«سؤال: سأطرح عليكم سؤالا شخصيا نوعا ما. لقد أعلن رسميا عن خطوبتكم فمتى ستعقدون قرانكم؟
جواب: لقد تم تحديد تاريخ الزفاف في غضون الثلاثة أشهر الأولى من السنة القادمة، وهو ما يلزم من الوقت لإعداد مقر إقامتنا الجديد الجاري حاليا. وفيما يخص خطيبتي سلمى بناني، فقد التقينا قبل ما يزيد عن سنتين. إنها مهندسة إعلاميات. وهي ليست ابنة مصرفي كما قيل، بل كريمة أستاذ يقيم بفاس».
كانت هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها الملك محمد السادس عن خطيبته آنذاك سلمى بناني، بعد الإعلان الرسمي عن خطبتهما، وذلك في حوار مع مجلة «باري ماتش» في نونبر من عام 2001.
أشهر قليلة بعد ذلك احتفل القصر الملكي والشعب المغربي بزفاف الملك، وتابع المغاربة والعالم ككل باهتمام كبير طقوس الزفاف الملكي الأول من نوعه، والذي أبى الملك الشاب إلا أن يشرك شعبه فيه، زفاف شبيه بحفلات الأعراس المغربية بطقوس الحناء والبرزة وغيرهما، تماشيا مع رغبة الملك في أن يكون الحفل «طبيعيا» على غرار حفلات زواج أي ثنائي، وهو ما عبر عنه الملك في نفس الحوار مع «باري ماتش» حين قال، «من الطبيعي جدا أن يحتفل المرء بزواجه. إنها الصيغة التي اخترناها معا، سنحتفي بزفافنا مثل أي زوجين في جو من الغبطة والفرح».
هكذا دخلت شابة من أبناء الشعب المغربي القصر الملكي كزوجة للملك، ستحمل فيما بعد لقب «أميرة»، قصة واقعية أقرب إلى الخيال، تابعها المغاربة بشغف كبير، بينما كانت وسائل الإعلام الوطنية والأجنبية تبحث دون كلل عن أية معلومات عن الشابة التي ملكت قلب الملك.
أصبح زفاف الملك من فتاة من الشعب الموضوع الذي ملأ دنيا المغاربة والعرب والأجانب، وكما هو الحال في أحداث كهذه، انتشرت روايات كثيرة عن حياة ابنة الشعب التي اختارها الملك زوجة، وعن طريقة لقائهما.
في سن الثالثة، فقدت الأميرة للا سلمى والدتها، لتنتقل للعيش رفقة جدتها بحي القبيبات في الرباط، وقد تميز المسار الدراسي للأميرة بالتفوق منذ المرحلة الابتدائية التي قضتها بمدرسة النور مرورا بثانوية الحسن الثاني، قبل أن تلتحق بالأقسام التحضيرية فالمدرسة الوطنية العليا للمعلوماتية وتحليل النظم التي قضت بها ثلاث سنوات، لتنال حينها دبلوم مهندسة الدولة في المعلوميات وحصولها على الرتبة الأولى في دفعتها عام 2000. ولكن قبل ذلك كانت هناك محطة مهمة في حياة المهندسة الشابة، محطة جهزها القدر لتقلب حياتها رأسا على عقب أو عقبا على رأس إن جاز التعبير في هذه الحالة.
فقبيل نيل الأميرة للا سلمى لدبلوم مهندسة الدولة في المعلوميات، وفي سنتها الثالثة بشعبة نظام التدبير والمساعدة على اتخاذ القرار، دخلت للا سلمى مؤسسة «أونا» المملوكة للعائلة الملكية لقضاء فترة تدريب ميداني، وهناك التقت عام 1999 بولي العهد آنذاك مولاي محمد.
رغم لقاء للا سلمى بالملك وتوطد العلاقة بينهما واستعدادهما للزواج، إلا أنها استمرت بشكل طبيعي في مسارها الدراسي لنيل دبلوم مهندسة دولة، والذي تكلل باحتلالها المرتبة الأولى في دفعتها، ليتم بعد ذلك بنحو سنتين الاحتفال بالزفاف الذي دُعي إليه 400 عريس وعروس من مختلف أنحاء التراب الوطني، والذي تابعه الشعب المغربي الذي سيتعرف للمرة الأولى على طقوس زواج ملك البلاد.
لقد كان لزواج الملك من شابة من الشعب وإشراكه الشعب في حفل الزفاف وقع كبير على المغاربة والعالم، فكانت تلك واحدة من دلالات دخول المغرب عهدا جديدا دشنه ملك شاب له أسلوب ونهج مختلف كل الاختلاف عن والده الملك الراحل وجميع أجداده من ملوك الأسرة العلوية.
رغم منحها لقب «أميرة» الذي شكل سابقة في تاريخ المملكة، إلا أن ذلك لم يعن بأي شكل من الأشكال انفصال زوجة الملك عن أصولها الشعبية، حيث ظلت تزور جدتها في حي القبيبات الذي نشأت فيه، كما ظلت تحتفظ بعاداتها القديمة دون أن يكون ذلك عائقا أمام قدرتها على التحول من مواطنة عادية إلى زوجة ملك البلاد مع كل ما يتطلبه ذلك من التزامات ومهام ثقيلة.
للا سلمى.. ثورة ناعمة في البلاط العلوي

مقالات ذات صلة
جمعية ضاية الرومي تنفذ مبادرة لدعم ساكنة قرية آيت حسين
في إطار جهودها لتعزيز التنمية المحلية وتحسين ظروف العيش، قامت جمعية ضاية الرومي للرياضات المائية والحفاظ على البيئة بمبادرة اجتماعية [...]
مجلس بوعياش يعلن متابعته لملف الطفلة ملاك ويرفض نشر صورها ويدعو عدد من أفراد عائلتها للإفطار معها بمركز حماية الطفولة
أعلنت اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان بجهة الدار البيضاء – سطات، أنها تتابع بتكليف من رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وضعية [...]
مؤسسة إبداع تتناول “التنمر الإلكتروني بين الأسباب والنتائج والعلاج”
صوت العدالة / البيضاء نظمت مؤسسة إبداع بشراكة مع عمالة مقاطعة عين الشق بمركز إستقبال وتوجيه الأشخاص في صعبة ، يوماتحسيسيا حول “التنمر الإلكتروني بين الأسباب والنتائج والعلاج“ يوم06 مارس 2025 . اشرف على تأطيره الأخصائية النفسية الأستاذة أسماء بوجرش وأستاذة التنمية الذاتية الكوتش نوال مستطاع . و استفاذ من اليوم التحسيسي 18 شخصا من ساكنة عمالة مقاطعة عين الشق، حيت استهل بكلمة ترحيبية من إدارةمركز استقبال وتوجيه الأشخاص في وضعية صعبة تكلفت بها السيدة صفاء علواني وهي مسؤولة بالمركز للفت إنتباهالحضور للأدوار التي يقوم بها المركز في في محيطه و الإيجابي على ساكنة المنطقة للفت إنتباههم وتحضيريهمللخوض في الموضوع . إنتقلت الكلمة للكوتش نوال مستطاع أستاذة التنمية الذاتية التي أفردت في الوقوف على ماهية التنمر والتمييز بينأنواعه لاسيما النفسي والجسدي والتنمر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ودلك عبرالمنشورات والتعليقات المسيئةالتي تنشر على الصفحات والمجموعات في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يتم تداولها بسرعة كبيرة، نشر الصورالمسيئة والأخلاقية للآخرين سواءً أكانت صور حقيقية أو صور تم تعديلها بواسطة البرامج الالكترونية نشر التسجيلاتالصوتية للآخرين بدون علمهم عبر شبكة الإنترنت وكذلك اختراق الحسابات الإلكترونية الشخصية للآخرين بغرضالمراقبة والتجسس وسرقة البيانات الشخصية. كما أصهبت الأستاذة نوال مستطاع في شرح الأثار النفسية للتنمر الإلكتروني لاسيما لدى المراهقين والبالغين منقبيل رفض الذهاب إلى المدرسة أو القلق بشأن الذهاب إليها، مع انخفاض مستوى التحصيل الدراسي. علاوة على زيادةاحتمالية الإصابة بالعديد من الاضطرابات كالاضطرابات العصبية، واضطرابات النوم والشهية. انخفاض مستوىالنشاط والطاقة. زيادة الشعور بالذنب وإلقاء اللوم على النفس. زيادة الشعور بالخوف، وعدم الأمان مع الشعور المستمربالإجهاد والقلق والحزن. العزلة،وتجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية اجتماعية. ثم انتقلت الكلمة للأستاذة أسماء بوكرش تعرض توجد العديد من الأمورالتي يمكن القيام بها لتخفيف من آثار التعرضللتنمر لدى المراهقين، ومنها ما يأتي : طلب دعم المعلمين أو المدربين القريبين من المراهق. تعزيز الآباء شعور الثقة لدىالابن و تعليمه كيفية تجاهل المتنمر واستخدام لغة الجسد المناسبة التي يُمكن أن تؤثر في انطباع الآخرين عنه. محاولةالتحدث مع الشخص المتنمر، وأخبره أن سلوكه خطير وضار. التشجيع على المشاركة في برامج ومحاضرات مدرسيةخاصة بالحد من التنمر.
القليعة ..شاب ينهي حياة والديه بواسطة سكين
رشيد أنوار / صور العدالة اهتز حي بنعنفر بجماعة القليعة التابعة لعمالة إنزكان ايت ملول ، على وقع جريمة قتل [...]