الرئيسية أحداث المجتمع مراكش : مستقبل شباب قلعة السراغنة يتأرجح بين مسؤولية السلطات و قوارب الموت

مراكش : مستقبل شباب قلعة السراغنة يتأرجح بين مسؤولية السلطات و قوارب الموت

IMG 20190930 WA0050.jpg
كتبه كتب في 30 سبتمبر، 2019 - 1:10 مساءً

صوت العدالة – محمد بنعبد الله

لقد أصبحت كلمة الهجرة لها عدة دلالات فهي انتقال الفرد أو الجماعة من مكان الاستقرار الأصلي إلى مكان أخر . و تنقسم إلى قسمين : هجرة داخلية و هجرة خارجية .
فالهجرة الداخلية هي التي ينتقل فيها الفرد أو الجماعة من مدينة إلى أخرى أو من القرية إلى المدينة و العكس صحيح . و بالتالي يبقى هذا النوع من الهجرة يتراوح داخل حدود الدولة الواحدة . أما الهجرة الخارجية فهي التي يتم فيها الانتقال من دولة إلى أخرى .و تنقسم إلى قسمين :الهجرة القانونية و الهجرة الغير القانونية . فالهجرة القانونية هي التي تكون مستوفية بشروطها التي تخول للفرد بمقتضياتها الهجرة من دولة إلى دولة مضيفة .
أما الهجرة الغير القانونية و هذا هو موضوعنا فهي الهجرة الغير الشرعية التي يخاطر فيها الفرد و يهاجر بشكل سري مخترقا الحدود و متجاوزا كافة الشروط القانونية المعمول بها باعتباره غير مستوفيا لشروط الهجرة التي يسعى إليها بحتا عن مكان أكثر جودة للعيش و السكن و أمنا عن ما هو فيه .
و قد تطورت أساليب منظمي الهجرة السرية بتطور الأجهزة الأمنية المشرفة على مكافحتها حيث أرهقت كافة الدول نظرا لما يترتب عنها من اضطرابات داخل مجتمعاتها و كدا نتائج عواقبها و تأثيراتها السلبية كما تشكل خطرا على حياة الفرد نفسه . فلا يمر أسبوعا إلا و تفاجئ بسماع غرق قارب للمرشحين للهجرة السرية و مصرع و فقدان كل من كان على ظهره .
و في هذا السياق عرف إقليم قلعة السراغنة في غضون هذا الأسبوع فقدان العديد من أبنائه غرقا في عرض البحر حيث لفظ يوم السبت الماضي سبعة ضحايا منهم من بينهم امرأة بشاطئ عين حرودة و مواصلة للبحت في ملابسات القضية تمكنت مصالح الدرك الملكي لمدينة المحمدية بإيقاف الوسيط في هده الفاجعة و هو من أبناء الإقليم . و ليست هده الفاجعة هي الأولى أو الثانية من نوعها التي عرفها الإقليم الذي يحتل المرتبة المتقدمة وطنيا في ضحايا للمرشحين للهجرة السرية .
فإذا اعتبرنا أن الأسباب التي تجبر الفرد على ترك مسقط رأسه و موطنه الأصلي تختلف أملا في استقراره في بلد مضيف .
فأسباب إقدام شباب إقليم قلعة السراغنة على الترشح للهجرة السرية كان اضطراريا راجع إلى عدم نجاعة و اهتمام المسؤولين على الشأن المحلي بحاجياتهم و فتح باب التواصل معهم الدين عينوا للقيام بمهامهم خدمة للوطن و المواطنين لكن المؤسف لازموا كراسيهم المريحة داخل مكاتبهم المجهزة و المكيفة شغلهم الشاغل هو انتظار ترقيتهم و كدس الأموال معلنين غيابهم التام و عجزهم على حل مشاكل المواطنين متجاهلين مهامهم و مراجعة أنفسهم و سلوكياتهم و خصوصا اتجاه الشباب الذي أصبح مقتنعا بأنهم مضطهدين داخل إقليمهم كلما طالبوا بحقوقهم يواجهون بالعنف و الاحتقار و الحكرة و المدلة و يتضح دلك جليا في مستوى الاحتقان الاجتماعي الذي عرفه الإقليم مؤخرا و ما تلاه من غضب عارم و نقد كبير .
و عليه . فطرق إيجاد حل لمشكلة الهجرة السرية بإقليم قلعة السراغنة يبقى رهين بإبعاد و محاسبة من ليست لهم غيرة و لا شفقة على ابناء هذا الوطن و لا رغبة في إصلاح البلاد من المسؤولين عن الشأن المحلي .
و لنا عودة للموضوع .

مشاركة