غزلان معروف فنانة تشكيلية تشتغل على الوطني بإمكانيات بسيطة

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – عبد السلام اسريفي

غزلان معروف اسم مغمور جدا، رغم أنه يتداول بشكل كبير داخل أوساط الفنانين التشكيليين،لم تنصفها الريشة ولا الصورة، لأنها بكل بساطة تستعمل ريشتها للوطني وللمواطن، ولا يهمها أن يسطع إسمها في المحافل الوطنية والدولية بقدر ما يهمها أن تجسد حبها لوطنها ولملكها في لوحات جد عادية ولكن عميقة جدا.

هي من مواليد 1980 بتيفلت،اهتمامها بالعمل الجمعوي لم يترك لها الوقت الكافي للريشة والتعبير عن حبها لوطنها،لكنها كانت دائما تحلم بأن تصنع لنفسها إسم وسط المشهد الفني والثقافي بالمغرب.بداياتها الأولى مع الريشة كانت بلوحة للمسيرة الخضراء، تقول غزلان ” حاولت أن أجسد حبي لوطني ولملكي، فرسمت لوحة تعبر عن ما وراء المسيرة الخضراء، عن حب المواطن لأرضه، عن عزمه لاجتياز الحدود، عن رغبته في استقلال الصحراء،لأني ابنة مقاوم، قدم الكثير للوطن وزرع فينا نحن أبناءه حب الوطن والملك، رغم أنه لم ينصف في حياته وحتى بعد مماته”

غزلان معروف، شاركت في المهرجان الثقافي والفني والرياضي في نسخته الأولى لمدينة تيفلت،عرضت لوحات وطنية، ربما تظهر للوهلة الأولى أنها عادية وواقعية، بسبب استعمالها لألوان طبيعية وزيوت عادية، لكن، بعض الفنانين الذين رأو اللوحات، قالوا عنها أنها عميقة وتحمل دلالات افتقدناها، وشبهها بالفنانة الشعيبية التي كانت ترسم العادي لتعبر عن عمق الأشياء،سألنا غزلان عن سبب استعمالها للصباغة العادية والزيوت فقالت لكي تقدم لوحة وعمل جيد، لا بد بالاضافة للفكرة أن تتوفر على أدوات عمل محترفة  ( صباغة من النوع الجيد، زيوت ذات الجودة العادية، إطارات …)،دون هذا العمل مهما كان عميقا ومتميزا، يراه البعض عادي ومستهلك، لذلك، أفضل العمل في شروط عادية ولكن أرغب في أن تقرأ لوحاتي بعين جميلة مواطنة “.

وتسعى غزلان معروف الى التعريف بالقضية الوطنية من خلال لوحاتها العادية،بتقديم ملخص مصور بالريشة عن أحداث وطنية، مرت في صمت، لكنها ترغب في تمريرها الى الجيل الحالي والقادم، لأنها ” مهمة ومن العار أن يتم تهميشها وعولمتها، لانها مرجع يجب أن يبقى لكل الأجيال، كمنبع يقوي حماسنا ويزرع فينا الثقة والطموح والأمر يتعلق بحدث المسيرة الخضراء المظفرة”.

هذا وتشتغل غزلان معروف على قضايا مختلفة ذات طابع وطني مهم،وترفض أن يتم تهميشها في الحقل الفني، لأنها تحس أن بداخلها أشياء لا زالت لم تخرج للوجود” بداخلي أمور أريدها أن تخرد على شكل ألوان وخطوط، فلا يعقل أن نظلم مرتين”.

للإشارة، فغزلان ابنة مقاوم معروف، قدم الغالي والنفيس في سبيل وطنه، لكن همش في حياته ولم يتلقى الدعم اللازم ولا التعويض الضروري للعيش في كرامة، حتى رحل في صمت ولا زالت أسرته تطمح في التفاتة صغيرة عرفانا بما قدمه به المقاوم في حياته للوطن والمواطن.

اقرأ أيضاً: