الرئيسية أخبار القضاء عبد الكريم الشافعي الوكيل العام للملك بمحكمةالاستئناف بالقنيطرة يؤكد على أن محكمة الاستئناف والمحاكم الابتدائية التابعة لها جعلت المواطن في صلب اهتماماتها

عبد الكريم الشافعي الوكيل العام للملك بمحكمةالاستئناف بالقنيطرة يؤكد على أن محكمة الاستئناف والمحاكم الابتدائية التابعة لها جعلت المواطن في صلب اهتماماتها

IMG 20220201 WA0845
كتبه كتب في 3 فبراير، 2022 - 12:21 صباحًا

القنيطرة /

عزيز بنحريميدة مدير جريدة صوت العدالة :

و بعد استعراض حصيلة سنة القضائية 2021 من طرف السيد عبد الكريم الشافعي الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بالقنيطرة بمناسبة افتتاح الاسنة القضائية بتاريخ 26 يناير 2022 ،  بحضور ممثلي السلطات القضائية و من بينهم هيئة المحامين و جميع المؤسسات التي لها صلة بقطاع العدالة …، الذي ذكر فيها بالأهداف المستقبلية وأفق الاشتغال بهذه الدائرة القضائية برسم السنة الجارية 2022 ، التي تمت بمشاعر الفخر و الاعتزاز و تكريسا للتقاليد القضائية العريقة من تاريخ المملكة المجيدة ، مما زادها توهجا ، الحضور النوعي المتميز الذي يجسد الثقة في السلطة القضائية بمختلف مكوناتها في عز التأسيس لمحطة جديدة في إطار البناء المؤسساتي للسلطة القضائية و رئاسة النيابة العامة و الأوراش الكبرى التي تعرفها بلادنا لتكون في مستوى الانتظارات و التحديات وفق قيم مرتكزة على التوجيهات الملكية السامية و روح دستور المملكة في إطار تدبير التوازن بين مختلف السلطات و بما يكفل الاستقلال و تكريس دعائم السلطة القضائية قوية ، و هي مناسبة ثمن فيها عاليا روح التعاون و الانسجام مع السيد الرئيس الأول بهذه المحكمة على حسن إدارته مند التحاقه بها و الأجواء الإيجابية التي تطبع علاقة هذه النيابة العامة بكافة مكوناتها العدلية .

مذكرا بأن  صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس المجلس الأعلى للسلطة القضائية قد  أرسى و أسس دعائم قوية و نموذجية تنموية جديدة تستجيب لتطلعات و أمال حاجيات الشعب المغربي بمختلف مكوناته ، مبرزا أن  نجاح أي نموذج تنموي يقتضي تأهيل الموارد البشرية و تكوينها في أفق الانخراط الجماعي للنهوض بالرؤية الرقمية الكفيلة باختزال الزمن القضائي و هيئ الأجواء الكفيلة بإنتاج عدالة قوية و فعالة و الانخراط في الورش الإصلاحي في مجال التخليق و محاربة الفساد من خلال مقاربة موضوعية لرفع منسوب الثقة و التصدي للاختلالات و حماية المال العام و تعزيز الحكامة ، لنجاح أي مخطط تنموي أو استراتيجي اقتصادي و اجتماعي.

مؤكدا أن هذه المحكمة والمحاكم الابتدائية التابعة لها جعلت المواطن في صلب اهتماماتها، وذلك بتجويد عملية الاستقبال وتحسين الولوج إلى المحاكم، و مواصلة النيابة العامة مجهوداتها للمساهمة في تخليق الحياة العامة بما في ذلك القضاء على بعض السلوكيات المشينة بمحيط المحاكم ومكافحة آفة الرشوة ، و وعيا منها بنجاعة التدخل الفعلي و في الوقت المناسب لمحاصرة هذه الظاهرة فقد تم ضبط مجموعة من الحالات تم إعمال المتعين قانونا بشأنها في الوقت المناسب، مع القيام بالتفتيش التسلسلي للمحاكم الابتدائية  و ذلك بتنسيق تام مع المفتشية العامة للشؤون القضائية و السيد الرئيس الأول لهذه المحكمة ، حيث تم خلال 2021 تفقد جميع المحاكم الابتدائية و ذلك للوقوف على كيفية سير عمل النيابات العامة وتقييم نشاطها بالوقوف على المؤشرات الإيجابية و معالجة بعض النواقص بما يساهم في تجويد عمل النيابة العامة ، فضلا عن مواكبة عمل الضابطة القضائية في إطار الدور المنوط بالنيابة العامة في الإشراف على عمل الشرطة القضائية و توجيه و تأطير عناصرها قصد تنزيل توجيهات السياسة الجنائية في انسجام مع الدوريات الصادرة عن السيد الوكيل العام للملك عن محكمة النقض بالنيابة العامة ، كما عملت النيابة العامة على عقد اجتماعات دورية لترسيخ الوعي الجماعي لدى كافة ضباط الشرطة القضائية من خلال توجيههم للتعاطي بالسرعة و الفعالية مع شكايات المواطنين و الإنصات لتظلماتهم و العمل بروح المسؤولية و الجدية اللازمة مع ما يصل إلى علمهم من بلاغات و ما يتوصلون به من شكايات تقتضي المعالجة الفورية ، إضافة إلى تحسين استقبال المواطنين و الاستماع لقضاياهم في إطار التحديث ، و في هذا المجال عمدت النيابة العامة بتعاون مع رئاسة المحكمة على خلق مكتب لاستقبال الوافدين وتوجيههم بمكتب الواجهة  Frontoffice  و كذا تمكينهم من الحصول على مآل قضاياهم بالسرعة و الدقة المطلوبين ، و قد كان لتشغيل مكتب الاستقبال الدور الإيجابي و الرئيسي في تخفيف العبء على الموظفين العاملين بكتابة النيابة العامة حيث تقلص عدد المترددين على الشعب و ساهم بشكل ملحوظ و فعال في محاصرة السماسرة و قطع الطريق أمام العابثين بحقوق المرتفقين تفعيلا لدورية السيد رئيس النيابة العامة بتاريخ 25 نونبر 2019 تحت عدد 51/ ر.ن.ع/ د، حول التصدي للسماسرة بمحيط المحاكم ، وفي هذا الصدد أعطيت التعليمات اللازمة للسادة وكلاء الملك للمراقبة اليومية لكل الوافدين على المحاكم التابعة لنفوذ هذه النيابة العامة ، كما تم تحديد الأهداف الاستراتيجية و المشاريع المستقبلية برسم سنة 2022 .

و لتحقيق مزيد من النجاعة القضائية على مستوى النيابة العامة بالدائرة القضائية لهذه المحكمة ، فقد تم تسطير برنامج عمل متكامل برسم سنة 2022 من خلال استراتيجية واضحة المعالم و الأهداف مع  الاشتغال وفق معاير تتمثل في ترشيد و تقنين الاعتقال الاحتياطي الذي كان من ضمن أولويات عمل هذه النيابة العامة بهذه الدائرة القضائية ، و تركيز جهودها و قدراتها القانونية و القضائية لضمان تطبيق القانون وحسن سير العدالة الجنائية ، مع الاستمرار في التفاعل السريع و الفعال مع شكايات و تظلمات المرتفقين، فضلا عن جعل هذه السنة القضائية استثنائية و ذلك للقضاء على المخلفات من القضايا بتعاون محكم مع رئاسة  هذه المحكمة ، كما تم تفعيل الخلية التي تم احداثها للقيام بالتبليغ و ذلك  بتنسيق مع الضابطة القضائية و السادة المفوضين القضائيين ، مع المساهمة الفعلية في إشعاع ثقافة التخليق و محاصرة الظواهر السلبية بما في ذلك تمشيط فضاءات المحاكم ، إضافة إلى تفقد المحاكم الابتدائية بالدائرة القضائية في إطار البرنامج المعد مسبقا مع السيد الرئيس الأول في إطار التفتيش التسلسلي ، كما تم فتح نقاش مع كافة أعضاء النيابة العامة بهذه الدائرة الاستئنافية من خلال تنظيم ورشات و موائد مستديرة الهدف منها توحيد طرق عمل النيابة العامة بالدائرة القضائية و الاستماع لمقترحات أعضائها ، كما ذكر بمجهودات أطر و موظفي الإدارة الترابية على حسن تعاونهم مع مؤسسة النيابة العامة و تجاوبهم مع وحدات التحصيل و التبليغ ، واضعين نصب أعيننا التوجيهات الملكية السامية المتطلعة إلى عدالة حديثة قوية ، فعالة و نزيهة و سلطة قضائية مواطنة قريبة من انتظارات المتقاضين و في خدمتهم لصون الحقوق و تكريس الأمن القانوني و القضائي بكل أبعاده …

مشيدا في كلمته ، بما تم التوصل إليه من نتائج نالت استحسان كل المتدخلين في ميدان العدالة و المتقاضين من خلال تظافر جهود كل المنتسبين إلى العدالة خلال السنة المنصرمة ، من رؤساء الغرف و المستشارين و النائبين الوكيل العام للملك و النواب العاملين و السادة المسؤولين القضائيين و نيابة عامة و السيد نقيب هيئة المحامين بالقنيطرة و السادة أعضاء مجلس الهيئة و المحامون و المسؤولين الإداريين و كذا أطر وموظفي كتابة النيابة العامة و الضابطة القضائية بمختلف مكوناتها و مختلف المتدخلين في مجال العدالة ، بدعم و مساندة من طرف عامل إقليم القنيطرة و السادة عمال صاحب الجلالة على أقاليم هذه الدائرة القضائية ، الذين اشتغلوا بروح الفريق الواحد …

و اختتم كلامه بالدعاء  لجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده ، و بأن يجعل هذه الجلسة الرسمية التي تجسد التقاليد القضائية العريقة بهذا البلد الأمين في عز ما تختزله المرحلة من حمولة و إنجازات عميقة للسلطة القضائية و تفرد واستقلالية رئاسة النيابة العامة و ما أصبح لها من أدوار مجتمعية رائدة بمقاربة حقوقية حمائية تعمل على ضمان الأمن القانوني و القضائي و تكريس مرتكزات حماية الحقوق و الحريات نحو المشروع الحداثي الذي يقوده جلالة الملك محمد السادس بكل حكمة و تبصر …

مشاركة