متابعة:شيماء فارس
في خطوة أثارت موجة من الغضب والصدمة، أقدمت المديرية الإقليمية للتعليم بالرحامنة على إصدار قرار يقضي بتحويل تلاميذ وتلميذات ثانوية الشريف الإدريسي إلى ثانوية رأس العين التأهيلية، وهو ما اعتبرته الأسر “قراراً كارثياً” يهدد مستقبل أبنائها ويدفعهم مباشرة نحو براثن الهدر المدرسي.
الأسر عبّرت عن رفضها القاطع لهذا القرار الذي جاء دون إشراك أو استشارة، مشيرة إلى أن أبناءها، خصوصاً الفتيات، يقطعون يومياً حوالي تسعة كيلومترات للوصول إلى مؤسستهم الأصلية، ليتفاجؤوا اليوم بزيادة ثمانية كيلومترات إضافية نحو المؤسسة الجديدة، أي ما مجموعه سبعة عشر كيلومتراً يومياً، في طرق وعرة وغير آمنة، وفي غياب كلي لوسائل النقل المدرسي.
هذا الواقع القاسي يضع التلميذات أمام مخاطر حقيقية تهدد سلامتهن الجسدية والنفسية، ويدفع عدداً كبيراً من الأسر إلى اتخاذ قرار بعدم تسجيل أبنائها هذا الموسم، معتبرين أن القرار لا يخدم مصلحة المتعلمين، بل يعرّضهم للضياع ويضرب في العمق الشعارات الرسمية المتعلقة بمحاربة الهدر المدرسي وتشجيع الفتاة القروية على متابعة دراستها.
واعتبرت الساكنة أن ما أقدمت عليه المندوبية الإقليمية للتعليم يمثل استهتاراً صارخاً بمصير التلاميذ واستخفافاً بمستقبلهم، محمّلة إياها كامل المسؤولية عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار، ومؤكدة استعدادها لخوض جميع الأشكال النضالية والاحتجاجية المشروعة دفاعاً عن حق أبنائها في تعليم قريب وآمن.
إن مستقبل التلاميذ ليس مجالاً للتجارب ولا حقل اختبار للقرارات المرتجلة، وعلى المديرية أن تتحمل مسؤوليتها كاملة وأن تتراجع فوراً عن هذا القرار الذي لا يمكن وصفه إلا بكونه قراراً كارثياً بكل المقاييس.

