اجتاح فيروس كورونا المستجد كوفيد 19 العالم، والمغرب كان سباقا له بسن عدة اجراءاءات وتدابير احترازية للتصدي له، حفاظا على سلامة المواطنين والمواطنات، من تفشي هذا الوباء في اوساطهم، من ذلك حثهم على التزام بيوتهم، فيما يعرف بالحجر الصحي المنزلي.
إن فترة الحجر الصحي كانت فرصة للانسان ان يقرأ ويبدع، في زمن كورنا ،حيث عبر الشعراء بقصائدهم، والفنانون التشكيليون بلوحاتهم، والمطربون والفنانون بأغانيهم، اما فرادى اوجماعات…
هكذا فكر رواد الظاهرة الغيوانية بالمغرب ،عرب وأمازيغ، لإنتاج اغنية عن بعد موسومة ب” كورونا عمت” ، إذ انبثقت فكرتهم من عاصمة سوس، مدينة اگادير، حيث جمع بعض الفنانين الامازيغيين المنتمين لبعض المجموعات الموسيقية، قصد الاشتغال على عمل فني موحد بالامازيغية، يتم التعبير، من خلاله، عن روح التضامن، وتثمين المجهودات المبذولة من اجل محاربة وباء كورونا.
تطورت هذه الفكرة، على مرحلتين مهمتين: أولاهما ان يجمع هذا العمل بين العربية والامازيغية ، اما الثانية فقد جاءت لتغتنم هذه الفرصة، وتتقدم بتكريم لهذا المتن الموسيقي، من خلال اعتماد بعض الحان المدرسة الام عربيا (ناس الغيوان)، والمدرسة الام امازيغيا (إزنزارن).
من هذا المنطلق بدأ الفنانون المشاركون في الأشغال، عن بعد، كل من بيته، وكل بالامكانيات البسيطة المتوفرة لديه، على كتابة الكلمات وتركيبها على الحان قد يقول البعض انه سبق استهلاكها، لكن من جانبنا نقول انها أعيدت بتوزيع جديد، مع اعتماد كلمات جد بسيطة، تصل الى كل المسام، في اطار التحسيس بمخاطر فيروس كورونا المستجد.
وعليه فكل اطوار ومراحل العمل تمت بوسائل شخصية، حيث كان اعتماد الهواتف الشخصية للفنانين المشاركين هو الوسيلة الوحيدة للاشتغال، إن على مستوى التسجيلات الصوتية أو على مستوى التصوير.
يعتبر الفنانون عملهم المتواضع هذا، مبادرة تطوعية فنية ، لخلق الحس التشاركي لدى الفنانين، ليس المراد منها التقييم الفني ، بقدر ما يراد منها، تبليغ الرسالة حول خطورة الوضع، وضرورة الالتزام بقواعد الحجر الصحي، إلى ان يرفع الله عنا هذا الوباء.
وكم تمنوا ان يكونوا قد ساهموا، ولو بشكل بسيط ومبسط، في التوعية ضد خطورة الوباء، وابرزوا ان الفنان المغربي دائما متواجد ومستعد لتلبية نداء هذا الوطن العزيز.
وسم هؤلاء الفنانون عملهم الغنائي المشترك ب “كُورنَا عَمَّتْ”.
من أداء:
- فيصل الفقير ومحمد بوضاض: مجموعة السهام.
- مولاي اسماعيل السملالي: مجموعة إكَيدار.
- يوسف مستاوي : مجموعة اخوان مستوى.
- سعيد الوئام اسف: مجموعة الوئام.
- رضوان ريفق: مجموعة ناس الحال/كَناوة يوم الا.
كلمات: رضوان ريفق و مولاي اسماعيل الملالي.
الحان: ناس الغيوان و ازنزارن.
توزيع وتوضيب الصوت: سعيد الوئام اسف، ومحمد بوضاض.
الادارة الفنية: فيصل الفقير، ويوسف مستوى.
فكرة وتنيسق : مولاي إسماعيل السملالي.
مونطاج واخراج : احمد بايدو.
تجدر الإشارة إلى أنه تم إنجاز هذا العمل بامكانيات محدودة، نظرا لالتزام كل الفنانين واحترامهم للحجر الصحي المنزلي، حفاظا على صحتهم وسلامة وطننا، رافعين شعارا “لنتضامن سويًا من اجل مستقبل الجميع”.