الرئيسية أخبار عالمية ماذا بعد قرار ترامب حول القدس؟

ماذا بعد قرار ترامب حول القدس؟

bbbbbgf.jpg
كتبه كتب في 7 يناير، 2018 - 4:12 مساءً

 

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

 

لم تهدأ بعد العاصفة التي تسبب فيها الرئيس الأمريكي ترامب باعلانه القدس عاصمة لإسرائيل،فبالاضافة الى موجة الاحتجاجات في مجموغة من دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية،انطلقت انتفاضة الكرامة داخل الأراضي الفلسطينية شملت الضفة الغربية وقطاع غزة،استعملت خلالها كل وسائل المقاومة من قبل الفلسطسنين وكل وسائل الردع من جانب القوات الاسرائيلية ،مخلفة  ضحايا  في الجانبين
حيث تم  تسجيل في الشهر الأول من انتفاضة حرية القدس التي اندلعت بعد قرار ترامب عاصمة لدولة الاحتلال، استشهاد 19 فلسطينيي وإصابة ما يقارب 3201 آخرين في مختلف مناطق الضفة الغربية وغزة، فيما أصيب 56 إسرائيليا ضمن 1236 عملا للمقاومة، نفذ خلالها 12 عملية طعن وإطلاق نار، بالإضافة لإلقاء حجارة وزجاجات حارقة وعبوات ناسفة تجاه قوات الاحتلال ومستوطنيه.

هذا ،في الوقت الذي نفذ الفلسطينيون 1236 عملا للمقاومة ضد قوات الاحتلال ومستوطنيه، توزعت بين 247 عملية إلقاء حجارة 82 عملية إلقاء زجاجات حارقة، إضافة لأربع عمليات إطلاق نار، و14 عبوات ناسفة وثلاث عمليات طعن، إضافة لخمس محاولات طعن، كان للقدس والخليل ورام الله وغزة النصيب الأكبر فيها، فيما أطلق مقاومون من غزة 16 صاروخا باتجاه الأراضي المحتلة.
هذه فقط نتائج مؤقتة وأرقام غير رسمية تسبب فيها قرار ترامب،الذي حاول بذلك إرضاء إسرائيل بعدما سبق وأن التزم بذلك في غضون الانتخابات التشريعية الأمريكية الأخيرة ،بالاضافة الى إرسال رسائل مشفرة الى دول الخليج خاصة ايران واستعراض العضلات على الصين وروسيا وكوريا الشمالية  واليابان القوة الاقتصادية العالمية القادمة.

والخاسر الأكبر في هذه الخطوة الغير المحسوبة،هو ترامب نفسه الذي استفاد مؤخرا من مساعدات مالية من السعودية ودول أخرى بالمنطقة،فقراره هذا حرك الويلات على هذه الدول من قبل شعوبها ،بل تطورت الى اتهامها بالعمالة والمؤامرة غلى القضية ابفلسطينية خاصة السعودية ومصر.

فانتفاضة الكرامة التي تطور وسائلها يوم بعد يوم تكبد المنطقة خسائر جسيمة قدرت بالملايير من الدولارات ،انتقلت آثارها حتى خارج اسرائيل،حيث تطالب الشعوب وهيئات حقوقية بعدم استهلاك بعض المنتوجات الأمريكية والاسرائلية،وهذا أكيد انعكس سلبا على الاقتصاد الأمريكي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بالسياسة الخارجية للبلاد ،ما جعل الأنظار تتجه صوب طريقة تدبير ترامب لأمور بلاده،تطورت على شكل انتقادات ومعارضة داخلية أثرت على شعبية الرجل الذي اتهمته جهات عديدة بالمتسرع والمزاجي.

ويرى متتبعو الصراع العربي الاسرائيلي،أن قرار ترامب رغم عدم تبنيه من قبل مجلس الأمن،سيعيد المنطقة الى بداية 1967 وضرب في العمق مبدأ الثقة التي بنيت مع السنين في ظل المفاوضات بين الطرفين.وينتظر تدخل دول أخرى ربما وجدت الفرصة السانحة لتقزيم دور أمريكا بمنطقة الخليج،خاصة روسيا وكوريا الشمالية،فخلال السنوات القادمة ستعرف المنطقة صراع المواقع بين هذه الدول،ونسف المجهودات التي تقوم بها  بعض الدول بالمنطقة للسيطرة على مناطق بفلسطين خاصة مصر والأردن.

الخلاصة،أن قرار ترامب سيجر المزيد من الويلات على أمريكا مستقبلا،بل سيكبدها خسائر مالية كبيرة ويقزم دورها  في المنطقة ،مع بروز قوى أخرى ستأخذ بعض الدول منطلقها نحو بسط سيطرتها على اقتصاد الخليج والدول العربية.

مشاركة