رشيد دويري علوي
عالجت المسرحية مجموعة من المواضيع المتداخلة و المتضادة في قالب من الفكاهة السوداء خيوطها ثلاث ممثلين جمعتهم الاقدار في مكان واحد وهو مكان التصوير (ستوديو) هو الفضاء الذي سيكون حلبة صراع بين الشخصيات الثلات ولكل دوافعه و أسبابه النفسية و السيكولوجية و كذلك السوسيولوجية والثقافية بمختلف التباينات و الإختلافات في إطار فرض الذات لكل واحد منهم على حدى ومحاولة منهم تفريغ كل مكبوتاتهم الإجتماعية و النفسية في هذا المجال الذي هو عبارة عن سفينة تلاطمتها أمواج الصدف و إكراهات الحياة لينشب الصراع بين الثلات الشخصيات في إطار لمن ستؤول السيطرة على البلاطو التصوير .
الكل له موهبة وفن يحاول من خلاله إيجاد موطأ قدم لإثبات براعته ومدى أهليته ليكون نجما تتهاثف عليه كل الصحف و الملتقيات و المهرجانات سواء بنسبة للفنان التشكيلي عامر الذي يحلم بأن تملأ المعارض بلوحاته الفنية، و كذلك حميد الملقب بالنزق الذي يرى نفسه أن له الأحقية بأن يكون نجم الشباك بدون منازع، وأحلام الجميلة التي ترى في نفسها إحدى نجمات الزمن الجميل .
إلا أن كل هذه الرغبات و الطموح من لدن هؤالاء الأطراف المتصارعة تجد نفسها في مواجهة الواقع المر المليئ بالانتهازية و المحسوبية و عدم الكفأة من طرف الوصولين و المتطفلين على المجال الفني بجميع تلاوينه و فروعه هم من يرتقون ويعرجون إلى المراتب العليا وهذا ماجعل الشخصيات الثلاث تشعر بحيف وإقصاء من جراء مثل هذه التلاعبات في المجال الفني مما جعلهم يبحثون على لقمت العيش في بلاطويات التصوير لضمان جزء من الكرامة الإنسانية المفقودة ومحاولة منهم تحيين الفرصة المناسبة لإبراز مواهبهم و القول ها أنا موجود بفني بإبداعي بإلهامي الغني بكل ماهو جميل وإثبات أحقيتهم في مشروعية المكانة التي بلغها الوصولين وأشباه الفنانين الذين اضرو بالميدان عامة واضرو بهم خاصة.
لهذا قدمت فرقة هيبأرت للمسرح مسرحية ça tourne بشراكة مع مؤسسة كان يا مكان غدا
هذا العمل هو من تأليف الفنان حسن بوعشراوي، درماتورجيا و إخراج الفنانة هند ضافر، الإدارة الفنية توفيق محمد لمعلم، سينوغرافيا محمد الشاح، تشخيص : الفنان عبد لله المستحي و الفنان عزيز مشكورو الفنانة نيسرين اسموني، كان في إدارة الخشبة حسن إسماعلي علوي، المحافظة العامة آية البزراتي، الإدارة الثقنية إلياس المربوح أمين المريني وهديل طبيب و سفيان المزايني مهدي المنور ، إنتاج و إدارة الفرقة عتمان لبيض
جمعية هيبارت للثقافة و الفنون.






