الرئيسية وكالات في رد بئيس،الجزائر تطرد أكثر من ٱلف مهاجر افريقي في ظروف غير إنسانية

في رد بئيس،الجزائر تطرد أكثر من ٱلف مهاجر افريقي في ظروف غير إنسانية

584b07a6c36188e0798b4704
كتبه كتب في 23 أبريل، 2025 - 4:43 مساءً

قامت السلطات الجزائرية، كعادتها عندما تحس بالعزلة ،السبت الماضي ، بترحيل مئات المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، من بينهم نساء وأطفال، إلى منطقة صحراوية تعرف بـ”النقطة صفر”، الواقعة على بعد 15 كيلومتراً من مدينة “أصامكا” في شمال النيجر.

وحسب وكالة الاخبار الاسبانية “ايفي” ، فإن عدد المرحّلين بلغ 1,141 مهاجراً، تم التخلي عنهم في منطقة قاحلة دون توفير أي مياه أو مؤونة غذائية، ما اضطرهم إلى قطع مسافة طويلة سيراً على الأقدام للوصول إلى أقرب منطقة مأهولة في النيجر.

وأضاف التقرير أن بين هؤلاء المطرودين 41 امرأة و12 طفلاً، وفقاً لما وثقته شرطة النيجر بالتعاون مع المنظمات الإنسانية المنتشرة في منطقة “أصامكا”.

وأكد عبدو عزيز شهو، المنسق الوطني لمنظمة “APS”، في تصريحه لوكالة “إيفي”، أن هذه الحملة ليست معزولة، بل من المتوقع أن تستمر عمليات الترحيل خلال الأيام القادمة، مبرزاً أن الجزائر قامت منذ مطلع شهر أبريل الجاري بطرد نحو 4 آلاف مهاجر إلى نفس النقطة الحدودية.

وسلط التقرير الضوء على شهادات المنظمات الإنسانية التي توثق حالات من العنف الجسدي ضد بعض المهاجرين خلال عمليات الطرد، إضافة إلى تسجيل وفيات في صفوفهم أثناء رحلاتهم الشاقة من “النقطة صفر” إلى “أصامكا”.

كما أشار شهو إلى أن عدداً من المهاجرين الذين شملهم الترحيل كانوا يحملون وثائق إقامة رسمية وتصاريح عمل في الجزائر، غير أن هذه الوثائق لم تشفع لهم، وتم اعتقالهم بشكل جماعي، وهو ما وصفه بانتهاك صارخ للمعاهدات الدولية المتعلقة بحقوق المهاجرين.

ويأتي هذا التصعيد في وقت تمر فيه علاقات الجزائر مع دول الساحل، خصوصاً النيجر ومالي وبوركينا فاسو، بمرحلة توتر شديد، عقب تشكيل هذه الأخيرة لتحالف إقليمي لمواجهة أي تهديد لسيادتها الوطنية.

وكانت النيجر قد استدعت سفيرها لدى الجزائر، تضامناً مع مالي التي أقدمت على خطوة مماثلة بعد إسقاط الجيش الجزائري لطائرة مسيرة مالية في شمال مالي، كانت تنفذ مهمة ضد قادة حركة “أزواد” الانفصالية، في حين عبّرت بوركينا فاسو بدورها عن الموقف ذاته ضمن إطار التحالف الثلاثي.

وتُقرأ هذه الخطوات الجزائرية، بحسب المراقبين، على أنها محاولة للضغط على نيامي عبر تصدير أزمة المهاجرين، كرد فعل على موقفها المتضامن مع باماكو في النزاع المتصاعد مع الجزائر.

الجدير بالذكر أن النيجر سبق أن وجّهت انتقادات متكررة للجزائر بسبب ترحيل المهاجرين إلى حدودها، ما يفتح المجال أمام تصعيد دبلوماسي جديد بين البلدين.

مشاركة