الرئيسية أخبار وطنية في حضور مستشار الملك: مهرجان السينما والذاكرة المشتركة يحتفل بالإنصاف والمصالحة

في حضور مستشار الملك: مهرجان السينما والذاكرة المشتركة يحتفل بالإنصاف والمصالحة

IMG 4412
كتبه كتب في 16 نوفمبر، 2025 - 11:44 صباحًا

صوت العدالة: محمد زريوح

شهدت مدينة الناظور في مساء السبت انطلاق فعاليات الدورة الرابعة عشرة لمهرجان السينما والذاكرة المشتركة، الذي يعد واحداً من أبرز الفعاليات الثقافية التي تسلط الضوء على قضايا حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية. وافتتح المهرجان بتكريم عدد من الشخصيات الرفيعة التي قدمت إسهامات كبيرة في مجالات الحقوق الإنسانية، من بينهم المستشار الملكي عمر عزيمان، الشاعرة الأميرة الكويتية سعاد الصباح، المخرج المغربي محمد عبد الرحمن التازي، الممثل المغربي الفرنسي سعيد التغماوي، والوزيرة الفرنسية المغربية السابقة نجاة فالو بلقاسم.

وفي كلمة له، أعرب عبد السلام بوطيب، المدير المؤسس للمهرجان، عن فخره بإطلاق هذه الدورة التي تمثل استمراراً لمشروع مركز الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلام، الذي يهدف إلى توفير فضاء حواري وحر للحديث عن القيم الإنسانية، الديمقراطية، والسلام. وأضاف بوطيب أن هذا المهرجان يعكس التزاماً عميقاً بتعزيز العدالة الانتقالية، ليس فقط على مستوى المغرب ولكن على الصعيدين الإقليمي والدولي، في سياق عالم يعاني من الانقسامات والأيديولوجيات المتطرفة.

كما أشاد بوطيب بما تحقق من انتصارات على الصعيدين السياسي والاجتماعي في المغرب، وخاصةً ما يتعلق بالقضية الوطنية، مؤكداً على أن الحل الواقعي الذي يتبناه المغرب بشأن الصحراء المغربية، المتمثل في الحكم الذاتي، هو الحل الأكثر مصداقية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأكد أن هذه الدورة تأتي في وقت حاسم، حيث تسعى المملكة لترسيخ مكانتها بين الأمم الكبرى من خلال تبني مسار إصلاحي يستند إلى الاستقرار الداخلي وتعزيز الوحدة الوطنية.

أما تكريم المستشار الملكي عمر عزيمان، فقد جاء تقديراً لإسهاماته البارزة في بناء وإرساء مبادئ العدالة الانتقالية في المغرب. وفي كلمته، أعرب عزيمان عن فخره بهذا التكريم، مؤكداً أن “العمل الملتزم بقيم الوفاء للمبادئ الإنسانية يعود بالنفع الكبير على المجتمع والدولة”. كما شدد على أن تجربة المغرب في مجال الإنصاف والمصالحة كانت رائدة وغير مسبوقة في المنطقة المغاربية والعربية، حيث تمثل نموذجاً حياً للإرادة السياسية والشجاعة المجتمعية.

فيما خص تكريم الشاعرة سعاد الصباح، فقد كانت كلماتها بمثابة دعوة صادقة للسلام والعدالة في عالم يعاني من النزاعات والظلم. تحدثت الصباح عن حلمها بعالم خالٍ من الجوع والعنف، وركزت على أهمية الكلمة في بناء الجسور بين الشعوب، معتبرةً أن الثقافة هي السبيل الوحيد لنقلنا من ظلمات الجهل إلى نور الإنسانية. كما عبرت عن دعمها الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية، مؤكدة أن المرأة هي شريك أساسي في بناء المجتمعات، وأن “الكلمة ليست ترفاً بل سلاحاً للتغيير”.

وخلال تكريمها، أكدت سعاد الصباح أن هذا التكريم من المغرب يمثل “عهدًا جديدًا” في مسيرتها الأدبية والإنسانية، واعدة بمواصلة الكتابة والإبداع والنضال من أجل حقوق الإنسان. وأضافت أن الكلمات التي تكتبها يجب أن تكون بمثابة شعلة أمل تضيء درب الإنسانية، داعيةً الجميع إلى التكاتف من أجل نشر ثقافة السلام والتعايش.

ختامًا، عبّر جميع المكرمين عن امتنانهم لهذا التكريم، الذي اعتبروه ليس فقط تقديراً لجهودهم، بل أيضًا تحفيزاً للاستمرار في العمل على تعزيز القيم الإنسانية والحقوقية في مجتمعاتهم. وقد أكدوا أن هذا الحدث الثقافي يمثل فرصة هامة لتجديد الالتزام بالعدالة الاجتماعية، ويعكس الإرادة المشتركة لبناء عالم أكثر إنصافاً وسلاماً.

مشاركة