أناط الوكيل العام للملك لدى استئنافية البيضاء، للفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالبيضاء، أوراق ملف للسطو على العقارات، جر رجال أعمال مشهورين إلى المساءلة، إذ تجري أبحاثها النهائية في ملف الاستيلاء على أرض غير محفظة، مساحتها الإجمالية سبعة هكتارات ونصف هكتار، وقيمتها تتعدى ستة ملايير، وتوجد بأرقى أحياء العاصمة المليونية، وبالضبط بحي كاليفورنيا.
حيث امتدت المساءلة إلى العديد من المشكوك فيهم، ضمنهم شهود لعقد استمرار الملك، والمشتري وابنه، ووسيط، بينما ضاعت سلسلة أخرى من المتهمين، إما بالوفاة، مثل عدل كان يزاول مهامه بوسط المدينة، وآخر في حالة فرار، وشخص اعتد به في الوثائق المزورة على أنه بائع، إذ وافته المنية، أخيرا.
وسبق للملف أن كان موضوع العديد من الشكايات والأبحاث، إلا أنها لم تكن لتجد طريقها الصحيح، إلا في الآونة الأخيرة، بعد أن
ويواجه المشتبه فيه مقتني العقار، وهو مالك فندق من خمسة نجوم، باستفهامات حول إثبات اقتناء العقار والمقابل المادي الذي دفعه لتحويل ملكيته، سيما أن مضامين البيع المقيد في الوثائق المنجزة من قبل عدل متوفى، تشير إلى أنه سلم للبائع مليارين و200 مليون، نقدا، واعترف الطرفان، البائع والمشتري، بحيازة المبلغ وإبراء الذمة، وهي عبارات مألوفة في عقود التوثيق العدلية.
ويشكك رافع الشكاية في هذه المضامين، معتبرا أن تسليم مبلغ مليارين و200 مليون، والطريقة التي جرى بها التسليم، لا يمكن أن تكون حقيقية، سيما أن مالك الفندق المصنف، رجل أعمال، ويفترض فيه الحرص على إنجاز عمليات تجارية أو عقارية، في وضوح، وعن طريق تسليم شيكات أو تحويلات بنكية، لحماية نفسه أولا من شبهة تبييض الأموال، وثانيا للإبقاء على أدلة بحوزته في حال وقوع مشكل في تفويت الملكية، وهي الأدلة التي تظل في أرشيف البنوك للاحتجاج بها عند الحاجة.
واستغل مالك الفندق شركة لإنجاز عملية التفويت، وأنجز مطلب تحفيظ العقار باسمها، وهو ما يطرح علامات استفهام أكثر حول طريقة تسليم الأموال نقدا، عوض تسليمها عن طريق أوراق تجارية تخص الشركة نفسها. كما أن الشهود الذين تمت الاستعانة بهم من أجل إنجاز عقدي استمرار الملك ولفيف الحيازة، وباقي وثائق الملكية، أكدوا، أثناء الاستماع إليهم، ألا علم لهم بالعقار ولا يعلمون موقعه ولا مساحته.
ويخضع مالك حانة، بدوره لأبحاث تتعلق بالملف نفسه، كما يوجد ضمن المتهمين طليق فنانة مشهورة، اعتبر وسيطا في العملية، التي استهدفت في البداية عقارا يوجد بمنطقة عين الذئاب، قبل أن يجد المتهمون صعوبة في إنجاز الوثائق المطلوبة، بسبب فطنة ملاك العقار، ليوجهوا فخاخهم إلى منطقة كاليفورنيا، بالاستعانة بابن يحمل لقب عائلة معروفة بالبيضاء، وهو الطرف الذي أنجز العقد ونسب ملكية العقار إلى العائلة التي يحمل لقبها، إلا أنه توفي أخيرا، ما زاد من تعقيدات القضية.