الرئيسية آراء وأقلام عقد الإذعان المدرسي….

عقد الإذعان المدرسي….

13920702 1572199499748440 7344000998534638288 n.jpg
كتبه كتب في 5 سبتمبر، 2016 - 1:13 صباحًا

عقد الإذعان المدرسي….”

لماذا يتأفف الحاج سليمان من ارتفاع معدل الهدر المدرسي و لماذا يتساءل “بوجمعة..”عن معنى الهدر و لماذا يقترح استبداله بمصطلح الخروج الإضطراري من المدرسة و عدم استكمال التعليم …؟؟ فهذا عنده أبلغ لأن الأمر لا يتعلق بالهدر و إنما “بالغدر…” ولذلك يتساءل “سي بوجمعة “عن السر في عدم تسمية الأمور بمسمياتها فنقول “الغدر”المدرسي و ليس “الهدر” المدرسي …؟!

….في حقيقة الأمر لم أعر لتساؤل “بوجمعة ” بالا، و لا لتأفف “الحاج سليمان” اهتماما، و ذلك لأن منظر “سي العربي” شدني إليه …كان يلعن و يقذف و قد ذكرني منظره المأسوف عليه بمنظره المبكي العام المنصرم…. حين ألفيته يقذف و يقصف و يبرق و يرعد و يلعن….نفس منظره أعيد هذا العام، و قد صادفته قافلا من مدرسة”حك جيبك”…صادفته و هو ينظر ثم يعيد النظر في ورقة مكتوب عليها بعض طلاسم و أرقام مسترسلة ، عمودية و أخرى أفقية…

لم أستطع أن أتجاوزه دون أن أبادره بالسلام كما هي عادتي..فاجأني بقول لم أعهده فيه..بمجرد ما ختمت قولي “بالسلام عليكم” حتى بادرني بالقول:
“أي سلام…؟؟ و هل عاشته دولة الغابون حتى يعيشه خالك العربي؟…أي سلام و مدير مدرية”حك جيبك” ” أهانني، و الأمر من ذلك أنني لم أستطع رد الإهانة كما لم أجد حولي من يأخد مظلمتي و يرد إهاناتي..وا أسفا على تعليم يقاس بما يقاس به الشعير و الرمل و “الزفت”..صار يوزن و يكال….أين نحن من قول الإمام الشافعي “من رزق الحجى ،حرم الغنى..ضدان متفرقان أي تفرق…”صار الحجى و الغنى يجتمعان…..الكل يريد شراء فيلا و سيارة و بقعة أرضية على ضفاف البحر الأبيض المتوسط باسم التعليم .. و “حالي يصعب على الكافر”….لقد طلب مني المدير مبلغ خمسمائة درهما ليجري دردشة مع ولدي ليقيس مدى استعداده للإندماج في مدرسته ،ثم مبلغ 1300 درهما لتغطية واجب التأمين الذي لا يتجاوز في الأصل خمسين درهما، ثم مبلغ 400 درهما لتغطية واجب النقل ، و مبلغ 1300 درهما لتغطية واجب التمدرس عن كل شهر…ناهيك عن التكلف بمصاريف الكتب و الدفاتر و …..ليت الأمر حد. هنا ، فقد رأيت المدير يخبط يده على وجه آلة حاسوب….يضرب خارج هذه العملية الملعونة في ثلاثة بمعدل عدد أبنائي…و قد كان يعد و يحسب و أنا أتشهد و أسترجع و ألعن و أنذب، ثم أسترجع و أحولق و أستغفر حتى أحسست بعرق بارد يخرج من جبهتي و باقي أنحاء جسدي…!!!
أحسست أن هذا العرق كان أرحم بي من المدير لأنه على الأقل أحسني ببعض البرودة في حرارة شهر غشت..و لولا هذا العرق البارد و إيماني بالله و علمي بأنه حرم علي قتل نفسي لصعدت إلى سطح هذه التي يقولون عنها مدرسة”حك جيبك” ،و دليت رجلي و أبقيت على رقبتي مشدودة إلى ركن عمود و قد اتصل بخيط متين في قوته ، رقيق في سمكه ،فأهوي بثقل جسدي النحيل خارج المدرسة لتعلم أن مديرها قتلتني و ضيع أبنائي و الناس شهود و هم صيام عن الكلام ……لي الله يا جاري…..لي الله…!!!!”

نظرت إلى “سي العربي” و نظرت في ما كان بين يديه و نظرت إلى ”سي بوجمعة” و إلى “امي التوزر” و “خالي اعمارة”…. و نظرت إلى نفسي حين يطالبني مدير مدرسة”حك جيبك”أو مدير مدرسة أخرى بما طولب به “سي العربي”…نظرت فقلت “أنا لن أكون نسخة من “سي بوجمعة ” أو”العربي”أو “امي التوز ” أو غيرهم…فأنا سأطالب بإبطال عقد التمدرس هذا….. إنه عقد إذعان ، فإن لم أجد من يبطله فسأبطله بنفسي…سأترك أمر كل من خرج من صلبي يواجه مدير مدرسة “حك جيبك” … حين يلتقيه خارجا برزمة “الفلوس”المثلثة ليأخذها منه…!!نعم ليأخذها منه رضاء أو إكراها كما أخذها هو غصبا باسم حرية الأسعار و التعليم و التربية… سأتركه ينال ممن نال منه..لأنني لم أستطع أن أوفر ما طلبني به مدير المدرسة…لأنني لم أجد من يبطل عقد الإذعان المدرسي…لأنني خشيت أن يصيبني الحمق الذي أصاب “سي العربي” و الغصة التي أصابت “بوجمعة”و “الحكرة” التي عاشتها “امي التوزر” و ” الخذلان”الذي ظهر منكم..لأنه لا أحد أنصف “سي العربي” و لا أجاب عن سؤال “سي بوجمعة”…لأننا تركنا “سي العربي”و “امي التوز” في مواجهة من لم يرحم …و راق لنا أن نفتح كل صباح جرائدنا و نقرأ”..ارتفاع الهدر المدرسي….و لم نقرأ “سي العربي”يتحسر و يشهد الإهانة من مدير مدرسة “حك جيبك”!!!!!!!

سعيد الناوي.غفر الله له

مشاركة