صوت العدالة – المكتب الاقليمي
عرفت دار المواطن بتيفلت عشية الجمعة 27 يوليوز ،ثاني يوم من أيام المهرجان الثقافي الفني والرياضي لتيفلت،عرس فني بامتياز،أثثه نخبة من الشعراء من داخل المدينة وخارجها،أبوا إلا أن يشاركوا مدينة تيفلت فرحتها بهذا المولود الجديد.
فتعالت الكلمات الراقية للشعراء والشواعر ،ممزوجة بوصلات موسيقية تطرب القلب قبل الأذن،حتى تحول الفضاء الى منبع للحياة وقبلة للأحاسيس الجياشة.
انطلقت الأمسية الشعرية- والتي حضرها رئيس المجلس الجماعي السيد عبد الصمد عرشان وثلة من أعضاء المجلس ونخبة من الفنانين والشعراء بالاضافة الى مهتمين بالحقل الثقافي والفني بالمدينة- بوصلات موسيقية رائعة للفنان حسن عاطفي والفنان الرائع عبد الكريم عريبة،لتحلق الكلمة والنغمة في فضاء تيفلت الأبية،فغردت الزجالة الأمازيغية سعيدة كبير،ولبست ثوب الحب واستسلمت لأنغام السطور،حيث جعلت منها وطنا يحوي الجميع عربا وأمازيغ،لتلحق بها الشاعرة والمبدعة خديجة لمسيح،التي بدورها أرسلت رقاصها الى كل الحضور وفي يده ورود اختلفت ألوانها،وأرخت بضلالها على اللون والماء والضوء،عناصر كل الحياة.
وعلى نغمات الصمت،اقترب الزجال محمد الشتواني دون أن يعلم أن للوطن أجنحة تحميه،فصاح يرسم لوحات حب لوطن عزيز،لكن المتمرد محمد عرارة،عاتب وطنه ،عتاب المحب،وطلب من كلماته أن ترسو على جنبات الانتظار،على أمل أن يسطع يوم جديد، تتجانس فيه كل الألوان.
وتعالت الأصوات،واستمر صراع الكلمات،ما بين الوجودي والنازح القوي،والمتخفي،والممتنع،والمعاني،ومفاتيح الأنغام ،حيث سبح رشيد العماري وبعده مصطفى سرحان وسميرة جودي،التي أبت إلا أن تطفو فوق بحيرة النغمات في أعماق الوجود،انتشلها الزجال الفيلسوف ادريس الهكار بكشكول شمل كل الصور،الصور التي رفض أحمد السبتي أن ترسو على محرابه،فطاردها على صفحاته في صمت كبير.
وما بين الصمت والعمق،تصارعت المعاني،وغابت أحيانا الصور،في انتظار مركب جديد،قد يحمل أسماء جديدة ،أكيد ستجعل من الكلمة منطلق نحو ثقافة جديدة بالمدينة الشاعرة كما يحلو للزجال العربي ادريس بلعطار أن يسميها. والجميل في الأمسية ،أن كل الشعراء والشواعر لبوا طلب المدينة،حيث قال أحدهم ” لنتجاوز الخطوط،من أجل مدينة راقية “.