غزوة بدر.. ملحمة كبرى في تاريخ الاسلام

نشر في: آخر تحديث:


عبد الكريم زهرات/ صوت العدالة

تحل اليوم 17 رمضان ذكرى معركة حاسمة في تاريخ المواجهة بين الحق والباطل، حيث انتصر المسلمون انتصارا ساحقا في هذه المعركة الخالدة التي لازل العالم الإسلامي يتذكرها، ويأخذ العبر من رجالاتها الذين عبدوا بدمائهم الطريق لهذا الدين، لكي ينتشر نوره في العالم.

وقعت هذه المعركة يوم 17 رمضان السنة الثانية للهجرة بأرض بدر وهي محطة لمرور القوافل المتجهة إلى الشام والعائدة إلى مكة المكرمة، وكانت تمثل سوقاً من أسواق العرب المشهورة ساعدها في ذلك موقعها الجغرافي بين مكة والمدينة أسفل وادي الصفراء.

فبعد أن وصل إلى علم المسلمين أن قافلة لقريش تتحرك عائدة من الشام بقيادة أبي سفيان، انتدب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للخروج لاعتراض القافلة، لكن ابا سفيان علم بذلك، فسلك بها طريق الساحل، وبعث إلى أهل مكة يخبرها بخروج المسلمين لاعتراض القافلة، فتأهبت قريش لقتال المسلمين دفاعا عنها وخرجت في حوالي ألف مقاتل. وبعد تأكد أهل مكة من نجاتها اختلفوا فيما بينهم، فريق يرى بضرورة الرجوع دون قتال المسلمين لأن سبب الخروج قد انتفى بنجاة القافلة. وفريق أصر على المواجهة، وكانت الأغلبية للفريق الثاني.

لما بلغ إلى علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قريش مصرة على قتال المسلمين، استشار أصحابه الذين اكدوا كلهم على جاهزيتهم للقتال معه. ووصل المسلمون إلى منطقة بدر قبل المشركين وتأهبوا للقتال وبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من دعاء ربه بالنصر للمسلمين.

بدأت المعركة بمبارزات فردية، حيث تقدم عتبة بن ربيعة، وتبعه ابنه الوليد، وأخوه شيبة طالبين المبارزة، فخرج لهم شباب من الأنصار، فرفضوا مبارزتهم طالبين مبارزة بني عمومتهم، فأمر صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، وحمزة بن عبد المطلب، وعبيدة بن الحارث رضي الله عنهم جميعا ، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي شيبة، وجرح عبيدة والوليد كل واحد منهما صاحبه، ثم مال علي وحمزة على الوليد فقتلاه، واحتملا عبيدة.

وبدأت المعركة وكان المسلمون أقل عددا وعتادا من المشركين، وامد الله سبحانه وتعالى المسلمين بالملائكة يقاتلون معهم يوم المعركة، قال تعالى: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَٱسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِّنَ ٱلْمَلاۤئِكَةِ مُرْدِفِينَ * وَمَا جَعَلَهُ ٱللَّهُ إِلاَّ بُشْرَىٰ وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [الأنفال: 9-10]. وانتهت بانتصار ساحق للمسلمين، وفقدت قريش أعظم رجالاتها كأبي جهل وعمرو بن هشام، وأمية بن خلف… واسر منهم سبعون رجلاً، وفر بقية المشركين تاركين ورائهم غنائم كثيرة في أرض المعركة، وسقط في المعركة من المسلمين أربعة عشر شهيدًا.

شكل هذا النصر الساحق للمسلمين بداية فترة جديدة من تاريخ المواجهة بين المسلمين والمشركين، حيث كسبوا هيبة كبيرة لدى القبائل العربية في كافة انحاء الجزيرة العربية، وبدأ عدد المسلمين في الازدياد بعد أن اعتنق الكثير الإسلام، وبذلك أعلى الله كلمة الايمان على كلمة الكفر والباطل.

اقرأ أيضاً: