Egyptian demonstrators shout slogans as they attend a protest in Cairo demanding the ouster of President Hosni Mubarak on January 26, 2011. Egyptian police clashed with protesters in the centre of Cairo and in the port city of Suez, in the second day of nationwide anti-government demonstrations, an AFP reporter and witnesses said. AFP PHOTO/MOHAMMED ABED (Photo credit should read MOHAMMED ABED/AFP/Getty Images)

مصر:صحوة شعب أم صراع أجهزة…

نشر في: آخر تحديث:


بقلم: عادل العلوي

ستظل مصر ذاك الكيان المؤثر إقليميا ودوليا وتلعب دورا إستراتيجيا على المستوى العالمين العربي والاسلامي،وذلك بسبب موقعها الجغرافي وموروثها الحضاري والثقافي والاجتماعي.
إن الحراك الاخير الذي أجتاح شوارع مصر في محاولة لاحياء ثورة يناير التي أطاحت بنضام “مبارك”وإسترجاع مكتسباتهاالشعبية وإعادة البلاد الى مشروعيتهاالديمقراطية بعدما أستعاد فلول النضام المطاح به مراكزه في السلطة في محاولة لإعادة حكم اابلاد بالنار والحديد….
إن خروج الناس للشارع كان نتيجة حتمية للاوضاع المأساوية التي يعيشها المواطن المصري بإفتقاره لابسط مقومات العيش الكريم وما يعانيه من فقر إجتماعي وقمع سياسي وكذا من جراء مايعانيه من بطش مخزني.إن النزول الى الشارع
هو تلخيص لامر واقع مُرّ إِجْتر مرارته المواطن البسبط.لكن هذا الحراك لا يأتينا صدفة او بدون محركات فلا بد من وجود فاعل او فاعلين كتر محركين للعبة سواء داخليين أو خارجيين سواء اكان شخص واحد أو عدة أشخاص أخدت على عاتقها المبادرة للانعتاق من قيود الظلم..
إن أغلب الثورات التي دونت في تاريخنا الانساني كانت نتيجة صراعات إما طبقية بين الاقطاعبين والبروليتاريا السحيقة وإما نتيجة تضارب المصالح بين الطبقة الغنية والطبقة السياسية الحاكمة مما يؤدي الى تغيير في دواليب الحكم..
في حالة مصر هاته سنكون امام طرحين:إما ان هاته الثورة صحوة شعب، أي ان هذا الشعب قد إستفاق من سباته نتيجة ماتم عرضه من طرف مقاول النضام “محمد علي” وأحد رموزه ومموليه إذ كشف عورته الماليه وكذبه وزيفه على شعبه المقهور وهو الذي يكتنز من الاموال خزائن قارون.ونكون هنا أمام شعب قد صحى واراد إسترجاع ثورته الذي سلبت منه،والمضي قدما في بناء مسار ديموقراطي جديد بعيد عن دواليب حكم العسكر..
وإما اننا سنكون أمام طرح تان وهو ان هذه الصحوة جاءت نتيجة صراع المؤسسات الحاكمة داخل الدولة والتي ربما لم تعد تستسغي طريقة حكم”السيسي”الذي بدأ يستفرد بكل القرارات وبدأت نزعته السلطوية تظهر مع مرور الوقت في محاولة لتفرده بالحكم وبداية تأسيس لمرحلة جديدة يكون فيها هو الآمر والناهي خاصة ان التاريخ المصري المعاصر ومنذ ثورة “عبدالناصر”عرف حالات مماثلة وهي الاستفراد بالحكم والاستبداد به ولو على حساب رفقاء الدرب والسلاح.وبالتالي سنكون هنا امام فرضية الصراع السلطوي المؤسساتي على السلطة .وما يقوي هذا الطرح هو ان هذا المقاول الملياردير ” محمد علي”والذي يعتبر المحرك الاساسي لهذا الحراك والذي كشف خبث وعدم نزاهة هذا النضام لايمكنه ان يتحرك من جراء داته بدون قوة تقف وراءه داعمة له خاصة وانه سيكون في مواجه نضام بأكمله مدعوم من الالة الصهيونية لم تستطع الحركة الإخوانية بكل طاقاتها الوقوف في وجهه.وهنا سنكون امام فرضية المؤسسات الامنية داخل الدولة المصرية دخلت صراعا جديا من أجل الضفر بالسلطة تحت اي غطاء او اي مسمى كان…
وفي ضل كل هاته التخمينات لايمكننا إغفال حركة الاخوان المسلمين كفاعل سياسي وإجتماعي داخل البلاد لايمكنه ان يتنازل بسهولة عن حقه في السلطة خاصة وان حليفته الاستراتيجية “قطر”ابانت للعالم انها قوة سياسية مؤثرة في النضام العالمي…
وكيفما كانت المسببات والاطروحات والدوافع والمحركات فنحن مع الشعب المصري في إحياء ثورته وإسترجاع مكتسباته الديمقراطية…!!!

اقرأ أيضاً: