الرئيسية غير مصنف عبد المجيد منصف: قاضٍ نموذجي ورجل قانون بصم مساره بالإنجاز والإنسانية

عبد المجيد منصف: قاضٍ نموذجي ورجل قانون بصم مساره بالإنجاز والإنسانية

IMG 4797
كتبه كتب في 6 يوليو، 2025 - 1:30 صباحًا

بقلم: عزيز بنحريميدة

يُعد الأستاذ عبد المجيد منصف، الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالناظور، واحداً من أبرز القضاة الذين بصموا المشهد القضائي المغربي بمهنية رفيعة، وشخصية استثنائية تجمع بين الحزم في تطبيق القانون، والرحمة في معاملة الإنسان. هو رجل القانون المتشبع بروح العدالة، والحقوقي المؤمن بأن القضاء ليس فقط نصوصاً تُطبّق، بل رسالة تُؤدى بضمير وصدق وأخلاق.

قبل أن يحطّ الرحال بمحكمة الاستئناف بالناظور، كان الأستاذ منصف رئيساً للمحكمة الابتدائية ببرشيد، حيث ترك فيها بصمة لا تُمحى، جعلت من المحكمة نموذجاً يُحتذى به على الصعيدين الإداري والقضائي. لقد نهض بالبنية التنظيمية، وعمل على ترسيخ ثقافة الانضباط والنجاعة، مع مراعاة البعد الإنساني في تدبير الملفات، وهو ما جعله يحظى باحترام واسع من زملائه القضاة، وموظفي المحكمة، وعموم المرتفقين.

غادر الأستاذ منصف المحكمة الابتدائية ببرشيد وسط أجواء مؤثرة، امتزجت فيها دموع الوداع بكلمات التقدير، في مشهد نادر قلّ أن يُسجَّل بهذه الحميمية في الأوساط القضائية، وهو ما يعكس بجلاء عمق الأثر الإنساني والمهني الذي تركه هذا الرجل في قلوب من عملوا إلى جانبه.

من يعرف الأستاذ منصف عن قرب، يشهد له برصانته وتواضعه الجم، وسعة صدره في الإصغاء والتوجيه، وحنكته في معالجة الإشكالات المعقدة التي تطرحها الملفات القضائية، دون أن يتخلى لحظة عن إنسانيته، التي جعلت منه قدوة ومَرجعاً داخل المؤسسة القضائية.

كما يشهد له بقدرته الفائقة على التوفيق بين مقتضيات العدالة وواقع الناس، وبين ضرورة فرض القانون والحرص على مبدأ الرحمة، في مقاربة متوازنة لا تفقد الحزم ولا تغيب عنها الروح الإنسانية.

واليوم، وهو يواصل مهامه على رأس محكمة الاستئناف بالناظور، يُراهن الأستاذ منصف على ترسيخ المكتسبات التي راكمها، ويستمر في تجسيد صورة المسؤول القضائي النموذجي، الذي يقود المؤسسة بروح الفريق، ويسهر على تعزيز ثقة المواطن في القضاء.

إن مسار عبد المجيد منصف هو تَجَلٍّ صادق لمعنى أن يكون القاضي إنساناً قبل أن يكون مسؤولاً، وأن يكون الحُكم عنواناً للحقيقة، لا مجرد إجراء. هو رجل آمن أن العدالة لا تُبنى فقط في قاعات الجلسات، بل في القلوب والعقول والضمائر.

ولذلك، فإن اسمه سيظل محفوراً في ذاكرة كل محكمة مرّ بها، وكل موظف عرفه، وكل مواطن أنصفه، لأنه ببساطة، رجل من طينة نادرة

مشاركة