بقلم : محمد بنعبد الله
فمنذ إحداث المديرية العامة للأمن الوطني في شهر ماي من سنة 1956 جعلت من تعزيز الشعور بالأمن و الطمأنينة لدى المواطنين و مكافحة التهديدات المتنامية للظاهرة الإجرامية هاجسها الأول والرئيسي ،مواكبة التحديات الأمنية المستجدة من خلال التركيز على العمل الإستباقي لمواجهة الجريمة بكل تجلياتها قبل وقوعها .
و لتحقيق هذا الهدف يجب مضاعفة الجهود و اليقظة في أداء الواجب على الوجه المطلوب لكل ما يلزم بعيدا عن الارتجال ، و استحضار الوقائع لأخذ العبرة من واقعة شمهروش التي تمت في غفلة من السلطات بمنطقة امليل حيث أودت بحياة السائحتين الإسكندنافيتين جنوب المغرب وقد اندلعت على أثرها مخاوف لذى تجار و مسؤولي قطاع السياحة بمدينة مراكش الوجهة المفضلة عالميا عند السياح الأجانب . على اعتبار أن مسرح الجريمة لا يبعد عنها إلا ببضعة كلمترات جنوبا .
وحتى لا نخفق في تدخلنا هذا فإننا نفتخر بما وصلت إليه شرطتنا عبر ربوع المملكة من نتائج محمودة ،لكن ساكنة مدينة مراكش التي تعتمد على السياحة في الدرجة الأولى على الرغم من كل المجهودات المبذولة لاستثباب الأمن فهي مستائة لما وصلت إليه من اعتداءات و سرقات في قعر بيوتها ولم تقف هذه الجرائم عند هذا الحد بل امتدت أيادي المجرمين إلى السياح الأجانب الذين يتعرضون للسرقات بالنشل بسبب ندرة الدوريات الأمنية الراجلة وكذا الدوريات التابعة للشرطة السياحية المكلفة بمواكبة تحركات السياح عبر المعالم السياحية و الأماكن العمومية التي يرتادونها كساحة جامع الفناء و الأسواق الممتازة و حديقة ماجوريل و جنبات مسجد الكتبية و قصر الباهية و قصر البديع و حدائق المنارة إلى غير ذلك من المعالم التاريخية و كذا الشوارع و الأزقة الضيقة بالمدينة العتيقة التي هي ملاذ للمنحرفين و يرجع كل هذا إلى غياب إستراتيجية أمنية جيدة هدافة لتحقيق الأمن و الطمأنينة للساكنة و الزوار الأجانب .