محمد بنعبد الله : صوت العدالة
و بشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إن لله و إنا إليه راجعون .
في ظروف مأساوية تعيشها اليوم مدينة مراكش نتيجة التفشي السريع لفيروس كورونا . أرقام مخيفة للمصابين و للحالات الحرجة و الوفايات تعلن عنها وزارة الصحة من يوم لأخر . أجبرت الساكنة و فعاليات المجتمع المدني المراكشي الخروج عن صمته ليدق ناقوس الخطر. و ليظهر للعالم عن ما آلت إليه الأوضاع بهذه المدينة بسبب الغزو الوبائي الكارثي الآخذ في الارتفاع . و لعل ذلك راجع لأسباب عدة من بينها ما يلي :
لقد أعلنت وزارة الصناعة و التجارة و الاقتصاد الأخضر و الرقمي . انه يمنع منعا كليا بيع الكمامات الواقية بالتقسيط بالمحلات التجارية إيمانا منها بخطورة ذلك مضيفة أن السبب في المنع هو الحفاظ على صحة و سلامة المواطنين و ذلك للحيلولة دون انتقال العدوى بينهم . كما أكدت انه يمنع كليا بيع و توزيع… الكمامات الواقية بالتقسيط و شددت على انه سوف تتخذ التدابير القانونية الزجرية اللازمة في حق كل من يخالف هذا الإجراء .
لنتفاجئ اليوم بباشا منطقة جليز و أعوان السلطة المرافقين لها يقومون عبر ترابها بتوزيع الكمامات العارية من أغلفتها على المواطنين بطريقة لا تخدم المصلحة العامة و المكدسة وسط علبة من الكارتون كما يظهر على الصور دون أدنى احترام لشروط السلامة و بطريقة تثير السخرية و تضع أكثر من علامة استفهام خصوصا أنها صادرة عن من أوكلت إليهم السهر على التطبيق السليم لشروط السلامة و الوقاية من فيروس كورونا . علما أن السيدة باشا منطقة جليز لا تنقصها المدارك المعرفية بمدى خطورة ذلك بل المجازفة بأرواح الأبرياء المتعمدة على اعتبار أنها تعلم علم اليقين بمضمون الإعلان الوزاري بخصوص مواجهة هذا الوباء و كيفية الوقاية منه .
و إن ذل هذا السلوك المتناقض على شئ فإنما يدل على قمة العبث و الاستهتار بسلامة و صحة المواطنين الشئ الذي يستدعي تدخل المسؤولين بوزارة الداخلية لإيقاف هذه المهزلة قبل أن تتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه و لوضع حد لمن يساهم في نشر العدوى بين المواطنين و كفانا من عدد الضحايا.



