بقلم: د. الحسين العطشان ( مكتب مراكش )
ما جرى في الأمم المتحدة لم يكن اجتماعاً دبلوماسياً، بل كان عرضاً كوميدياً أسود كشف حجم الإفلاس السياسي لدى النظام الجزائري. فقد ظهر مبعوث الجزائر وكأنه حامل نعش وهم عمره نصف قرن، يستجدي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن ينتشل نظامه من الغرق بـ“فيتو إسعافي”… وكأن الفيتو دواء سحري لإحياء مشروع مات وشُيّع منذ سنوات!
مشهد مرتبك ومضحك حدّ الشفقة… ينقصه عازف كمان ونشيج درامي ليكتمل سقوط آخر ورقة توت عن “دبلوماسية الخراب”.
دموع تتساقط… وملفات تَحترق!
شهود من داخل الجلسة أكدوا أن المبعوث الجزائري لم يستوِع أن العالم خرج من نفق الخرافات التي غذّاها بومدين والقذافي. مجلس الأمن اليوم يتحرك بمنطق:
الشرعية الدولية، الاستقرار الإقليمي، واحترام التاريخ والجغرافيا.
لكن المبعوث، وكأنه في حالة صدمة كهربائية، انفجر قائلاً بصوت مرتجف:
“هذا غير ممكن… نريد فيتو! فيتو الآن!”
أي دبلوماسية هذه التي تتحوّل فيها قاعة مجلس الأمن إلى غرفة بكاء سياسي؟
كابرانات المرادية… من “ثورة التحرير” إلى “مسرح التهريج”
بعد نصف قرن من الصراخ، صرفت فيه الجزائر مليارات الدولارات على شراء الذمم، وتحريك لوبيات، وتمويل “جمهورية كرتونية” بلا أرض ولا شعب، جاء القرار الأممي صارخاً:
الصحراء مغربية
الحكم الذاتي حلّ واقعي وذي مصداقية
والقطار انطلق… ومن تخلف فليلحق إن استطاع
سؤال واحد يطارد الكابرانات اليوم:
كيف سنواجه الشعب ونخبره أننا بددنا ثروة الغاز على وهم، بينما كان يمكن أن تُبنى بها جزائر حديثة تليق بشعبها؟
لافروف… الذي أجاب بلغة لا تحتاج مترجماً
لافروف، وهو يدرك أن الطلب مهين لروسيا قبل غيرها، ردّ ببرود دبلوماسي قاطع:
“روسيا لا تستخدم الفيتو لترميم أحلام منهارة أو لإنعاش ملفات لفظت أنفاسها.”
رسالة واضحة: موسكو لن تتورط في لعب دور المهرّج لإنقاذ كبرياء جنرالات فقدوا البوصلة.
المغرب يشيد دولة… والجزائر تشيد وهماً
بينما يتحرك المغرب فوق الأرض بمشاريع عملاقة في الأقاليم الجنوبية — موانئ، طاقة، طرق، استثمارات، أمن واستقرار — تنشغل الجزائر بتكديس التصريحات، وبيع الأحلام داخل زجاجات بروباغندا تُفتح فقط داخل إعلامها الرسمي.
مؤلم لشعب عظيم كالشعب الجزائري أن يُختزل مستقبله في لعبة عناد قادها جنرالات ما زالوا يعتقدون أن العالم متجمّد في سنة 1975.
الخلاصة التي تحرق الأصابع
ما حدث في تلك الليلة كشف بالوضوح الكامل:
قضية الصحراء ليست مشكل المغرب… بل عقدة الجزائر.
وإذا كان البعض يظن أن الضغط والبكاء والصراخ سيُعيد رسم الخرائط، فالواقع اليوم يصفعهم:
الجغرافيا لا تُغيَّر بالدموع…
بل تُغيّر بالإنجازات، والقوة، واحترام منطق التاريخ.
رسالة أخيرة… بلا مجاملة
قبل ركضكم وراء “فيتو جديد”…
اختبروا أولاً جرعة عالية من فيتامين R:
R = Réalité = الحقيقة
الحقيقة التي تحاربونها منذ 50 سنة، وتغلفونها بطبقات من الأكاذيب، بينما تتقدم المنطقة بدونكم.

