بقلم : عشار أسامة
تعتبر مدينة بنسليمان واحدة من المدن التي تزخر بتاريخ طويل وتراث غني، غير أن سكانها باتوا يعانون في السنوات الأخيرة من ظاهرة غير مألوفة، وهي انتشار واسع للدواب والحمير في مختلف أرجاء المدينة. هذه الظاهرة التي بدأت تأخذ منحى تصاعدياً، أصبحت تشكل مصدر إزعاج يومي للسكان، وتطرح تساؤلات عن مدى تأثيرها على جمالية المدينة وأمن المواطنين.
حيث أصبحت الدواب، وخاصة الحمير، تتجول بحرية في شوارع بنسليمان، مما يخلق مظهراً غير حضاري يتعارض مع الصورة التي تطمح المدينة لإبرازها كمدينة حديثة تسعى نحو التطور. حيث أن هذه الحيوانات غالبًا ما تترك مخلفاتها في الأماكن العامة، مما يزيد من أعباء النظافة ويهدد السلامة الصحية للسكان. كما أن تجولها العشوائي يتسبب في عرقلة حركة المرور في بعض الأحيان، خاصة في الأحياء المكتظة أو قرب الأسواق.
بالإضافة إلى الجانب الجمالي، تعتبر هذه الظاهرة جزءاً من مشكل اجتماعي أعمق يرتبط بتغير نمط الحياة في المدينة. العديد من السكان، خصوصاً في المناطق شبه الحضرية، ما زالوا يعتمدون على الدواب كوسيلة نقل أساسية، نظراً لتكاليفها المنخفضة مقارنة بوسائل النقل الحديثة. هذا الاعتماد يُظهر الفجوة الموجودة بين الأحياء المركزية، التي تشهد تطوراً تدريجياً، والمناطق المهمشة التي تعيش وفق نمط تقليدي.
و على الرغم من أن بعض السكان يعتمدون على الحمير والدواب لأغراض نقلية أو زراعية، إلا أن تنظيم هذا الانتشار العشوائي أصبح مطلباً ملحاً. بعض الفعاليات المحلية اقترحت إنشاء مناطق مخصصة خارج الأحياء السكنية لتواجد هذه الحيوانات، وتوفير خدمات بيطرية دورية للحفاظ على صحتها وضمان عدم تأثيرها على الصحة العامة.
من جهتها، تعهدت السلطات المحلية بدراسة الحلول الممكنة، وشددت على أهمية التوازن بين الحفاظ على التراث القروي للمدينة والعمل على تحسين جودتها البيئية والحضرية.
و أخيرا تظل مدينة بنسليمان واحدة من المدن المغربية التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة، غير أن انتشار الدواب والحمير داخل أحيائها يطرح تحديات تتطلب تدخلاً عاجلاً من طرف السلطات والساكنة معاً. التعاون بين الجميع هو السبيل الوحيد لضمان مدينة نظيفة، جميلة، وتلبي احتياجات جميع ساكنتها، سواء كانوا من المتشبثين بالتقاليد أو من الساعين نحو التحديث.
