كمال بن خالد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات بجهة مراكش آسفي، يشارك رفقة عدد من اعضاء الغرفة بأشغال مؤتمر الأمن الغذائي العربي، المنعقد على مدى يومي الاثنين والثلاثاء، بمراكش
يسعى هذا المؤتمر، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على مدى يومين، حول موضوع “الصناعة الغذائية ودورها في تحقيق الأمن الغذائي”، ليكون فضاءا للتفكير وتبادل الآراء في محاولة للتوصل الى حلول علمية ومستدامة للتحديات التي تواجه العالم العربي.
وفي كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، دعا رياض مزور وزير الصناعة والتجارة، إلى إحداث بورصة عربية لتحديد أسعار مبادلات المواد الغذائية وغير الغذائية، مؤكدا على ضرورة تحقيق التكامل في القدرات والإنتاج والتجارة بالبلدان العربية.
وأوضح مزور أن الهدف من الأمن الغذائي هو توفير مواد غذائية للشعوب العربية بأقل تكلفة، مشددا على ضرورة خلق ثورة تكنولوجية لضمان الأمن الغذائي للشعوب العربية.
من جانبه، أوضح مصطفى بايتاس الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة، المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن تحقيق الأمن الغذائي رهين بوجود بيئة مشجعة على الاستثمار في القطاع الفلاحي، منوها بالميثاق الجديد للاستثمار والذي تم إخراجه إلى حيز الوجود تنفيذا للتعليمات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي يستهدف تشجيع وتنمية الاستثمار وتوجيهه نحو قطاعات الأنشطة ذات الأولوية.
وقال بايتاس، إن المملكة المغربية أولت اهتماما خاصا بالقطاع الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي وتتبيث الاستقرار المجتمعي وترسيخ السيادة الوطنية، بفضل النظرة الاستباقية لجلالة الملك محمد السادس ، مشيرا الى أن المملكة، اعتمدت منذ سنة 2008 مخطط المغرب الاخضر كإستراتيجية فلاحية طموحة وآلية ناجعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية المستدامة.
وأوضح بايتاس، في هدا الصدد، أن القطاع الفلاحي أصبح مع هذا المخطط ليس فقط مصدرا لإنتاج الغذاء بل كأداة لتوفير فرص الشغل خاصة في العالم القروي، وكدعامة للرفع من الناتج الداخلي وتنمية الصادرات، وهو ما مكن من الرفع من الإنتاج الفلاحي والزيادة في حجم الاستثمارات الفلاحية وتحفيز باقي القطاعات الاقتصادية الأخرى.
وتوقف عند مخطط الجيل الأخضر2020- 2030 كإستراتيجية مكملة لتنمية فلاحية أكثر فعالية واستجابة للتحولات الطبيعية والتغيرات المناخية، مؤكدا أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى إعطاء الأولوية للعنصر البشري وتحقيق استدامة تنموية فلاحية، وذلك عبر خلق جيل جديد من الطبقة الفلاحية المتوسطة والمقاولين الشباب في القطاع الفلاحي والتنظيمات الفلاحية، والاهتمام بسلاسل الإنتاج ، وتحديث قنوات التوزيع، وإدماج التكنولوجية الحديثة ضمن بنية الإنتاج الفلاحي العام.
بدوره، أكد الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة، الرئيس الفخري لمجلس الأمناء بالمركز العربي الدولي لريادة الأعمال والاستتمارالتابع لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، رئيس مجلس أمناء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، على ضرورة الاستتمار في الزراعة المستدامة والذكية، وتبني الآليات الحديثة في إدارة المياه وصقل قدرات المزارعين في كيفية مواجهة التصحر، والعمل الجاد لتحقيق التكامل الاقتصادي والزراعي مع البلدان الافريقية، وايجاد صناديق استتمارية لتمويل الابتكار في المجال الزراعي.
ويشكل هدا المؤتمر، فرصة لإلقاء الضوء على أوضاع الأمن الغذائي والتصنيع الغذائي في العالم العربي، ومناسبة لاستعراض البدائل التكنولوجية العصرية المتاحة لمقاربة هذه القضية المحورية من خلال التعاون والتكامل بين جميع الأطراف المعنية، وبشراكة رئيسية من القطاع الخاص العربي وفي سياق التقدم في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 لجعل الزراعة والأغذية والأنظمة الغذائية أكثر استدامة، وذلك ارتكازا على العلم والتكنولوجيا والريادة والابتكار، وتعزيز وتشجيع الاستثمارات الزراعية والتصنيع الغذائي الذكي في العالم العربي، كما في الاستثمارات الخضراء والحلول الزراعية المستدامة وفي المحاور اللوجستية التي تلعب دوراً حيوياً في سلسلة توريد الصناعات الغذائية.
وسيجري، على هامش المؤتمر، تنظيم معرض للصناعات الغذائية، سيتيح للعارضين تقديم مختلف الابتكارات والانجازات في هذا المجال باعتبارها فرصة ثمينة لتعزيز العلاقات بين الفعاليات الوطنية ونظيرتها في العالم العربي بهدف إقامة شراكات قادرة على مواجهة تحديات الأمن الغذائي في الدول العربية.
ويهدف المؤتمر إلى فتح المزيد من الآفاق أمام المشروعات لاستخدام التكنولوجيا والاكتشافات الحديثة وتطبيقاتها الذكية في سبيل تحديث القطاعات الزراعية في البلاد العربية، والاطلاع على تجربة المملكة في مجال الأمن الغذائي والفرص الاستثمارية الواعدة، في إطار الرؤية المستقبلية للدولة.
كما يروم هدا الملتقى العربي، إفساح المجال للمتخصصين لنقل المعرفة وتبادل الخبرات بين رجال الأعمال والخبراء العرب والأجانب والمؤسسات العربية والدولية العاملة في مجال الأمن الغذائي، والصناعات الغذائية والاطلاع على التقنيات الحديثة المرتبطة ذات الصلة، وتفعيل التعاون العربي والدولي في هذه المجالات.
وتتوزع أشغال هذا المؤتمر، على خمسة محاور أساسية، تهم على الخصوص، الأمن الغذائي العربي (الأبعاد والتحديات والفرص)، الأمن الغذائي العربي (الواقع والآفاق)، القيادة والابتكار والتمويل من أجل زراعة مستدامة، الأمن الغذائي والصناعة الغذائية، دور التكنولوجية الذكية والخضراء في الزراعة والصناعة الغذائية.
