مكتب السمارة: تحرير : عبد المجيد الخياطي / تصوير : رشيد بيسموكن
في اجتماع حصري للوقوف على مستجدات تدبير الشأن المحلي، وتقييم حصيلة التنزيل الفعلي لاتفاقية الشراكة والتعاون الموقعة بين المجلس الإقليمي للسمارة والمجلس الإقليمي لورزازات بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء شهر نوفمبر 2017، ترأس عامل جلالة الملك على إقليم السمارة بقاعة الاجتماعات بمقر العمالة اجتماعا حصريا يندرج في سياق السلسلة التواصلية ما بين المنتخبين والسلطات العمومية ورؤساء المصالح الخارجية وتمثيلية المجتمع المدني، والجسم الإعلامي بجميع تشكيلاته.
وكما جاء في كلمته الافتتاحية، اعتبر ممثل جلالة الملك اللقاء إخباريا بامتياز يتطرق بالدرس والتحليل إلى مجموعة من الأنشطة الهادفة إلى البحث الحثيث عن سبل تحقيق تنمية مستدامة للإقليم، وهو المسار الذي سلكه بعزيمة وإرادة قويتين رئيس المجلس الإقليمي محمد سالم لبيهي من خلال توقيعه بمدينة السمارة، اتفاقية تعاون وشراكة مع نظيره بإقليم ورزازات سعيد أفروخ، على هامش احتفال المغاربة بذكرى المسيرة الخضراء شهر نوفمبر من السنة المنصرمة 2017، الذي حل رفقة مجلسه بمدينة السمارة بدعوة كريمة من ممثل ساكنة المدينة، وبتنسيق مع المتربع على كرسي السلطة المحلية بالإقليم.
وفي زيارة مماثلة بمدينة ورزازات، نزل موكب وفد المجلس الإقليمي للسمارة ضيفا على أيقونة جهة درعة تافيلالت ومدينة هليود افريقيا – حاضرة إقليم ورزازات. وأكد حميد النعيمي على نجاح الزيارة التي قام بها وفد السمارة إلى ورزازات، حيث أشار إلى أنه لا يمكن للمرء في الدراسات الحديثة أن يجري مقارنة معينة دون معرفة موقعه الحقيقي..مع استحضار المشترك فيما يخص التوجهات والمعيقات والتكوين الجغرافي والسكاني..فكانت مدينة ورزازات أفضل مكان لإجراء مقارنة كهاته، بحكم القواسم المشتركة بين الإقليمين الصحراويين.
وبنظرة الخبير المحنك الألمعي التسيير والتدبير والمتفقه في دهاليز الإدارة الترابية، والذي تربطه علاقات صداقة قوية مع قادة الشأن العام المحلي لورزازات، بعدما أمضي بضعة سنوات كباشا للمدينة، ثمن عامل الإقليم التجربة عاليا، موضحا أنها أعطت سلسلة من التوجهات الأساسية أضحت بوادرها المباشرة تدخل حيز التفعيل، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر مشاركة مجموعة من الصناع التقليديين في معرض الأسواق المتنقلة للمنتوجات الصناعىة التقليدية بجهة العيون الساقية الحمراء التي تحتضنه مدينة السمارة من 30 ماي الى 03 يونيه 2018، فضلا عن تطوع أحد الأساتذة الجامعيين بالكلية المتعددة التخصصات بورزازات بالقدوم إلى السمارة وإعطاء محاضرات وتوضيحات حول الشعب المتوفرة في عاصمة الفن السابع، وسبل الوصول إليها، هذا مع تخصيصه حصة للساكنة المحلية، وحث شباب المنطقة على استكمال دراستهم بورزازات.
من جهته، ثمن رئيس المجلس الإقليمي للسمارة مجهودات المنظومة المحلية برمتها انفتاحها على محيطها سواء على مستوى جهة العيون الساقية الحمراء أو على مستوى جهات المملكة على أساس رابح رابح، وهو الرهان الذي خطا فيه الإقليم خطوات متقدمة ومضمونة النتائج. وأوضح محمد سالم لبيهي أنه والمنظومة المحلية عقدوا جلسات بوزارة الداخلية بالرباط يوم 25 أبريل الماضي للترافع على عدة ملفات تهم الشأن المحلي للحاضرة الدينية والعلمية للأقاليم الصحراوية، ترتبط بمعالجة معضلة التشغيل وما يليها من مشكل الاسكان ، وسبل تنزيل المشاريع التنموية والرفع من وتيرتها، ومعالجة الملفات المطلبية للعائدين إلى أرض الوطن، وتلك المتعلقة بشيوخ تحديد الهوية. ناهيك عن ملف الطريق الوطنية الرابطة بين العيون والسمارة، والطريق المختصرة الرابط بين السمارة والحدود الموريتانية، وتسريع بناء وتجهيز المستشفى العسكري، والكلية المتعددة التخصصات.
عامل الإقليم الذي لعب دورا محوريا في التنسيق بين المركز وممثلي الإقليم مهد للقاء الذي جمع بعثة السمارة بنور الدين بوطيب الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، والمدير العام للجماعات الترابية، والعامل المكلف بالشؤون العامة، والعامل المكلف بجمالية الجماعات الترابية. وقد أفضت المفاوضات إلى خلق لجنة خاصة تعمل على اقتراح مشاريع نموذجية من شأنها إلحاق الإقليم بركب التنمية وتبديد مشاكله العالقة.
وفي ذات السياق، وتنفيذا لمضامين الإتفاقية الإطار للشراكة والتعاون بين المجلس الإقليمي للسمارة ومقابله لورزازات، وفي إطار زيارة العمل التي قام بها وفد السمارة المكون من أعضاء المجلس الإقليمي و رؤساء المصالح الخارجية والأقسام وممثلي المجتمع المدني والإعلام، على رأسهم رئيس المجلس محمد سالم لبيهي، فقد اشتمل برنامج الزيارة على جلسات عمل توزعت بين اجتماعات رسمية بكل من مقر عمالة الاقليم، وقصر المؤتمرات، وزيارات لمنشآت سياحية وسينمائية واقتصادية، سلطت الضوء على المؤهلات الطبيعية والبشرية والسوسيو- اقتصادية للإقليم الذي تعد السياحة والسينما والطاقة الشمسية الأسس الرئيسية لرافعة تنميته.
زيارة وفد السمارة لورزازات تزامنت مع تنظيم الملتقى الدولي للورد العطري في نسخته 56 بمدينة قلعة مكونة زهرة إقليم تنغير، جهة درعة تافيلالت، والذي حظي ولأول مرة منذ نصف قرن ونيف على تنظيمه السنوي، بالرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس. حيث تابع رئيس المجلس الإقليمي ورئيس الجماعة الحضرية للسمارة بالنيابة والوفد المرافق لهما، إلى جانب عامل إقليم تنغير ورئيس المجلس الإقليمي لتنغير، ورئيس الجماعة الحضرية لقلعة مكونة كرنفال ملكة ورود قلعة مكونة من المنصة الشرفية المنصوبة بساحة بلدية المدينة.
وبفندق قصر قيصر بقلعة مكونة مدت جسور اتفاق مبدئي للتعاون والشراكة بين المجلس الإقليمي لتنغير والمجلس الإقليمي للسمارة، أرست مباحثاتها أرضية قوية للمفاهيم الحديثة في التمسك بالوحدة الترابية للمملكة وتجويد مقاربات الترافع عن قضية مغربية الصحراء.
واستكمالا لبرنامج أجندة رئيس المجلس الإقليمي، عرج وفد السمارة على مقر رئاسة جامعة ابن زهر بأكادير لعقد اجتماع مع رئيسها د عمر حلي لتدارس كل السبل الكفيلة والتسهيلات اللازمة لإعطاء انطلاقة قوية لموسم جامعي جديد برحاب الكلية المتعددة التخصصات التي هي في طور البناء، حيث ستشتمل علاوة على مسلكي العلوم الشرعية، والإجازة المهنية مسالك أخرى جديدة، بفضاء جامعي بمعايير دولية منفتح على مناطق الجوار وعلى العمق الإفريقي. كما سيتم فتح مسلك الماستر في وجه مجازي الكلية، وفسح المجال للأطر والكفاءات المحلية لشغل مناصب التدريس بالمسالك الجديدة.
ووصولا إلى السمارة، استأنفت المنظومة المحلية جلسات عملها، التي جمعتها هذه المرة مع مدير التجهيزات المالية لدى كتابة الدولة المكلف بالماء، ومدير وكالة الحوض المائي الساقية الحمراء وادي الذهب، توجت مخرجاتها بتعهد مسؤولين المركزيين بصيانة ست بحيرات تلية، وتمكين الإقليم من الآليات والمعدات التقنية الخاصة بتأهيل العديد من نقاط الماء بالإقليم. كما أجمع المشاركون في الاجتماع على إنشاء سد مائي بالنفوذ الترابي الجماعة حوزة بداية السنة المقبلة 2019.
فبعد متابعة الشريط الذي عرض صورا مصاحبة بتعليق لأبرز ما تمت الإشارة إليه، تفرج المجتمعون على التجربة التي دخلتها ورزازات في ما يخص المجال البيئي والحزام الأخضر المحيط بالمدينة.
واعتبارا للطفرة النوعية التي حققها إقليم السمارة بانفتاحه على شركاء غير تقليديين، أشاد المتدخلون بالمجهودات الكبيرة التي بذلتها والمنظومة المحلية برمتها، آملين في تفعيل حقيقي لهذه الاتفاقيات.