عيون تستنجد من أجل البقاء.. رمان تماسين، الثروة المفقودة!

نشر في: آخر تحديث:

من إنجاز عبد النبي الطوسي رفقة الصحفيون الشباب بالمديرية الإقليمية سطات

رمان تماسين ثروة غذائية

تتواجد منطقة تماسين على بعد 25 كلم جنوب مدينة سطات في اتجاه مراكش، اشتهرت برمانها وعيونها المتدفقة ، تنتمي لقيادة الثوالث جماعة خميس سيدي محمد بن رحال، رمانها الجميل يستقطب الزائرين من كل الأنحاء، اغتنت المنطقة وتغنت برمانها حتى أصبحت تستقطب الزوار حتى من خارج البلاد.

يكثر الطلب على الرمان بصفة عامة ورمان تماسين بصفة خاصة، نظرا لجودته، ولما يحتوي عليه من الفوائد الغذائية و الطبية القيمة وما يتوفر عليه من عناصر غذائية مهمة، و تعرف هذه الفاكهة باحتوائها على كمية كبيرة من السكر تفوق تلك الموجودة في البرتقال و المشمش و الخوخ و البرقوق. و يمكن استهلاك الرمان كعصير أو تناول الحب طازجا، و شجيرة الرمان لها أغصان متدلية، في أطرافها أشواك، وأغصانها وأوراقها تميل إلى اللون الأحمر.، وأزهارها حمراء فاتحة اللون جميلة المنظر، والثمرة كروية الشكل.

اهتمام ساكنة تماسين بشجرة الرمان يرجع بالأساس حسب ” عبدالكريم أبو سير” فاعل جمعية. ورئيس جمعية آباء وأولياء تلاميذ مجموعة مدارس تماسين. و أحد مزارعي الرمان بمنطقة تماسين إلى وفرة المياه بالمنطقة وكثرة العيون بها ، إضافة إلى أن زراعة الرمان قليلة التكاليف، ولا تحتاج إلى الكثير من الاهتمام والعناية والأيدي العاملة مقارنة مع الأشجار المثمرة الأخرى، لان نجاحها كمحصول اقتصادي يتوقف على توفر مياه الري الكافية.

وأشار إلى أن أغلب الفلاحين دأبوا على تعويض شجر الزيتون بشجر الرمان بسبب التكاليف العالية التي تحتاجها زراعة أشجار الزيتون، والأمراض التي تصيبها، إضافة إلى زيادة الطلب على ثمار الرمان نظراً لأهميتها الغذائية.

قلة المياه وبداية الأزمة

على بعد أمثار قليلة من الطريق الوطنية رقم 19 التي تخترق الجماعة، توجد “عين تماسين”، و عين تماسين هي أكبر عيون المنطقة واعتبرت إلى وقت قريب أسخاها من المياه، عند الاقتراب منها نكتشف بأنها تحولت إلى ما يشبه الحفرة الكبيرة بعد أن جفت من المياه، وتحولت جنباتها إلى أحراش. يخبرنا “بوشعيب خميلي” وهو رئيس لتعاونية رمان تماسين، بأن جفاف العين بشكل كامل يعود لست سنوات مضت، وعن الأسباب يوضح “بوشعيب” بلغة يطبعها الحزن، “انطلقت الحكاية بحفر آبار مجاورة للعين من قبل بعض السكان، سرعان ما أصبح حفر الآبار موضة محلية بامتياز خصوصا وأن الأمر لا يستلزم استصدار رخص كما هو معمول به في هذا المجال، ليصل العدد التقريبي للآبار المحفورة في حدود 1000، الأمر الذي أثر في الفرشة المائية وجعل العين تجف وهي التي كانت تؤمن سقي حوالي 300 هكتار من بساتين الرمان، وحوالي 400 “خيمة”. واليوم، بعد جفاف العين يضيف الجمعوي” بوشعيب” نضبت مياه الآبار أيضا ليعم المشكل الجميع، بعد أن كان ترشيد وعقلنة استغلال العين من طرف الجميع كفيلا بالحفاظ عليها والاستفادة من مياهها”.

البحث عن الثروة المائية، وفك العزلة

اليوم وبعد أن أصبحت المياه شبع منعدمة،طالب العديد من فلاحي المنطقة ومن خلال وقفات احتجاجية ورسائل للمسؤولين والمعنيين بمدينة سطات إلى التدخل العاجل لإيجاد حلول تساعد في إنقاذ شجرة الرمان من الضياع والاندثار، وبالتالي إنقاذ منطقة تماسين من الفقر والهشاشة.

بداية لحل الأزمة صدرت تعليمات صارمة من عامل اقليم سطات إلى السلطات المحلية بالاقليم، تؤكد على عدم التساهل مع حفر الآبار العشوائية، وإخضاع الأمر برمته للقوانين الجاري بها العمل في هذا المجال.

اقرأ أيضاً: