عزيز بنحريميدة-صوت العدالة-
تماشيا مع ما تم تسطيره من تدابير، وانسجاما مع الرؤى والقرارات الهادفة الى التخفيف من وطأة الازمة والمساهمة قدر الامكان كل من موقعه في الحد من تبعات هذا الوضع المستعصي، لم يكن الجسم القضائي برمته بمعزل عن هذه التضحيات الجسام، حيث كان سباقا الى الاعلان عن مساهمة القطاع بنصف الراتب الشهري دعما لصندوق كورونا، وهي المبادرة التي ساهم بها القطاع كغيره من الوطنيين الاشاوس بكل فخر و إعتزاز.
وعلى الرغم من الأعباء المادية التي يتحملها السادة القضاة ومسؤولياتهم الجسام ، الا انها لم تمنعهم من تلبية نداء الواجب الوطني،رغم ان صدقهم وحبهم للوطن لا يحتاج الى برهان، لكنهم أبوا من جديد إلا أن يحجزوا مكانهم ضمن الصفوف الامامية للمساهمين عن طواعية دون إكراه، من أجل حماية الوطن في هذه الظرفية العصيبة، وضمان نهضته فيما يستقبل من الأيام ، وذلك انسجاما مع الإرادة الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.
كما ان هذه الخطوة تأتي في سياقها الخاص، المتمثل في المبادرة الحميدة التي اطلقها السيد الرئيس المنتدب للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، والتي دعى من خلالها وبشكل رسمي الى المساهمة في صندوق كورونا بنصف الراتب الشهري، لتكون بذلك هذه المساهمات سندا وعونا لدعم الصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا المستجد، والذي تم استحداثة بأمر ملكي سامي.
ويؤكد متتبعون، أن المبادرة التي اقدم عليها الجسم القضائي ، والنابعة من قناعات ذاتية تجاوزت المتوقع، بالمساهمة بنصف الراتب الشهري بدل ثلاث ايام كما هو معلن من طرف رئاسة الحكومة، إنما ترمز و بشكل تلقائي الى ترسيخ وتعزيز قيم الانتماء، وحب الوطن والدود عنه في كل زمان ومكان، وإن اختلفت الطرق، لكن الغاية في رمتها من المحال والمستحيل أن تتجزء..انها حب الوطن دون قيد اوشرط.
والمبادرة ايضا رسالة واضحة المعالم لباقي القطاعات، لتكون هي الاخرى سباقة للمساهمة في صندوق كورونا، والحد من انتشار الوباء القاتل الذي لم يفصلنا على الانتصار عليه إلا خطوات معدودة، لنقدم بذلك للعالم خير مثال على التضامن والتلاحم المنقطع النظير، تلاحم مبني على نكران الذات والتضحية من أجل الاخر في تماهي تام بين القيم المثلى الوطنية والانسانية وبين القناعات الذاتية للأفراد.
الوطن للجميع.. تلكم الرسالة بمعانيها السامية، مما يفرض انخراط هيئات مؤسسات وقطاعات دون استثناء لنقول جميعا ان الوطن خط احمر، متى سمعنا نداءه، فالكل منا يلبي النداء دون تمييز، الوطن يجمعنا في تآلف تام رغم اي اختلاف في التوجه او الفكر، وقيادة جلالته تؤطر الرؤى السديدة التي لن نحيد عن خطاها.. نحن والوطن سواء.