عامل إقليم السمارة يقص شريط معرض الأسواق المتنقلة للصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء

نشر في: آخر تحديث:

مكتب السمارة : عبد المجيد الخياطي / بيسموكن رشيد

على رأس وفد رسمي رفيع المستوى أشرف عامل إقليم السمارة : حميد نعيمي على افتتاح النسخة الأولى من معرض الأسواق المتنقلة للصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء المقام ما بين 30 ماي 2018 إلى غاية 3 يوليوز 2018 بمدينة السمارة كمحطة أولى، لينتقل بعدها إلى مدينة بوجدور من 09 يونيه إلى 13يونيه 2018، وإلى مدينة طرفاية من 20 يونيه إلى 24 يونيه 2018، ثم إلى مدينة العيون من 28 يونيه إلى 02 يوليوز 2018

وقد قص ممثل جلالة الملك شريط إعطاء الانطلاقة إلى جانب رئيس المجلس الإقليمي السيد : محمد سالم لبيهي ، ورئيس الجماعة الحضرية بالنيابة السيد : الزبير حبدي، ورؤساء الجماعات القروية، وأعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية، وشيوخ القبائل الصحراوية، وشيوخ تحديد الهوية، والشخصيات العسكرية والمدنية، وفعاليات المجتمع المدني وهيآت الصحافة والإعلام.

المعرض الذي نصبت خيمته العملاقة بالساحة الكبرى للمسجد الأعظم بالسمارة، عرف إقبالا كبيرا من طرف الساكنة، لا سيما وأنه تزامن وشهر رمضان الكريم، وسمر المواطنين بعد صلاة التراويح.

ويندرج هذا المعرض في إطار تنزيل مشاريع الإتفاقية الإطار لتمويل وتنفيذ برامج التنمية المندمجة لجهة العيون الساقية الحمراء التي تم توقيعها أمام جلالة الملك محمد السادس نصره الله بالعيون في 7 نونبر 2015 خاصة منها المحور الثالث عشر المتعلق بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، وذلك حرصا من الجهة المنظمة برئاسة رئيس الغرفة الجهوية السيد : مصطفى بلمام، على تفعيل الإجراءات المتخذة من طرف المتدخلين مركزيا، جهويا ومحليا، من أجل تحسين ولوج منتوجات الاقتصاد الاجتماعي في الأسواق.

وفضلا عن المشاركة المكثفة لمدن الجهة، حظي إقليم ورزازات بميزة ضيف شرف هذه النسخة.

فضاء المعرض قامت بالإشراف على تسييره لجنة تنظيمية ذات كفاءة، حرصت على توفير الراحة والانسيابية، والتنشيط الموسيقي الذي أضفت عليه الايقاعات الحسانية وقعا خاصا أطرب الزوار وأطفالهم، ناهيك عن الحرص الشديد على ضمان شروط الأمن والوقاية المدنية.

استهل وفد عامل الإقليم زيارته برواق المنتوجات الجلدية لتعاونية من مدينة السمارة، أوضح العارض فيها أن الجلد المستعمل كمادة أولية في هذه الصناعة التقليدية يرتبط بحضارة الرعي والترحال التي تأسس عليها قديما اقتصاد الصحراء، مشيرا إلى أن تقسيم العمل في مجال الحرف اليدوية عند مجتمع البيضان يخضع لمعيار الجنس، الذي يخضع بدوره لطبيعة المادة المستعملة في العمل، وأن العمل على المعدن والخشب يهيمن عليه الجنس الذكوري، فيما تبسط النساء سيطرتهن على الصناعات الجلدية، لما يتوفرن عليه من ملكات التركيز والتدقيق والحس القوي الماهر والمبدع. فالصانعات الصحراويات يتمتعن بقوة حضورهن في مجتمعهن الحساني بصفة عامة، وهن اللائي انتزعن ألقاب وشهادات الجودة في المنتوج في عدة معارض ومنافسات وطنية ودولية لمنتوجات تشتمل على مستلزمات الإنسان الحساني نحو مفروشات الخيمة الصحراوية، وراحلة البعير وبقية الأكسسوارات.

كما أبدعت يد الصانع المحلي في مجال أفرشة الخيمة التي تدخل في موادها الأولية صوف الأغنام ووبر الجمال ، وتفننت في خياطة وفصالة أزياء نسائية ورجالية كالملحفة والنكشة والدراعة، وتقنيات إعداد وتزيين العروس.

وغير بعيد عن البوابة الكبرى للمعرض انتصبت خمس أروقة متقابلة للصناع التقليديين للؤلؤة جهة درعة تافيلالت، حاضرة الفن السابع والطاقة الشمسية – مدينة ورزازات – عرضوا الحلي الفضية البالغة الروعة، والزربية الورزازية والوزكيطية، والكلاوي وأخنيف والشدوي، والتازناختية المعروفة على الصعيدين الوطني والدولي، والمعروفة بسمكها وزخرفاتها البسيطة والمتميزة.

كما كان للمنتوجات العطرية لعاصمة الورود العالمية مدينة قلعة مكونة لإنتاج الورد المجفف وتقطيره، ومستخلصات الزيوت وتصنيع المرهمات وروح الورد ومستحضرات التجميل والعطور سحر خاص على زوار المعرض.

وحول هذه المادة الطبيعية ( Bio )، أطلع المتحدث باسم الغرفة الصناعية لورزازات الوفد الرسمي على منافع الورد الطبية، باعتماده كشراب سواء لمائه أو لزيته المعالج لاضطرابات الجهاز الهضمي وانتفاخ البطن، وأمراض العيون، وصداع الرأس والحمى، وأمراض الجهاز التنفسي، واستعماله كمرهمات للعديد من مشاكل الجلد والبشرة. كما يعد الشامبو والصابون المصنع من هذا الورد المسمى كذلك ب ” الورد الدمشقي ” ، أفضل مواد تنظيف الجسم وألطفها. ويدخل الورد المجفف كذلك في طقوس الحناء وإعداد الشاي كمنسم.

أما زعفران الطعام المسمى مجازا بالذهب الأحمر، فقد أكد ممثل الصناعة التقليدية الورزازي على أنه يدر على ميزانية الدولة ما قيمته 75 مليون درهم، وأن الإنتاج الوطني منه يصل إلى 3 أطنان، وثلث إنتاجه يوجه نحو الخارج.

ونظير ما لقيه حرفيو ورزازات من عناية واهتمام من السيد : عامل الإقليم ورئيس المجلس الإقليمي، أفصح نفس المتكلم عن انشراحه، وعميق امتنانه نظير ما لاقاه وأصدقاؤه من حسن استقبال وضيافة، مردفا أن المعرض فرصة لتثمين المنتوج المحلي لمنطقته ومناسبة للترويج له، والتعريف بالمجال الترابي لجهة درعة تافيلالت -.

طواف عامل الإقليم والوفد المرافق طال جميع الأروقة، التي تنوعت معروضاتها، من صناعة للأزياء وإعداد الحلويات، والصناعات التقليدية المعدنية، إلى أواني الطبخ وطقوس إعداد الشاي بالخيمة الصحراوية، وما يتطلبه فضاؤها من أبخرة ورشوش وعطور..

كما احتوت أروقة أخرى على منتوجات تعاونيات مختلفة للكسكس والمكلي ومنسمات ومقطرات الأعشاب النباتية الصحراوية، لكل من جمعيات وتعاونيات بوجدور والعيون والسمارة وورزازات.

ووقوفا على رواق الفنان اللامع والمبدع الصانع التقليدي: سليمان مسدور – ابن السمارة والعائد إلى أرض الوطن استجابة للنداء الملكي السامي للراحل الملك الحسن الثاني طيب الله ثراه ، والفائز بعدة جوائز وطنية في مجال النجارة الفنية – الذي أبى إلا أن يطور الموروث الثقافي للعنصر البشري البيضاني بالإعتماد على المواد الأولية الخشبية الموجودة في السوق لصناعة الأواني المطلوبة في كل البيوت الصحراوية، والمطلوب من الشقيقة موريتانيا والأشقة دول الخليج العربي. ومن بين منتوجات سليمان : الكدحة و الكصعة و المبخرة والشكيم ( المغرف ) و تازوا ( وعاء اللبن ) والنافورة الخاصة بالحاويات والمكسرات والفواكه ( وهي من الابتكارات الشخصية له). والسيك ( اللعبة المفضلة عند أهل الصحراء التي تلعب في الرمل ). وهذه كلها أواني الخيمة التي عصرنها سليمان وولج بها ركب المعاصرة، مع المحافظة على الهوية والأصالة.

وقد خصصت إدارة المعرض فضاء كبيرا للندوات والدورات التكوينية التي تتخلل أيام العرض. وهو المكان الذي توقف فيه لبرهة وفد عامل الإقليم لاستراحة شاي.

معهد التكنولوجيا التطبيقية بالسمارة كان حاضرا من خلال إبداعات طالباته وطلابه، بمسالكهم المختلفة، كمسلك النجارة الخشبية والألمنيوم، والحدادة والكهرباء والترصيص والبناء والخياطة والميكانيك، وتسيير المقاولات وغيرها.

أما تلميذات و تلاميذ الثانوية الإعدادية المغرب العربي المؤطرين من طرف أربعة من أساتذتهم، فقد شاركوا بدورهم بلوحات تشكيلية وبورتريهات وأعمال فنية أخرى كالرسم على الزجاج والماء وكتابات الخط العربي.

وبرواق تعاونية بدائل بالسمارة لإنتاج الكسكس المخمس والثلاثي ( المعد من خمسة أنواع وثلاثة أنواع من دقيق الحبوب)، والفائزة بجائزة الجودة على الصعيد الوطني شهر أبريل 2018، أنهى عامل الإقليم جولته الرسمية للمعرض.

وبخصوص تنظيم معرض الأسواق المتنقلة لمنتوجات الصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء، المقام في مرحلته الأولى بالحاضرة الدينية والعلمية للأقاليم الجنوبية – مدينة السمارة – أوضح رئيس غرفة للصناعة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء لصوت العدالة أن المعرض يأتي في سياق تنفيذ الإرادة الملكية السامية المتعلقة ببرامج التنمية المندمجة للجهة التي وقعت اتفاقيتها الإطار بحضور جلالة الملك بالعيون في السابع من نونبر 2015، شاكرا مجلس الجهة على اختياره السليم لمدينة السمارة كمحطة أولى لانطلاق المعرض المهتم بالصناعات التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والهادف إلى تقوية قدرات الصانع التقليدي بالجهة وتنمية مهاراته عبر التكوين المستمر وتبادل الخبرات والتجارب مع نظرائه الحرفيين، وتثمين منتوجه والبحث عن سبل إشهاره وتسويقه. كما اعتبر بلمام هذا السوق الكبير فرصة لخلق رواج اقتصادي بالمدينة، ومتنفس للساكنة المحلية المتعطشة لمثلها فضاءات، وهو ما جعل هذا العرض يعرف إقبالا كبيرا من طرف الزوار الذين تقاطروا عليه بكثافة منذ اليوم الأول على افتتاحه.
وأضاف قائلا : ” نحن كمنظومة محلية نسعى جاهدين إلى خدمة الصانع التقليدي والرفع من مستواه الاقتصادي والاجتماعي، وكذا إلى خلق حركية اقتصادية تنعكس بالإيجاب على المكون السوسيو- اقتصادي للمدينة والجهة.

بدوره، صرح السيد : سيدي أحمد بياي، عضو لجنة المعارض، وعضو غرفة الصناعة التقليدية بالعيون، ورئيس الهيأة المغربية لحرف الصناعة التقليدية على مستوى التراب الوطني، أن هذا التنظيم يقدم أولا وأخيرا خدمات للصانع التقليدي من أجل تسويق منتوجه والترويج له، تماشيا مع استراتيجيات الدولة المعتمدة في هذا الصدد.

من جهتها، ثمنت المنتخبة فاطمة السيدة، النائبة الأولى لرئيس مجلس جهة العيون الساقية الحمراء بادرة تنظيم المعرض بشراكة مع الوزارة الوصية وغرفة الصناعة التقليدية لجهة العيون الساقية الحمراء، واعتبرته ملتقى لتلاقح الأفكار بين حرفيي الجهة، واستفادتهم من الدروس النظرية والتطبيقية المقدمة من طرف مختصين على هامش أيام المعرص، وتصريف منتوجاتهم، وإبراز الثقافة الثراتية المحلية التي تزخر بها المدينة.

اقرأ أيضاً: