خولاني عبد القادر
شهدت الطريق الملاليين الرابطة بين مرتيل و تطوان صباح يوم الإثنين 6 فبراير الجاري، حادثة سر مميتة راحت ضحيتها عاملة لفظت أنفاسها الأخيرة وهي في الطريق إلى المستشفى، و ذلك بعد انزلاق الحافلة بشكل مباغت و انحرافها عن مسارها الطبيعي، و يرجح أنه بفعل السرع المفرطة التي أفقدت سيطرت السائق على توازن الحافلة، التي كانت تنقل العاملات من مدينة الفنيدق إلى أحد معامل تدوير الملابس بالمنطقة الصناعية بمخرج مدينة مرتيل التابعة لعمالة المضيق الفنيدق .
هذه الفاجعة جعلت مستشفيات مدن المنطقة تشهد حالة من الاستنفار القصوى بفعل عدد المصابات، الذين نقلوا على وجه السرعة إلى المستشفى النهاري بمرتيل على متن خمس سيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية بالمدينة، حيث بلغ عدد الإصابات 46 حالة بجروح متفاوتة الخطورة، تم نقلهم إلى مستشفى محمد السادس بالمضيق والمستشفى الإقليمي بتطوان، في حين تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بمستشفى سانية الرمل بتطوان.
العملية التي استدعت انتقال 20 عنصر من الوقاية المدنية مجهزين بخمس سيارات إسعاف، وتم تدخلهم في وقت وجيز لانقاد المصابات ونقلهم إلى المستشفى لتلقيهم العلاجات الأولية، والحالات الحرجة منهم التي وصلت إلى 21 حالة تم نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى محمد السادس بالمضيق والمستشفى الإقليمي بتطوان.
وحسب مصدر مطلع، أن الحالة الصحية لأغلب المصابات مستقرة تماما ولا تدعو للقلق باستثناء حالتين طالهما إصابات على مستوى الرأس مما يتطل نوع من العناية المركزة.
وقد انتقل إلى مسرح الحادثة مختلف السلطات المحلية وعناصر من الشرطة القضائية بالدائرة الأمنية الثالثة التابعة لمفوضية أمن مرتيل لتحرير محضر حادثة ومعاينة الفاجعة، ويرجح أن تكون السرعة المفرطة والحمولة الزائدة من أسباب وقوع الحادثة، خاصة أن الطريق معروفة بانسيابها وغياب المنعرجات الخطيرة.
وفي مجال السير والجولان، كشفت وزارة التجهيز والنقل، أن حوادث السير بالطرقات المغربية تكلف المغرب خسائر في الأرواح البشرية وصعوبات في إعادة تأهيل الضحايا، زيادة على تسببها في دفع خزينة الدولة الملايير من الدرهم سنويا
وتفيد الإحصائيات المؤقتة إلى غاية متمم شهر نونبر من سنة 2022، بأن عدد الوفيات الناجمة عن حوادث السير وطنيا انخفض بنسبة 10.5 في المئة، فضلا عن انخفاض عدد المصابين بجروح بليغة بنسبة تقارب 18 في المئة، وبخصوص عمليات المراقبة والزجر في ميدان السير والجولان، تمكنت مصالح الأمن من تسجيل 42 ألفا و539 مخالفة، وإنجاز 7 آلاف و775 محضرا أحيل على النيابة العامة، فضلا عن استخلاص 34 ألفا و764 غرامة صلحية.
وترجع الأسباب الحقيقية لهذه الحوادث بالأساس إلى العامل البشري، حيث أبانت الإحصائيات الرسمية لنفس الوزارة أن 90 بالمائة من السائقين لا يحترمون مدونة السير، ويتسبب العامل البشري الانفرادي بـ 65 في المائة من الحوادث، فيما تتوزع باقي مسببات الحوادث على الطرق والعربات معا….
