خالد أخازي
غلب الرعب العثماني كم ركب وزير الصحة، فكان القرار المرتجل في تنزيله وليس في مضمونه…قرار إغلاق عدد من المدن لا تشكل غير محطة إقامة مهنية لملايين المغاربة الذين يشكل عندهم عيد الأضحى زمن العودة وصلة الرحم.
أن تغلق مدينة كالدار البيضاء عشية عيد الأضحى دون مهلة زمنية، كأنك تلغم وضعا اجتماعيا هو في غنى عما يزيد من عوامل توتره… وكأنك تفتح بوابة الجحيم على من عليهم أن يعملوا على تطبيق القرار .
والنتيجة الأولية.. محزنة وتعكس أننا فعلا في أزمة انتهاء زمن رجال الدولة.. فقد يضل المسؤول السياسي…لكن كتاب الدولة كانوا دائما رجال الدولة وصمام الأمان لخطل المسؤول السياسي..
مصرع 15 شخصا و إصابة 2111 ضحية بجروح متفاوتة الأثر، إذ 92 منهم جراحهم بليغة… تجعلنا جميعا… نضع آيادينا على قلوبنا….هل نحن بين أيد آمنة…؟
النتيجة ثقيلة يا رئيس الحكومة…. والأثقل منها مبرراتك…
تحمل المسؤولية..لمرة واحدة…فحتى حلفاؤك صمتوا كتى تقع في المحظور…ووقعت…
لا تنس… أنه سجل بمرارة وخرقة.. 1534 حادثة سير، داخل المناطق الحضرية خلال الأسبوع الممتد من 20 إلى 26 يوليوز الجاري.
وفي هذا تقول المديرية العامة للأمن الوطني،في بلاغها ما يكشف الحالة النفسية التي كان عليها العالقون المرتبطون بأصولهم وقراهم وبلداتهم.. إن الأسباب الرئيسية، عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، وعدم ترك مسافة الأمان، وعدم انتباه الراجلين، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وعدم التحكم، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة قف، والسير في يسار الطريق، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والسير في الاتجاه الممنوع، والسياقة في حالة سكر، والتجاوز المعيب.
وبخصوص عمليات المراقبة والزجر في ميدان السير والجولان، تمكنت مصالح الأمن من تسجيل 38 ألف و 800 مخالفة، وإنجاز 10 آلاف و506 محاضر أحيلت على النيابة العامة، واستخلاص 28 ألف و 294 غرامة صلحية.
ويعلم الله حصيلة العالم غير الحضري..
العثماني ومن معه وضعوا رجال
الأمن والدرك والقوات المساعدة ورجال المطافئ في موقف صعب، أمام حشود أعمتها غريزتها السنوية كسمك السلمون للالتحاق بالأهل والبلدة والأصل.. مهما كان الثمن… لن أقول أن القرار غير منطقي، ميدنيا له مبرراته، لكن تنزيله كان عبثيا…قاصر الرؤية ومن فعلوه لا يعرفون المغاربة وقوة ارتباطهم بالأصول، وما يمثله عيد الأضحى في الوجدان الجمعي، فهو عيد العودة وجمع الشمل وصلة الرحم..
وعاشت الأجهزة الأمنية من عناصر شرطة ودرك ملكي وقوات مساعدة ورجال مطافئ حالة من الاستنفار، لحل مشكلات العبور في ساعات قليلة للآلاف…وكانت مختلف الأجهزة الأمنية في الموعد كعادتها رغم صعوبة المهة وسيل العابرين كالجارف، وكان الاستثناء ما وقع
بممر تيزين تيشكا حين عمد بضع مواطنين إلى إزالة الحاجز الأمني الذي نصبه رجال الدرك لضمان مرور الحافلات والسيارات ..
الواقعة قد تكون عابرة، لكنها تحمل دلالات قوية على ما يمكن أن يترتب عن الارتجال والعبثية،فيطال العبث هيبة الدولة ولو كان حاجزا أمنيا.
هل أخطأ العثماني…؟ نعم فالقرارات لا تتخذ تحت الخوف والهلع…أخطأ حينما لم يستحضر كل السيناريوهات الممكنة…وعيب هذا الرجل أنه لا يشتغل برؤية تصنف الاحتمالات والفرضيات وتقوم بالانتقاء بناء على عنصر الضرورة والأمن والحاجة القصوى.. أو كما في مرجعيته…مبدأ أخف الضرر…فهل قام بقياس كل الأضرار المحتملة..ورجح إغلاق مدن في أربع ساعات..؟
ما رأيت مسؤولا في أكثر من محطة يحمل الشعب المسؤولية…أخلاقيا رؤساء الحكومات يتحملون المسؤولية علنا ولا يعلقونها على مشجب الشعوب…
لننته من هذا الأمر إذن…نحن هكذا…كما نحن…كما تعرفنا….فاحكمنا كما نحن….لا كما يجب أن نكون لنتناغم مع قراراتك الحمقاء..