محمد بنعبد الله : صوت العدالة
إن لشرطة السير و الجولان أدوار هامة و كبيرة داخل المجتمع و تتجلى بالأساس في حماية أرواح المواطنين، و الحفاظ على سلامة سير الناقلات بمختلف أصنافها داخل الوسط الحضري، و الحرص على إحترام قانون السير . حتى لا تشيع الفوضى و يحدث ازدحام و تكدس في الشوارع و بملتقيات الطرق. كما أنها تقوم بالمراقبة الطرقية في ظروف تطبعها الشفافية و الاحترام التام للواجبات و الحقوق بالنسبة المواطنات و المواطنين، و بفضل تحدياتها و التغلب على الاكراهات لبلوغ النتائج التي تسعى إليها المديرية العامة للأمن الوطني. تمكنت من خلالها بارتباط صورة رجال شرطة المرور و الجولان في ادهان المواطنين بالشجاعة و القوة و البطولة .
و قد شاءت الأقدار أن يكون طاقم جريدة صوت العدالة صباح يوم الخميس 6 فبراير الجاري، وسط جموع المواطنين على مستوى المحكمة الابتدائية بباب دكالة مراكش. و هم على موعد مع حركات متزنة لرجل شرطة المرور محدقين النظر إليه و كأنهم أمام شاشة تلفاز، و هو ينظم حركة السير بسفارته، تارة يعرض نفسه لطوابير السيارات لايقافها و فسح المجال لعابري الطريق و عيناه لا تفارق أرصفة الشارع من كلتا الجهتين، لتلافي أي توقف غير قانوني من شأنه المساهمة في عرقلة السير .
لكن ما استغرب له الجميع و هو ما كان يتسم به من أخلاق عالية، فحتى أحد المقعدين على كرسي متحرك كان ينتظر من يساعده في عبور الطريق، لم يبخل عليه. حيث دفع به كرسيه المتحرك عابرا به الشارع من اليمين إلى اليسار. الشيء الذي اشاذ به الجميع و نحن نتتبع كل خطواته و كأنه يصحح النظرات المغايرة لبعض المواطنين لرجال الامن، ليقول لهم هذا هو رجل الأمن الذي كرس حياته خدمة للوطن و المواطنين، معتزا بمهنته و حب العمل . فمن أحب شيئا أخلص له.

و ندعوا له بالتوفيق و أن يكون لزملائه مثالا يهتدى به .