية، وهو ما يشكل عبئاً مادياً ونفسياً على الأسر.
المدينة تعاني أيضاً من انتشار الكلاب الضالة وظاهرة التشرد، في غياب حلول جذرية لهذه الإشكاليات التي تهدد سلامة الساكنة وتشوه صورة المدينة.
أما من حيث البنية التحتية، فتعيش المدينة على وقع حفر متفرقة في أزقتها وشوارعها، دون تدخلات جادة لإعادة التأهيل أو التهيئة الحضرية، ما يزيد من معاناة الساكنة ويُفاقم الإحساس بالتهميش.
المحطة الطرقية بدورها تعكس واقع الإهمال، إذ لا تليق نهائياً بمدينة إقليمية، بل توصف من طرف المواطنين بأنها “نقطة سوداء”، تغيب فيها أبسط شروط الراحة والتنظيم والنظافة، وظلت على حالها منذ عقود دون تحديث أو إصلاح.
كما أن السوق الأسبوعي لسيدي بنور، المعروف بكونه من أكبر الأسواق الأسبوعية في المغرب، يعيش بدوره وضعاً مزرياً رغم رمزيته التاريخية والاقتصادية، بسبب غياب التأهيل والتنظيم والبنية التحتية اللائقة، ما يجعله يُشبه الأسواق العشوائية رغم وزنه الكبير في الاقتصاد المحلي.
ومن أكثر الملفات إلحاحاً، الوضعية المقلقة للمستشفى الإقليمي، الذي يعاني من نقص حاد في التجهيزات والأطر الطبية، مما يجعل عدداً كبيراً من المرضى يُحالون على مستشفيات الجديدة لتلقي العلاج، في مشهد يتكرر يومياً ويثير استياء المواطنين.
اليوم، تعقد ساكنة سيدي بنور آمالاً كبيرة على العامل الجديد، منير الهواري، لفتح هذه الملفات بجرأة وإرادة حقيقية، ووضع حد لسنوات من التهميش والركود، أملاً في مستقبل أفضل يليق بالإقليم وساكنته.
كل التوفيق للعامل الجديد في مهمته لخدمة الوطن والمواطن.

مشاركة